حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
المشهد العراقي بكل تفاصيله يبدو انه في كل يوم يسجل طفرة او قفزة بخطواته سواء كانت هذه الطفرة او القفزة للامام ام للخلف لا غرابة في ذلك مشهد غرائبي بكل ماتعني الكلمة من معنى ففي هذا المشهد نجد كل شيء ففيه من الشخصيات السياسية وبختلف الاشكال والالوان والاحجام والتوجهات والتحالفات والكيانات والكتل والاحزاب ، شخصيات فرضت نفسها على المشهد العراقي وشخصيات فرضت بضم الفاء على المشهد ، شخصيات ذيلية وشخصيات حزبية وهناك شخصيات كتلوية واخرى تحالفية واخرى طائفية واخرى قومية ، وهذا الخليط الغير متجانس هو من انتج عملية سياسية عرجاء بكل تفاصيلها ، شخصيات عملية ترتقي احياناً لمستوى الجاسوسية فهي عملية بالفطرة السياسية وهي عملية بحالة لاوعي وبالتالي فهي شخصيات تابعة غير متبوعة تحاول ان تكون لها اتباع وجمهور من خلال الطائفة او المذهب او القومية او الشعارات الفضفاضة وقصائد المهاويل وشعراء الدرجة الرابعة ومطربي صمون عشرة بالف ، او المصلحة السياسية والحزبية الضيقة ، شخصيات تعمل وفق مامرسوم لها من ادوار وفق اجندات خارجية ، لذلك شخصياتنا السياسية هي بالنتيجة عبارة عن موظفين في مشاريع خارجية ، نعم تتحدث بالوطن والمواطن وتتحدث عن العراق وشعبه لكنها تؤمن من جهة اخرى ان العراق والوطن بالنسبة لها عبارة عن فندق متى ماساءت خدماته غادرته للبحث عن ملاذ آمن وحضن دافيء يحميها ويحقق مصالحها سواء كان هذا الملاذ هو امريكا او ايران او السعودية او تركيا او الامارات او قطر النتيجة واحدة العميل عميل ، ليس هناك عميل اخضر او عميل احمر ! ، وعليه نحن علينا ان لانستغرب حينما نشاهد نائباً في البرلمان العراقي يرفع عقيرته ويهدد بقوله انه يمتلك ستة الوية وكانه هتلر زمانه ناسياً او متناسياً ان هناك دستور ودولة ومؤسسات يفترض به ان يكون هو احد عوامل تثبيتها وتركيزها وتقويتها لا ان يستعرض علاضته وهو يمتشق سيفاً خشبياً بصورة كارتونية مضحكة مما جعل كتلته وقادته يتبرون منه بعد ان قدم عزفاً نشازاً على اوتار الحقد والكراهية واشاعة لغة الفوضى والقتل والدمار ، وهناك وفي الجانب الاخر طلع علينا نائباً اخراً وهو يمتشق قيثارته ليعزف لنا اغنية عراقية راسخة في ذاكرة العراقيين رغم انه نائب كردي لكنه نجح في اختراق ذاكرة المتلقي بلحن عراقي جميل ، في محاولة لايصال رسالة هو يعتقد بصحتها ، المهم كلا النائبين بعثا برسالتين وكلا الرسالتين مختلفتين من ناحية الشكل والمضمون والمزاج ، هذه الغرائبية ستبقى ملازمة للمشهد العراقي طالما بقيت هذه الطبقة السياسية جاثمة على صدر الوطن ، متى نسمع لحناً عراقياً خالصاً بمعنى الكلمة لحناً عراقياً يغطي مساحة الوطن المنكوب من زاخو للفاو ؟ ؟ ؟ !