جعفر البازي
منذُ سقوطُ الصنمِ والى يومنا هذا رأينا من عجائبِ الامورِ الشيء الكثير، ابتداءً بحكوماتٍ اقلُ ما يُقالُ عنها انها اعجوبةُ دهرها وانتهاءً بتسليم بلدنا العزيزِ بأيدٍ ثَبُتَتْ خيانتها للأمانةِ وتامرها على ابناءِ جلدتها حتى انها صارتْ لا تستحي من ان تتبجحَ بذلك وخصوصا ارتباطها العلني بأجنداتٍ خارجيةٍ جاعلةً مستقبلَ هذا البلدِ في مهبِ الريحِ، وهذا ما يتفقُ عليه أغلبُ ابناءِ هذا الشعب، ولكن اغلبنا وللأسفِ الشديدِ يمارسُ (ازدواجيةَ النفاقِ) ان صحَ التعبيرِ في تعامُله مع هذه الطبقاتِ السياسيةِ التي صارتْ تتلاعبُ بكلِّ مقدراتِ هذا الشعب،(مستثنين من ذلك حتما المرجعيةَ الكريمةَ التي كان موقفها وما زالَ واضحا وضوحَ الشمسِ من هذهِ الكتلِ السياسيةِ)،فترانا في الوقتِ الذي نشتمُ ونسبُ ونتهمُ ونلعنُ كلَّ فردٍ من افرادِ هذهِ الحكومةِ وبلا استثناءٍ،نحرص ُ اذا التقيناهُم على توقيرِ كبيرهِم واحترامِ صغيرهِم، أما اذا كانت لنا عندهُم حاجةً فترى الابتسامةَ الصفراءَ لا تفارقُ شفاهنا على نظريةِ(إذا حاجتك يم الجلب صيحلة حجي اجليب)،وهنا لنا ان نتسألَ على من يقعُ العتبُ فعلاً ؟! على النخبِ المثقفةِ ومنهم الاعلاميين طبعا، التي صارتْ تُمارسُ هذا الدورَ بشكلٍ مقززٍ فتراها تمارسُ رياضةَ السكوتِ بثمنٍ، امْ على شعبٍ يكادُ بعضهُ ان ينسلخَ من كل قيمهِ من اجلِ تعينِ احدَ ابنائِهِ او تبليطِ خمسينَ مترا تقعُ بالقربِ من دارهِ، ام على حكومةٍ وسياسيينَ مُسخوا بشكلٍ تعجزُ ان تصفَهُ كلُّ كلماتِ لغتُنا البليغةِ...ويبقى السؤالُ الذي لا نجدَ له جوابا شافيا... كيف ومتى سنبني شعبا يعيشُ بوجهٍ واحد ؟...