دعا مؤتمر احتضنته العاصمة الأردنية(عمان) برعاية ملكية إلى التحالف مع تنظيم "داعش" الإرهابي بسبب التشابه في الأهداف متجنباً في الوقت نفسه الحديث عن ما يسمى "دولة الخلافة الإسلامية". وخلص المؤتمر عقب يومين من الاجتماعات المغلقة وسط إجراءات أمنية مشددة إلى نقاط أبرزها: رفض تشكيل الصحوات أو تشكيل أي قوة تحت أي عنوان لمقاتلة المسلحين الذين سماهم "ثوارا" والسعي إلى لقاء "وطني" عام يضم جميع العراقيين من كل المكونات والأطياف. كما أكد المؤتمر في البيان المعلن الذي تلاه المتحدث باسم “الجيش الإسلامي” في العراق أحمد الدباش – المطلوب للسلطات العراقية- على السعي للحصول على التأييد والدعم العربي والدولي لتوصيات المؤتمر ومطالبته إيقاف الدعم للحكومة العراقية الحالية. ودعا عدد من المشاركين إلى ضرورة بناء تحالفات مع “داعش” لمواجهة المد الإيراني الأمريكي ـ على حد وصفهم ـ رغم عدم إدراج ملف داعش على جدول أعمال المؤتمر بحسب التصريحات. وتوافق المشاركون في المؤتمر الذين ناهز عددهم فيه 250 من مختلف الأحزاب والشخصيات المناوئة للعملية السياسية الديمقراطية في العراق على ضرورة عقد مؤتمر موسع مقبل خلال أشهر قليلة مقبلة. وتقدم منصة تلاوة البيان، عبد الملك السعدي، الناطق باسم "هيئة علماء المسلمين" وعبد الصمد الغريري متحدثا باسم حزب البعث المحظور، وخليل الدليمي، محامي الرئيس المقبور صدام. على هامش ذلك قال سطام الكعود، أمين عام ما يسمى "الجبهة الوطنية لمثقفي العراق" وأحد رموز النظام الصدامي البائد: "إن المشكلة الأساسية هي السياسة الأمريكية والتدخل الإيراني". أما ممثل حزب البعث المباد في المؤتمر، عبد الصمد الغريري فقد قال في تصريحات لموقع CNN بالعربية: "إن القوى البعثية على الأرض في العراق تشكل جزء رئيسيا من فصائل المقاومة في العراق" على حد تعبيره. وفيما يتعلق بالموقف من داعش قال الغريري: "هي ـ أي داعش ـ حققت أهدافاً وأعانت الثوار في تحقيق أهدافهم ونحن شبه منسجمين معهم لمواجهة المشروع الإيراني الصفوي في العراق". وأمل وضاح مالك الصديد أحد المشاركين في المؤتمر أن تنضم إليهم داعش قائلا: "نأمل أن ينضموا إلينا ويساعدوننا في ثورتنا لأن داعش هم جزء من أبناء عشائرنا". وعن العمل تحت مظلة ما يدعى بـ"الخلافة" قال الصديد: "هذا أمر آخر لا نرفض ولا نقبل.. وسنرحب في دعوتهم للمؤتمر المقبل وغيرهم من الأطراف بشرط أن لا يكون لأي طرف أجندة إيرانية(...) نحن يدنا معه". وأعلن "داعش" عن قيام دولة "الخلافة" تمتد من حلب الى مشارف بغداد وأجبر كل الفصائل المسلحة على مبايعة زعيمه الإرهابي أبو بكر البغدادي. وكانت الأردن قد رفضت لمرتين في وقت سابق انعقاد هذا المؤتمر على أرضها، إلا أنه وبحسب محللين، جاء هذه المرة ليعبر عن موقف رسمي أردني منسجم مع الموقف الأمريكي في دعم تغيير حكومة المالكي. وشارك في المؤتمر ممثلون عن التيار السلفي والإخوان المسلمون إضافة إلى هيئة علماء المسلمين في العراق التي أكدت أن الدعوة للمؤتمر أردنية وبرعاية ملكية غير معلنة، إضافة إلى حزب البعث وجبهة الجهاد والتحرير وممثلين عن فصائل مسلحة تنفذ عمليات إرهابية في العراق.
نون ـ متابعة: حيدر السلامي
الأردن ترعى مؤتمراً للبعثيين يدعو إلى التحالف مع "داعش" ويتجنب الحديث عن "دولة الخلافة"
كلمات مفتاحية
تعليقاتكم والموضوعات الأكثر تداولاً
أكثر المواضيع قراءة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!