مبادرة علاجية مخفضة الاجور تمنحها العتبة الحسينية للعراقيين :مرضى من كل مناطق العراق يتعالجون في كربلاء

وقال المتخصص بالجراحة العصبية الدكتور "يوسف الحاتم" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" هذه هي المشاركة السابعة لي في المبادرات العلاجية المجانية ومخفضة الاجور التي تطلقها العتبة الحسينية المقدسة منها الكبرى التي يكون فيها العلاج شامل وكامل ولمدد طويلة واخرى متوسطة، وفي واقع الحال فإن مراجعي المستشفى وسمعته الطيبة واقبال الناس على العلاج فيه بمستوى كبير في الايام الاعتيادية، اما في ايام المبادرات فيتضاعف ويشمل شرائح اوسع وخاصة للأسر الفقيرة والمتعففة، بل الكثير منها لا تملك اجور السفر من محافظات اخرى الى مدينة كربلاء المقدسة، لان الغالبية العظمى من المراجعين خلال المبادرات هم من محافظات شتى، وبالذات مراجعي العيادات الاستشارية العصبية"، مشيرا الى ان جزء كبير منهم يحتاجون الى اجراء عمليات جراحية كونهم لم يجروها بسبب عدم امتلاكهم للأموال التي تساعدهم على اجرائها، بل وصل الحال ببعضهم الى عدم اكمال خطوات التشخيص مثل اجراء الفحوصات المختبرية والاشعاعية مثل الرنين والكثافة العظمية، ودائما ما ينتظرون اطلاق المبادرة حتى يكملوا علاجهم، واجزم ان هناك مرضى نعرفهم يأتون الينا من المبادرة الى المبادرة التي تليها ويتابعون مواقع التواصل الاجتماعي للاعلان عنها، وعلى سبيل المثال في مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) راجعني مرضى من اطلاقها الاول الى اطلاقها الثاني بعد سنة كاملة".

واضاف قائلا " استطيع القول ان مراجعي العيادة العصبية التي تعتبر طبيا نوعية ومراجعها قليلين وانتقائيين جدا تضاعفت اعداد المراجعين الى ثلاثة اضعاف عن الايام الاعتيادية، ووصل الامر الى استقبال (50) مريض يوميا خلال ايام المبادرة، وهو رقم يعتبر "مخيف" في مثل تلك العيادات، لاننا نفحص ونعاين (20) مريض فقط في باقي الايام"، مشددا بالقول "حسب خبرتي وتجربتي لا يوجد وبشكل قاطع مثل هذا الدعم والدرجة من السخاء المقدم من قبل مؤسسة دينية للناس، ونعرف ان هناك نظام الضمان الصحي في مختلف دول العالم ولكنه ليس دون مقابل، والعتبة الحسينية المقدسة عندما تطلق مبادراتها تكون بشكل واسع وشمولي لجميع ابناء العراق وفي مختلف انواع الخدمات الطبية دون تحديد سقف للخدمات والعمليات الجراحية مهما كلفت من مبالغ وتكون اما مجانية بالكامل او خصم (25) بالمئة، حتى وصل الانفاق في مبادرة عطاء الامام الحسين (عليه السلام) الى (35) مليون دولار اميركي".

