- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فلسفة التعايش عند السيد السيستاني
بقلم:عباس الصباغ
قد يتساءل المرء عن جدوى اللقاء الاممي المكون من بلاسخارت ممثلة الامين العام للأمم المتحدة يرافقها السيد موراتينوس الممثل السامي المكلف لحماية المواقع الدينية ، مع آية الله السيستاني (دام ظله) والنقاش معه حول قضايا انسانية عامة مثل التعايش السلمي والامن المجتمعي والوئام ونبذ الكراهية ، في وقت يكتظّ به المشهد العراقي بقضايا اهم واشد خطورة وسخونة وتفاعلا . الجواب يأتي من صلب اللقاء ومن تقييم بلاسخارت نفسها التي وصفته بانه ذو اهمية كبيرة ، وذلك بعد اشهر قلائل من احاطتها السلبية حول المشهد العراقي وبعد احداث ساخنة ومؤسفة ومناكفات وانسدادات سياسية كان فيها العراق قاب قوسين او ادنى من حرب اهلية لاسمح الله وبعد ان وصفت المشهد العراقي بالفاشل قدمت احاطتها الدورية الى مجلس الامن ، وقد تأتي هذه (الاهمية) من اللقاء لتعطي صورة مغايرة وايجابية عن تلك الاحاطة المخيبة للامال . وفي الحقيقة ان الكثير من المشاكل البنيوية التي ينوء بها المشهد العراقي وعلى كافة الصعد يأتي من هذا المنطلق اي من فحوى محاور اللقاء الاممي مع آية الله السيستاني (دام ظله ) فهي امور ليست ذات طرح رومانسي او مخملي او انشائي بل هي ترسم لخارطة الطريق نحو تحقيق الحد الادنى لحياة تليق بالانسان كفرد ومجتمعات ، وذلك بتجنب كل من عدم الانسجام والتوافق المجتمعي وبالسياسي وتفكك الوئام الاهلي والكراهية والتعصب ضد الاخر مهما كان ، فلاعجب ان يهدي قداسة البابا فرانسيس تحياته والذي سبق وان زار العراق والتقى آية الله السيستاني ضمن هذا الاطار ، وكذلك الامين العام للأمم المتحدة الى المرجعية مشيدين بدورها الفاعل في هذا المجال والذي تتفق مع آلياته ومبادئه جميع الوثائق الدولية والاممية والانسانية والدينية فكلها تؤكد على اهمية ترسيخ السلم الاهلي واعطائه الاولية وتدعو الى التعايش السلمي ، فالمرجعية كانت وماتزال تدعو في جميع بياناتها وخطاباتها الى ذلك، خاصة مايرد في خُطب الجُمعة التي تواترت من الصحن الحسيني الشريف كأولوية ثابتة فالمرجعية تتفق من ناحية المبدأ والفعل مع جميع القرارات الاممية الخاصة بالسلم الاهلي والتعايش المجتمعي والوئام بين جميع الاديان ومكونات الدين الواحد وتدعو الى نبذ العنف الموجه والاضطهاد ضد الاقليات الدينية والعرقية . نعم كان اللقاء مهما جدا ، فالمرجعية تدعو الى تنوع المكونات والتعايش السلمي والاعتدال والمصالحة الوطنية وحماية الحضارات ونبذ الكراهية، كما وصفت مايتعرض له الناس بالمآسي بسبب الاضطهاد وغياب العدالة الاجتماعية وقمع الحريات سواء في العراق او في العالم وهو مايؤدي الى نشوء التطرف والتعصب لذا يجب ان تتضافر الجهود من اجل الترويج لثقافة التعايش السلمي كي يعيش الناس بسلام ووئام .
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- دور الاسرة في تعزيز الوعي بالقانون عند افرادها
- العراق، بين غزة وبيروت وحكمة السيستاني