منذ أيام والعراقيون في قلق مستمر، إثر انتشار دخان كثيف مصاحب لرائحة كبريت كريهة في أجواء العاصمة بغداد وضواحيها منذ الليل وحتى ساعات الفجر الأولى، وعلى الرغم من تطمينات وزارة البيئة وتشكيل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لجنة مختصة لمتابعة الأمر، إلا أن الأمر مازال يلفه الغموض حول أسباب ومصدر انتشار الدخان بهذا الحجم، مما سبب حجب الرؤية في بعض المناطق.
وفي كربلاء لا يختلف الامر كثيراً، حيث أصبحت رائحة حرق النفايات هي الرائحة المعتادة في اغلب مناطق المحافظة ليلاً، فيما تتغير تلك الرائحة الى رائحة كريهة شبيه برائحة الكبريت المنتشرة في بغداد مع اولى ساعات الفجر وتستمر حتى ساعات الصباح، فضلاً عن ملاحظة طبقة رمادية أشبه بالغيوم المحيطة بسماء كربلاء، والتي رصدتها عدسة وكالة نون الخبرية، صباح اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي أكد مدير بيئة كربلاء المقدسة، عدم وجود نظام بيئي متكامل لملف الطمر الصحي النموذجي في المحافظة، فيما بيّن، أن وزارة البيئة منحت الموافقة البيئية لإنشاء مشروع الطمر.
وقال المهندس حامد عبيد عبد الله لوكالة نون الخبرية، إن "مديرية بيئة كربلاء سعت لإيجاد الحلول الواقعية وأولت ملف الطمر الصحي أهمية بالغة، لكن المحافظة خالية من وجود نظام بيئي متكامل لموضوع الطمر الصحي النموذجي، ووزارة البيئة ومديريتنا منحت موافقة بيئية لإنشاء مشروع الطمر الصحي على مساحة (400) دونم، ومنح موافقة على مشروع انتاج الاسمدة العضوية من المخلفات العضوية الناتجة من نفايات، الا أن مديرية بلدية كربلاء تعذرت من تنفيذ المشروع لعدم توفر التخصيصات المالية بحسب ادعائها".
وأضاف، أن "منح الموافقة البيئية لمشروع الطمر الصحي النموذجي يعد انجاز كبير لمديريتنا ووزارة البيئة والحكومة المحلية التي كانت متعاونة في منح الموافقة البيئية، بعد التأكد من ملائمة الموقع للمحددات البيئية".
وتابع "لم تقف مديرية البيئة في كربلاء مكتوفة الايدي ازاء هذا الملف، حيث تم التنسيق مع العتبة الحسينية المقدسة التي خصصت بدورها موقع على مساحة (500) دونم لإنشاء مشروع تدوير نفايات البلدية".
وبيَّن ان "المشروع في حالة تنفيذه سيكون من أهم المشاريع البيئية التي تخلص مدينة كربلاء من حجم النفايات المتواجدة بشكل كبير جداً يوميا".
وأشار إلى أن "مديرية بيئة كربلاء ومن خلال الشكاوى التي تردها بشكل متكرر وجولات الفرق الرقابية وجهت انذارات الى بلدية الحر وكربلاء والهندية وفرضت غرامات مالية بسبب رمي النفايات في مواقع مخالفة للمحددات والضوابط البيئية، والإجراءات مستمرة في هذا المجال مع الدوائر البلدية والبلديات لإيجاد الحلول السريعة لتخليص مدينة كربلاء من عملية حرق النفايات وبعثرتها بشكل مستمر".
وأوضح أن "عملية معالجة نفايات يجب أن تكون عن طريق عزلها وتدويرها، في حين البلدية تستخدم موقع مخالف لرمي النفايات، ومن يقوم بعملية الحرق هم لاقطي النفايات الذين يستفادون من فرزها وبيعها".
هذا وتشهد أغلب شوارع وأحياء كربلاء المقدسة انتشار روائح حرق النفايات خصوصاً في فترات المساء والليل، بحسب مواطنين".
ابراهيم الحبيب – كربلاء المقدسة
تصوير: علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- الرد السريع: القبض على مطلوب وفق احكام المادة 27 مخدرات في محافظة ميسان
- الأعرجي يعلن إعادة 2629 عائلة عراقية من شمال شرق سوريا
- شمول 13 ألف أسرة عراقية جديدة بالإعانة الاجتماعية