رغم تواتر الأخبار عن عمليات قصف وتوغل متصاعدين للقوات التركية، تركزت في محافظة دهوك شمال العراق، إلا أن السلطات الاتحادية في بغداد، والإقليمية في أربيل، مازالتا تلتزمان الصمت حيال ذلك.
وفي تطور جديد للتوغل، سيطرت القوات التركية، اليوم الخميس، على خمسة طرق جبلية، فيما نشرت 10 نقاط تفتيش لمنع عودة الأهالي للمناطق المنكوبة.
ورغم التحركات العسكرية التركية الواسعة، ما زالت السلطات الاتحادية في بغداد والمحلية في إقليم كردستان تلتزم الصمت حيالها، باستثناء إعلان مجلس الأمن الوطني الاتحادي في 10 تموز الماضي، رفضه للتوغّل التركي، ومطالبته أنقرة بمراعاة مبادئ حسن الجوار، لم يصدر عن بغداد أو أربيل أي بيان بشأن العملية الجديدة، الأمر الذي يفسره مراقبون بنوع من قبول في بغداد وعجز في أربيل عن إمكانية وقف التحركات التركية.
إذ ذكرت صحيفة العالم الجديد، أن "القصف المدفعي التركي يتقدم يوم بعد اخر ويتقرب من المزيد من القرى القريبة في محيط قضاء العمادية والمدن المجاورة له".
وأضافت أن "5 طرق في مرتفعات جبلية متعددة باتت تحت سيطرة القوات التركية التي نشرت قرابة 10 نقاط مرابطة ثابتة من اجل التفتيش ومنع عودة الاهالي الى قراهم المنكوبة".
وأكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو، في 30 تموز الماضي، ان 1000 قرية تم ترحيل اهاليها بسبب التوغل التركي.
وتكمن غرابة الإجتياح التركي الذي بدأ يأخذ بالتوسع في قضم أراضٍ عراقية بذات الوقت الذي يركز على الحلول الدبلوماسية في سوريا ولا تستبعد أطرافاً سياسية في العراق أن الجانب التركي أخذ موافقة أمريكية وغربية لهذا الإجتياح، بحسب مختصين.
وأعلن النائب رفيق الصالحي، في 28 تموز الماضي، أن القوات التركية أنشأت 14 قاعدة عسكرية متقدمة في اقليم كردستان.
يشار إلى أن العمليات التركية مستمرة منذ نحو شهر مسببة خسائر مادية وبشرية كبيرة، فيما يقول الجانب التركي ان عملياته في مناطق اقليم كردستان تهدف لإنشاء منطقة عازلة خالية من حزب العمال الكردستاني وعلى عمق 40 كيلومترا، مشيرا إلى ان ما يجري من عمليات عسكرية جاء بالتنسيق وبغرفة عمليات مشتركة مع القوات الامنية العراقية، وهو جزء من جملة مذكرات تفاهم واتفاقيات وقعت بين السوداني واردوغان خلال زيارته الى العراق قبل أشهر.
وشهدت قرى بلافة وكوهرز وديرالوك في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، في17 تموز الماضي، قصفاً عنيفاً من قبل الجيش التركي، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة.
وأغلق أهالي قرية كوهرزي، في 10 تموز الماضي، الطريق العام بين قضاء العمادية وناحية ديرلوك في محافظة دهوك، احتجاجا على سقوط إحدى قذائف المدفعية التركية على قريتهم، فيما تم إخلاء 7 قرى مسيحية في "برواري بالا" بالمحافظة أيضا.
ورصدت منظمة "فرق صناع السلام" الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
وتصدر هاشتاغ "تركيا_تحتل_دهوك"، في 30 حزيران الماضي، الترند في العراق على منصة X، بعد استمرار القصف والتوغل التركي في المحافظة، وسط صمت حكومي مطبق.
جاء ذلك، بالتزامن مع شن الجيش التركي هجمات عنيفة على محافظة دهوك، مما أسفر عن تدمير كنائس ومنازل ودور عبادة.
ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.
وانتشرت القوات التركية، بشكل منسق في قرى قضاء العمادية بدهوك، في 29 حزيران الماضي، كما قصفت القوات التركية ناحية ديرلوك بالمحافظة، بشكل مكثف أيضا.
يذكر أن البرلمان التركي صوت في 26 تشرين الأول 2023، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض الحكومة بإرسال المزيد من القوات.
الجدير بالذكر أن اتفاقية وِقّعت في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، وقّعها عام 1984 وزير خارجيته آنذاك طارق عزيز مع نظيره التركي في محضر رسمي يسمح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي العراقية مسافة لا تتجاوز خمسة كيلومترات، على أن ينتهي مفعولها عام 1985، ودون ذلك لا توجد أيّ مذكرات تفاهم بين البلدين تتيح لتركيا احتلال الأراضي العراقية.
أقرأ ايضاً
- حزب الله يفجّر عبوات بقوات اسرائيلية والإعلام العبري يصف الحادث بـ"الخطير" ويمنع النشر
- خلال 10 أيام.. دخول أكثر من 5 آلاف لبناني الى العراق
- وزارة الكهرباء تعلن فقدان 7100 ميغاوط بسبب انخفاض إطلاقات الغاز الوطني