بقلم: عبد الكاظم حسن الجابري
لم يك احد ليتوقع ما الذي جرى اليوم في اسرائيل, حيث شهد اليوم السابع من تشرين الأول 2023 ولادة حالة جديدة من الصراع الطويل الفلسطيني-الاسرائيلي ليرسم وجه جديد للمنطقة والعالم.
مباغتة كبيرة وعلى حين غرة سماء اسرائيل تمطر صواريخ, تشعل الشوارع الإسرائيلية بلهيب يكبر شيئا فشيئا, صواريخ وقفت امامها القبة الحديدية بذهول دون ان تحرك ساكنا.
ان ما حدث ليس بالأمر الهين, ولا يمكن ان نمر عليه مرور الكرام انما يجب ان يفكك بدقة, وتتم قراءته بحذاقة, كون ما حدث سيجعل وجه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي جديدا.
كانت الدعاية الصهيونية التي ضُخ من اجلها المال -لتصوير الجيش الاسرائيلي بانه لا يقهر- تحاول ان ترهب الفلسطينيين بخرافة الجيش الذي لا يقهر, كذلك ما ينتشر من اخبار عن سعة التسليح وتنوعه لدى اسرائيل يجعل من يسمع عن إسرائيل –حسب زعمهم- بانه ترتعد فرائصه.
هذه الهالة الكبيرة التي احاطت بإسرائيل قد تهدمت تماما, وان ما قامت به المقاومة الفلسطينية يمثل نقلة نوعية في قدرات المقاومة على كافة المستويات الاستخبارية والامنية, والتقنية, والعملياتية.
كُبر ساحة العمليات وتنوعها, ما بين الصحراء والمدن والجو والبحر, يُعد اشارة مهمة على قدرات المقاومة وتطورها عسكريا وتسليحيا, وان ما حدث يعد نجاحا في التخطيط والتكتيك العسكري والامني.
من جانب اخر فان ما حدث يعد فشلا ذريعا للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية, حيث انها فشلت في رصد هذه العملية التي يبدو انها اخذت اشهر من العمل عليها, وان الذي شاهدناه لهو دليل حي على ان اسرائيل التي صوروها لنا لا تقهر, هي اوهن من بيت العنكبوت, وبالتالي فان اسطورة اسرائيل الكبرى قد تحطمت.
الحقيقة ان عمليات المقاومة النوعية اليوم ستجعل اسرائيل تعيد حاساباتها الف مرة قبل ان تفكر بالاعتداء على الفلسطينيين, وانها –اسرائيل- ستكون مكبلة بثقل عدد اسراها لدى الفصائل وهؤلاء الاسرى سيكونون اوراق ضغط تفاوضية بيد الفصائل الفلسطينية, ونعتقد ان اسرائيل في القادم ستعمد للخيارات اللينة بغية الحفاظ عل نفسها, ولعلها ستلجأ للاعتراف بفلسطين, وان تعمل على طلب وساطة المجتمع الدولي للقبول بحل الدولتين الذي تتمناه من وجهة نظرها.