امام بوابة مدينة سيد الاوصياء للزائرين وعلى الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومدينة كربلاء وبتوصيات من المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني نصبت مؤسسة القبس للثقافة والتنمية مجموعة من المراكز الثقافية والعلمية لتمد الزائرين بمختلف انواع العلوم والمعلومات القانونية والتقنيات الرقمية وتحصن الشباب والعائلة والطفل والزائرين من مخاطر الاستغلال الممنهج في مواقع التواصل الاجتماعي او الانجرار الى تعاطي المخدرات، فهي تعطي للزائر الزاد العلمي والثقافي كما تعطيه المواكب زاد البدن.
وقال سماحة الشيخ طارق البغدادي من مشروع التبليغ في الحوزة العلمية في مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني لوكالة نون الخبرية ان" زيارة الاربعين في الاعوام الاخيرة صارت تمثل تظاهرة لاعلان انتماء هذا الشعب وهذه الجماهير الى مدرسة الامام الحسين (عليه السلام)، ومدرسة اهل البيت (صلوات الله عليهم اجمعين)، لان اول بيان صدر في ثورة الحسين (أني لم اخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح)، ورسالته لغرض اصلاح الانسان والمجتمع من اجل ان ينتشر الخير والحق والفضائل بين الناس، مقابل الخط الآخر الذي يمثل الرذائل ويريد نشر الفاحشة بين الناس وان تسقط الانسانية الى الحضيض، ونحن نرى هذه الايام هجمة شرسة على هويتنا الثقافية من قبل جهات وقوى خارجية، تريد قيادة المجتمع البشري الى الحضيض بلا انسانية او عفاف وقيم واخلاق، ونحن نقف بالضد من ذلك ونقول ان نهضة الحسين ومدرسته كانت من اجل القيم وان يكون الانسان انسانا من دون وحشية، ويبقى المجتمع البشري يتصف بالفضائل ومكارم الاخلاق والقيم الانسانية السامية".
واضاف " ومن هنا وبلحاظ ما صدر عن الحسين في حركته المباركة، وما ورد من بعده من روايات عن الائمة الاطهار (عليهم السلام) في حث الناس على احياء امر الحسين (عليه السلام)، اوصت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني باستثمار زيارة الاربعين بجعل الطريق الى كربلاء المقدسة مدرسة للتربية والتعليم للزائرين تربيهم على الفضائل ومكارم الاخلاق والقيم الانسانية السامية، ويتعلم ايضا المعرفة والحكمة من خلال تداول كلمات اهل البيت (عليهم السلام)، لذلك تريد المرجعية ان يتحقق الهدف الذي نهض من اجل الحسين وهو اصلاح الانسان، وهنا تجد ان عندنا مشروع ثقافي في الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء المقدسة وهو الموسم الثقافي في نسخته الثامنة ونركز في رسالتنا وبالاخص في هذه السنة على الصلاح والاصلاح، وهي عبارة عن مجموعة برامج من بناء الانسان الصالح، وبناء المجتمع الصالح المتماسك المتعاون الذي تشيع فيه الفضائل ومكارم الاخلاق والصفات الانسانية، وقد شاهدنا مناظر عظيمة في الطريق ومنها ان شيخا كبيرا محدودب الظهر قد تجاوز عتبة التسعين من العمر يمشي على عكاز بصعوبة قاصدا قبر الحسين (عليه السلام)، كما شاهدنا تلك الصبية الصغيرة المريضة (نرجس) من الاهوار وقد ثبتت في يدها (كانيولا) للحقن الوريدي للعلاج، و(اجهش بالبكاء) قائلا هي مريضة وتصر على خدمة الحسين (عليه السلام، ولا تنقطع عنها، ولاحظوا ان البعض يقول خدمة زوار الحسين، بينما هي تقول انا اخدم الحسين وهو معنى عميق فمن الذي علم هذه الصبية البريئة ان تتحدث بلغة الحب عن الحسين (عليه السلام)، واعتقد ان جميع ملاكات التربية والتعليم في العالم تعجز ان تخرج نموذجا مثل الصبية "نرجس".
واوضح البغدادي ان" الموسم الثقافي الثامن قسم الى مجموعة مراكز بحسب استهدافنا، لان الاهداف التي رسمناها لهذا المشروع تشمل جميع فئات المجتمع والامور المؤثرة فيه، مثل مركز الاسرة والطفل لان الاسرة الصالحة المتماسك لاسيما مع وجود بيانات رسمية بارتفاع حالات الطلاق في العراق ومختلف البلدان الاخرى، تعتبر المعمل الذي ينتج الطفل والانسان الصالح، وتخرج ذكورا واناثا صالحين، ويوجد ايضا مركز للشباب لان الاحصائيات الرسمية تؤكد ان (60) بالمئة من المجتمع العراقي هم من الشباب، ولانهم عماد الامة والبلد وقادة المستقبل القريب، وهم يحتاجون الى الرعاية وبرامج لبناء شخصياتهم بناء صحيحا متينا، وحمايتهم ومنحهم الحصانة من الهجمات التي ترد علينا، وخصوصا ان هناك هجمات شرسة على الشباب لترويج افكار الالحاد والفاحشة وافكار لا أخلاقية بينهم، ولدينا ايضا مركز الاعلام الرقمي ووظيفته تتعلق بكيفية التعامل مع تقنيات الاعلام الرقمي وسط انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وكيف يمكن استثمارها من اجل بناء الانسان الصالح والامة الصالحة، وكيف نرد على الهجمات التي ترد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لان اعداء الاسلام حاولوا تطوير تقنيات وسائل التواصل من اجل ان يهجموا على الاسلام ونحن نستثمر نفس هذا السلاح من اجل خدمتنا وبنائنا وحماية ابنائنا وبلادنا".
وتابع البغدادي بالقول ان " الموسم فيه ايضا مركز القبس الجامعي الذي يديره مجموعة من الاساتذة الجامعيين من الرجال والنساء ونستثمر طاقاتهم في هذه الزيارة المباركة من اجل تقديم المواضيع التربوية وتشخيص الظواهر غير الصالحة ويتحدثوا مع الشباب الذين قد لا يسمع بعضهم من رجل الدين بسبب الشبهات التي اطلقت من بعض الجهات، فتجده يسمع من الاستاذ الاكاديمي المثقف، لان الكثير من القاصدين مشيا هم من طلبة الجامعات العراقية، بل ان بعضهم من حملة الشهادات العليا الدكتوراه والماجستير، كما يوجد لدينا مركز الفنون والآداب، لان الاسلام لا يحرم كل الفنون والآداب وهناك فن ملتزم وشرعي، وهناك الادب والقصة والمسرح والشعر والقصيدة والرسم، لذلك نستثمر ادوات الفن والادب واللغة العربية لخدمة قضية الامام الحسين (عليه السلام)، واستقطبنا مجموعة من الرسامين من دول الخليج والعراق ولبنان ومصر الذين يرسمون على الهواء الطلق والناس ملتفة حولهم، كما توجد مجموعة من رسامي الكاريكاتير العراقيين الذين يرسمون الكاريكاتير الهادف، وكيف يكون اداة في بناء الانسان الصالح، ووفرنا المحطة القانونية لان الثقافة القانونية مهمة للمجتمع ليعرفوا كيف يمكن استثمار القانون بشكل يحمي الانسان ويحافظ على هويته الثقافية، واخر ما لدينا هي المحطة الصحية والطبية وفيها توعية من الادمان الالكتروني والتحذير من الادمان على المخدرات، لاسيما ان المرجعية الدينية اصدرت قبل ايام فتوى مفصلة من اربع صفحات تحتوي الاجابة على (16) سؤال في كيفية التعامل مع ظاهرة الادمان الخطيرة، وكذلك كيفية تعامل الاطفال مع الهواتف الذكية والشاشات بشكل صحي لا يضر بصحتهم".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- تسجيل الهواتف النقالة في العراق.. فوائد اقتصادية ومخاطر أمنية !
- بغداد تتهم وأربيل ترد.. هل تعود أزمة الرواتب بإقليم كردستان للواجهة؟
- هل يقترب العراق من إنهاء الحظر الأوروبي على طائره الأخضر؟