يتفنن اصحاب المواكب الحسينية في ابتكار اساليب كثيرة لتوفير افضل الخدمات للزائرين "المشاية" في اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، ومنها ما ابتكره صاحب موكب الشهيد عمار ابو طيبة على الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومدينة كربلاء المقدسة، حيث حول موكبه الى صالة مطعم متكاملة، وضع فيها الكراسي والمناضد ليجلس الزائر وتقدم له الخدمة وهو معزز ومكرم، كما حول موكبه الى مجموعة اقسام كل منها متخصص بتقديم خدمة للزائرين عبر اعتماد طريقة توزيع المهام.
لمسات فنية
يسرد كفيل الموكب "حسين كاظم حسون" قصة تحول موكبه الى مطعم لوكالة نون بالقول ان" الفكرة جاءت لتوفير افضل الاجواء للزوار الذين كانوا يأكلون ويشربون وينامون في الخيم "الجوادر"، فقررنا قبل خمس سنوات ان نحولها الى مطعم على غرار مطاعم بغداد، لان الزائر يأتي متعب جدا من المسير وبدل ان يقف على قدميه او يأخذ طعاما ويأكله في الشارع وضعنا له طاولات للطعام وكراسي ووسائل تبريد وعلى كل طاولة يجلس اربعة اشخاص ونقدم صينية السمك ظهر في الغداء لاربعة اشخاص على غرار ما تقدمه العشائر في دواوينها من صواني "المفطح"، اضافة الى باقي الخدمات مثل الماء والعصائر والفاكهة والشاي، فجعلنا الخدمة تأتي الى الزائر بدل ان يأتيها هو، وتتسع قاعة الموكب الى (160) شخص يجلسون على الموائد لتناول الطعام في وقت واحد"، اضافة الى" طقم قنفات في الخلف للاستراحة او شرب الشاي، ولاكمال فكرة تحويل الموكب الى مطعم خصصنا (9) قواطع مقابله له تقدم الاكلات السريعة والوجبات الخفيفة، مثل اللحم بعجين، والاسكنجبيل والعصائر، ثم الهمبرجر، وبعده تقديم الكباب المشوي، وقاطع للشاي والقهوة، وفي خلف قاعة المطعم قاطع للحلويات، والبيتزا ، والكنافة، والصمون الكهربائي، وفي الموكب نبدأ بتقديم طعام الفطور ثم السمك وتشريب اللحم ونوزع الشاورمة والكباب، ويستمر التوزيع الى ساعات متأخرة من الليل، حتى وصل الانفاق من مبلغ (175) الف الى (75) مليون دينار".
مبلغ بسيط
ان للموكب سرا مع مبلغ الـ (175) الف يتعلق بخدمتنا لاهل البيت التي بدأت بخمس اصدقاء وسيارة وماء وعصائر توزع على الزائرين في بغداد خلال ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)، في العام (2006)، وبعد انتهاء الزيارة تناقشنا فيما بيننا وقررنا ان ننصب موكبا خدميا لزوار الحسين (عليه السلام) على الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء، وبعد اتمام استخراج كفالة الموكب من هيئة المواكب في العام (2007) توجهنا صوب كربلاء لنبحث عن مكان لنصب الموكب، وبالفعل نصبنا موكبنا في خيمة واحدة اقترضناها من شخص صديق لنا في منطقة "بدعة اسود" على الشارع العام في مكان خالي من المواكب تماما في الزيارة الشعبانية، ولا نملك من المال الا مبلغ (175) الف دينار فقط، ونظمنا جولة على معارفنا في المنطقة التي نسكن فيها وطلبنا منهم المشاركة بالأجر والثواب والتبرع للموكب، فاستجاب الكثير من الاصدقاء وتبرعوا بمواد عينية وغذائية كثيرة، ولم يكن لدينا ادوات الطبخ والاواني ولا جهاز (مكسر) يبث القرآن والآذان والقصائد الحسينية، والزمنا اعضاء الموكب بتوفير قنينة غاز الطبخ من بيوتهم، بل ان احد الاشخاص ممن علاقته بنا محدودة، تبرع لنا بخروفين للموكب، وامتلئت سيارة حمل بالمواد الغذائية والمعدات وخروفين وبقي نفس المبلغ (175) الف دينار في ايدينا".
مبالغ اضافية
يستطرد "ابو علي" بحكايته مع الخدمة الحسينية ويؤكد ان" سيارة الموكب ما ان تحركت من بغداد حتى اتصل بنا شخص مقرب من بغداد وتبرع بمبلغ من المال حتى وصل المبلغ لدينا الى مليون و(450) الف دينار بدل (175) الف دينار، ثم وردنا اتصال من محافظة واسط ليتبرع لنا بجهاز (مكسر) صوتيات للموكب، وبعدها علم احد اصدقائنا من بابل بنصب الموكب وامكانياتنا القليلة فارسل لنا خيمة (جادر) لنوسع خدمتنا وتحمل نفقات نقله، وقد لمسنا بركات الامام الحسين (عليه السلام) قبل ان نبدأ خدمتنا، وبدأنا بتقديم الفلافل والبطاطا والشاي والماء والعصائر، ثم انتقلنا الى التمن والمرق، ولم يكن في الموكب تنور للخبز او نساء تشارك بالخدمة فاضطررنا ان نلجأ الى عائلات المنطقة ونعطيهم اكياس الطحين فتخبزه نسائهم ويوصلونه لنا، وتوسعت الخدمة عاما بعد آخر حتى توفرت افران للصمون الحجري والكهربائي، وماكنة تقشير البطاطا، وتحمل عشرة من اعضاء الموكب جمع الاموال على شكل صندوق سنوي للموكب، وبعد ازدياد عدد المواكب الحسينية بجوارنا تقلصت مساحة الموكب فلجأنا الى شراء قطعة ارض قرب الموكب بسعر (35) مليون دينار، بعد ان اقترضنا مبلغها ونظمنا دفع مبالغ على شكل (سلفة) بين اعضاء الموكب، كما تبرع لنا احد الاشخاص باستخدام مبنى حسينية في المنطقة لوضع كل محتويات الموكب فيها، واستخدامها لمبيت الزائرين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فزعة "حسينية كربلائية" :العتبة الحسينية تأوي النازحين اللبنانيين واهالي كربلاء يساندون جهودها
- ما هي خفايا العقد رقم "1" مسؤول تربوي بكربلاء : شركات حكومية هدمت المدارس وتسلمت اموال عقودها وتركتها
- 1291 مشروعًا عالقًا في العراق.. إنجازات على الورق وأطلال على الأرض!