منذ عقد نصف وعلى غرار ما تقدمه مضائف العشائر للضيوف الاعزاء عليها، تكفل صاحب موكب "شريفة بنت الحسن" بمد سفرة كبيرة من الطعام بستين منسفا من مختلف الاطعمة واللحوم والفاكهة والعصائر لزائري ابي عبد الله الحسين "المشاية" القادمين من العاصمة بغداد والمتوجهين الى كربلاء الشهادة ليقوم باطعام مئات الزائرين بوقت واحد، واختار يوما مقدسا عند المؤمنين وهو ذكرى استشهاد الامام علي الرضا (عليه السلام).
سفرة ام البنين
ويصف صحاب الموكب "رياض عجمي الساري" الذي قدم الى كربلاء المقدسة من منطقة الحسينية في العاصمة بغداد ما قدمه موكبه من سفرة كبيرة للزائرين لوكالة نون الخبرية بالقول ان هذا التقليد بمد سفرة طويلة يهدى ثوابها الى السيدة الطاهرة "ام البنين" والدة" ابي الفضل العباس" واخوته الشهداء الثلاثة نقيمها منذ (15) عاما في الزيارة الاربعينية ونحدد يوم السابع عشر من شهر صفر لاقامتها الذي يتزامن وحسب الروايات مع ذكرى استشهاد الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، واقمناها في مناطق مختلفة وآخرها في هذا المكان بمنطقة "بدعة اسود" على الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومدينة كربلاء المقدسة منذ ستة سنوات، وجاءت الفكرة من مشاهدتنا لاصحاب مواكب من ابناء العشائر في محافظات البصرة وذي قار والمثنى والقادسية والنجف الاشرف وبابل وواسط وبغداد يقيمون ولائم كبيرة للزائرين ويمدون مناسف الطعام بالعشرات، واختيارنا للوقت مقصود لانه قبل ثلاث ايام من الزيارة ومحور العاصمة بغداد مع كربلاء المقدسة يكون السير فيه على ذروته، ولنتمكن من اطعام اكبر عدد من الزائرين، وكانت البداية بنحر ذبيحتين من الخرفان واطعام الزوار، اما هذا العام فتمكنا من ذبح بعيرين و(8) خرفان، و(40) دجاجة، ومعها (60) سمكة، وتصل اوزانها الى (1500) كيلوغرام من اللحوم المختلفة البيضاء والحمراء، ويقدم معها الرز، والكبة، والتشريب، والدولمة، والطرشي، والتمر، والفاكهة، والخضرة، وانواع من العصائر واللبن".
بداية الخدمة
ويشير "ابو علي" الى ان " مباشرتنا بالخدمة الحسينية في المواكب بدأت في العام (2005)، عندما جئنا سيرا على الاقدام ومكثنا في موكب لصديق لنا واقترح علينا " ابو يحيى المساح" الذي يعود لي بصلة مصاهرة بنصب موكب حسيني وتقديم الخدمة لما وجد فينا من تعلق بقضية ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وكان المكان الاول قرب العمود (9) عند بوابة مدينة كربلاء وبدأنا بعشرة اعضاء، ثم انتقلنا الى مقابل العمود (175)، ومنذ سبع سنوات نصبنا موكبنا هنا على بعد سبعة كيلومترات من المدينة بسرداق واحد وبخدمة بسيطة، ثم في العام الماضي اعددنا السفرة من ذبح عجل وثلاث خرفان، ولدينا طباخ محترف باعداد مثل تلك الولائم، والموكب مكون حاليا من (75) خادم كلنا اقارب واخوة وابناء عمومة ونسابة وجيران، وكنا نقدم ثلاث وجبات فقط، وبعد زيادة اعداد اعضاء الموكب وارتفاع مبالغ التبرعات تنوعت الخدمات واصبح طعام الافطار ثلاثة انواع او اكثر، والغداء تمن ومرق ولحم او سمك "زبيدي" ونقدم يوميا مئة كيلوغرام من "الريزو"، وكل عام ندخل اكلات جديدة في موكبنا، ونمول الموكب بشكل تكافلي ونحدد مبلغ (250) الف دينار على كل عضو، ولدينا شخص يدفع مليون دينار في كل زيارة".
مساحات وخدمات
لدينا الان مكان مساحته (600) متر هكذا يصف "الساري" ما وصل اليه موكبه ويضيف ان" هذه المساحة ننصب بها خمسة سرادق منها واحد للطبخ واربعة للمبيت والضيافة، اضافة الى تخصيص صهري بيتا خدمة للموكب، ويبيت ويستريح عندنا يوميا حوالي مئتي زائر، وفي بيت صهري يبيت ويستريح بحدود (400) زائر، وخلال العامين الماضيين وعندما اصبحت الزيارة الاربعينية في شهر آب التي تسجل فيها درجات الحرارة اعلى معدلاتها وتحول الزائرين الى البحث عن امكنة استراحة مبردة من الساعة العاشرة صباحا الى الساعة الخامسة عصرا، وفرنا للمشاية اجهزة تكييف "سبالت" ومبردات كبيرة من التي تستخدم في القاعات ومجالس العزاء، لينالوا قسطا من الراحة، ونستمر بالخدمة لمدة (12) يوما من الثامن من صفر الى العشرين منه، ونقدم تقريبا (20 ــ 25) الف وجبة طعام وشراب خلالها".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- يحملها شحص واحد ومعه (13) مساعد: من الفاو تنطلق راية حجمها (210) متر نحو كربلاء الشهادة
- محافظ البنك المركزي: لماذا يذهب أي طرف لشراء الدولار بسعر أعلى في حين يتوفر له السعر الرسمي