العلاج الطبيعي

وفي ركن آخر من المستشفى اشار مسؤول العلاج الطبيعي "عدنان علي ليلا" في حديثه مع وكالة نون الخبرية انا" شاركت في جميع مبادرات العلاج المجانية والمخفضة التي اطلقتها العتبة الحسينية المقدسة للمواطنين والتي تطلق اكثر من مبادرة في المستشفى سنويا"، مبينا ان" اعداد المراجعين ترتفع في المبادرات لان كثير من الناس امكانياتهم المادية ضعيفة، ومنهم من اجل علاجه لنفس السبب فيجد في المبادرة فرصة لاكمال العلاج، خصوصا في العام الماضي الذي استمرت فيه احدى المبادرات الى (40) يوم مجانا، وهو وقت جيد لنا في قسم العلاج الطبيعي لكي يتلقى المريض علاجه كاملا"، منوها الى ان" الاعداد كانت كثيرة جدا واستطيع القول انها (3) اضعاف المراجعين في باقي الايام، والملفت للنظر ان المرضى ليسوا من كربلاء فقط بل من جميع المحافظات العراقية، بل حتى من محافظة اربيل جاء الينا مرضى للعلاج، وتنوع العلاج بين الاصابات العضلية، والعظمية، والرياضية بعد اجراء العمليات الجراحية، وبعد عمليات القلب المفتوح، وجميع انواع العلاج الطبيعي المائي، والكهربائي، والهيدروثيرابي، قدمت خدماته في هذه المبادرة التي تستمر لاسبوعين، وهي بادرة رائعة جدا من العتبة الحسينية المقدسة التي تمنح الفقراء والمحتاجين فرصة العلاج المجاني او المخفض".

واضاف قائلا "كما يعمد الكثير للاستفادة من المبادرة من خلال اخذ الاستشارة الطبية والفحوصات المختبرية والاشعاعية للتأكد من صحتهم وهي فائدة وقائية لهم، وهي حالة ممتازة تخلق ثقافة الفحص المبكر عن الامراض، مثل الفحص عن الآم تحصل في الرقبة، او مفصل الورك، او الركبة، او الفقرات القطنية، ونستطيع القول ان مرضى عدة نسميهم "زبائن القسم" استفادوا من المبادرات المجانية والمخفضة لاكثر من مرة ومنهم مرضى الجلطات الدماغية التي تحصل لهم اعاقة حركية ويستمر علاجهم لمدة طويلة، ولدينا في القسم جميع انواع العلاج الفيزيائي، واجهزة متنوعة حديثة".  

الفحوصات الاشعاعية

من جانبها بينت مسؤولة تقنيي الاشعة "هبة حسب حسن" لوكالة نون الخبرية انا" شاركت في جميع المبادرات العلاجية المجانية والمخفضة التي اطلقتها العتبة الحسينية المقدسة منذ العام (2016)، ونحن في القسم نقدم خدمات اجراء الفحوصات الاشعاعية الملونة، والعادية، والمفراس العادي، والملون، والرنين المغناطيسي، وهي مبادرة تفتح المستشفى فيها ابوابها لجميع فئات المجتمع ومن كل المحافظات العراقية الجنوبية والوسطى والغربية والشمالية"، اضافة الى " المركز الدولي الذي يرسل لنا المرضى، وكذلك الاطفال كون المستشفى هو الوحيد الذي يقدم خدمة التخدير لجميع الاعمار من الصغار والكبار، وايضا مرضى مركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب الذين يرسلون الاطفال لاجراء الفحوصات في القسم، وتتزايد الاعداد في المبادرات حيث يتضاعف العدد من (20) مريض الى (40 ــ 50) مريض يوميا بالنسبة لجهاز الرنين المغناطيسي، اما جهاز المفراس الحلزوني فتصل الاعداد الى (60) مريض في وجبة الدوام الصباحي الذي كان يجري (40) فحصا، اما في وجبة الدوام المسائي فيصل الى (100) مريض، وفي جهاز السونار نجري بحدود (150) فحصا يوميا خلال ايام المبادرة، وكذلك فحص الخزع الذي تزداد اعدادها، وفي هذه المبادرة تخفيض الاشعة (50) بالمئة اما جهازي الرنين والمفراس فبنسبة (25) بالمئة، وفي ايام المبادرة يزيد عدد العاملين في القسم ويستنفرون جهودهم ويستمرون بالعمل على مدى (24) ساعة لتغطية حاجة وقت المبادرة واوقات عمل المستشفى عموما"، مؤكدة ان" هذه المبادرات الانسانية تفيد الفقراء والمتعففين والمحتاجين في المقام الاول".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي