بقلم: مسلم الركابي
يبدو فعلا ان العالم اصبح عبارة عن قرية صغيرة بفضل السوشيل ميديا والتي اختزلت الكثير من المسافات وقربت الكثير من تجارب الشعوب بحيث أصبح الجميع يتفاعل مع الاحداث بشكل مباشر، ونحن كبقية خلق الله دخلنا هذا العالم الافتراضي المتسارع الخطوات والقفزات بعد سقوط الصنم في عام 2003، ويبدو ان تجربتنا في التعامل مع عالم السوشيل ميديا لازالت تجربة فتية وتحتاج الى الكثير من النضج والعمل الجاد كي نرتقي بمؤسساتنا الاعلامية الى اعلى مراحل المهنية والاحترافية في العمل.
نذكر هذه المقدمة ونحن نشاهد الاداء الاعلامي الرياضيى العراقي على وجه التحديد في بطولة امم اسيا والتي تجري مبارياتها في الامارات، نحن لسنا في موقع التقييم معاذ الله فأكيد هناك من هو أجدر منا بان يقوم بمهمة التقييم هذه.
لكنها ملاحظات نعتقد انها فرضت نفسها بقوة من خلال المتابعة اليومية لمجمل البرامج الرياضية والتي تقدمها القنوات الفضائية العراقية.
حيث تحولت هذه البرامج للاسف الشديد الى مسارح واستيجات لاستعراض وفتل عضلات البعض من اباطرة التحليل الكروي والذين كثروا وتناسلوا على طريقة السياسيين العراقيين حيث اننا اصبحنا نمتلك العشرات بل المئات من المحللين الكرويين ناهيك عن محللي الفيس بوك والذين حكايتهم حكاية، وحينما نشاهد اطروحات هؤلاء المحللين وطريقة طرحهم وفلسفتهم ونظرياتهم نقول ان الكرة العراقية بخير لانها تمتلك هذا الخزين الهائل من المنظرين الكرويين، وهنا يبرز السؤال الاهم وهو مالذي اضافه هؤلاء للحدث ؟ ومالذي اضافه هؤلاء للبطولة وماذا قدموا للمنتخب الوطني العراقي ؟ هذه الاسئلة وغيرها لازالت تشكل هاجسا كبيرا لدى الكثيرين من المعنيين بالمشهد الكروي العراقي.
يبدو للاسف ان البعض ونؤكد على كلمة البعض من هؤلاء المحللين حقيقة لا يعرف ماذا يريد ؟ فهو لايرضى ان قدم المنتخب مستوى جيد، ولا يرضى ان فاز المنتخب، ولا يرضى بهذه التشكيلة او تلك!!! هذا الامر جعل هؤلاء البعض من المحللين يبحثون عن الاثارة والاكشن في طروحاتهم فهم بين زاعق وناعق يضيعون الحقيقة ويقدمون صورة بائسة جدا للتحليل الكروي والذي اصبح علما بحد ذاته له رجاله المختصين.
وهذه الحقيقة للاسف لايريد البعض من نجومنا الكرويين خاصة ان يصدقها فهم يتحدثون بنرجسية مفرطة وبتعالي كبير صحيح انهم اصحاب تاريخ مشرف وهم بالفعل نجوم للكرة العراقية لكن بنفس الوقت عليهم ان يحترموا إمكانياتهم اللغوية والثقافية والمعلوماتية فالعالم قد تطور بل قفز قفزات واسعة جدا.
وهنا نود ان نهمس باذن الزملاء المبدعين من مقدمي البرامج الرياضية بان يعتنوا كثيرا بعملية انتقاء المحلل الكروي للمباريات وكذلك الضيوف لاننا نعتقد ان المقدم الناجح هو الذي يعرف كيف يختار ضيوفا لبرنامجه ضيوفا يضيفون للبرنامج لا ضيوفا ياخذون من البرنامج حيث اننا للاسف نشاهد ان البعض ياتي للبرنامج من اجل ان يطش كما يقولون شباب الفيس بوك اليوم.
لازلنا نعيش هاجس النجومية فالنجم الكروي اليوم يجب ان يكون مدرب ورئيس نادي ورئيس اتحاد ورئيس لجنة اولمبية ومحلل كروي وووو.
هذه طامة كبرى تعاني منها الكرة العراقية بشكل خاص والرياضة العراقية بشكل عام.
انها آفة محللين اخر وكت!!!