حجم النص
سامي جواد كاظم هكذا هي الحياة هنالك من يخلق عدو وهنالك من يتوهم ان الاخر عدو وهنالك من يصدق بتشخيص العدو، ودائما الصراع يكون على مكسب، المكسب مادي او معنوي، وكلها تاخذ شرعية واللاشرعية حسب الاسلوب المتبع والتبريرات التي يدعيها الطرفان. في العالم المتحضر اليوم وبوجد منظمات عالمية اغلبها مسيسة تميل لمن يدفع لها باتت مختلة الموازين وكل دولة في العالم لها الحق في الحفاظ على كيانها كدولة (حكومة، شعب، وطن) وبالنسبة للدول الاسلامية ادخل الدين مع هذه التي تستوجب المواجهة حسب ما تقتضيه الظروف (مواجهة عسكرية،دبلوماسية، اعلامية)، الدين الاسلامي فيه مذاهب وتختلق مذاهب وستختلق مذاهب فاللغة العربية مرنة والنفط لا زال يقذف دولارات. من اتعس مواجهات البشرية التي نعيشها اليوم وتحت عدة مسميات هي مواجهات للقضاء على افكار، والقضاء على الافكار لا يمكن ان يكون اممي او قرارات منظمات او مجالس دول فلا يمكن ان يعلن حظر نشر المذهب الفلاني لان اي فكر يواجه بهذا الاسلوب يعود عليهم بالوبال والخسران. مما لاشك فيه ان الذرائع التي تدعيها السعودية وامريكا ومن بركبهما من سياسيين ورجال دين سلفية هو التدخل الايراني في المنطقة وتدخل حزب الله والحكومة في العراق عميلة والانقلابيون الحوثيون ضد الشرعية وكلها يمكن جمعها في كلمة واحدة (الشيعة) بيانات مؤسسات الدين والاعلامية تتحدث عن التمدد الشيعي الا ان الامم المتحدة وامريكيتها لا يصرحون ابدا بهذه العبارة التمدد الشيعي، ولان هذا الامر لا يمكن ان يتم اصدار قرار من مجلس الامن او الاتحاد الاوربي او منظمة حقوق الانسان بانتهاكات الفكر الشيعي لافكار الاخرين لان هذا ليس من المنطق. الاتهامات التي يوجهها بعض من لا يروق لهم الفكر الشيعي ويعجزون عن المواجهة تكون عبارة عن طريق مسدود لا يؤدي الى حلول، واكثر من مرة نقولها ونكررها من يثق بفكره لا يخشى غيره. الان ماهي الوسائل التي يمكن ان تردع الفكر الشيعي؟ منذ ان اعلن سقوط حكومة الشاه في ايران ونجاح الثورة الاسلامية وبدات التحركات الوهابية الصهيونية المشبوهة بالعمل على واد الفكر الشيعي، وبعد عدة محاولات وعلى مختلف الاصعدة فشلت كل المؤامرات بالرغم من تفاهة وسفاهة الادعاءات الامريكية ضد ايران وحزب الله وافضل ما لديها الحصار ونعت كل مؤسسة لها علاقة بالشيعة بانها منظمة ارهابية وهذا الادعاء خال من المصداقية والبرهان الا انه سلاح الخسران. مما زاد في الطين بلة عندما بدا ينظر العالم الى الاجرام الوهابي والغطاء الامريكي والخوف الصهيوني من حزب الله المدعوم ايرانيا (شيعة) بدا الراي العام يحرص على معرفة كل ما له علاقة بالشيعة من اصول وحضارة وتراث، وهذا بالنتيجة له مردود ايجابي للشيعة وسلبي للوهابية. استخدموا حتى القصص الخرافية واختاروا شخصيات تحمل شهادة دكتوراه او منصب عالي في مؤسسة دينية وله تاثير على شريحة من المجتمع الاسلامي ليؤكد هذه الخرافات والتي ما باتت تنطلي الا على البلهاء، وجاء رد امراة مصرية على وائل الابراشي ومعه الدكتور عبد المنعم السلفي بان (الشيعة ناس ميحملوش سكين ولا بيلبسوا حزام ناسف وانا بحبهم واحب اهل البيت وهم معصومين)، فطار جنون حضرة الدكتور ليسالها عن فلسفة العصمة والايات الدالة عليها فقاطعه الابراشي انها امراة بسيطة ليس لها علم بهكذا فلسفة، فردت وبلهجتها العفوية المصرية (انا سنية بس بسببكم حصير شيعية لانهم ناس كويسين وميحبوش يؤذوا حد وكل الارهاب جانا منكم انتو السلفية) وقطع الاتصال وطاطا راسه عبد المنعم وبدا يتبجح باسطوانته المشروحة قائلا هل ترضين ان يسبوا الصحابة وام المؤمنين ؟ هذا ما لديكم في الرد على الشيعة. وعلى مستوى الحرب الاعلامية فانهم يتهمون من يكون اعلامه شيعي تهمة ازدراء الاديان ليكون السبب في غلق وسيلته الاعلامية وكم من قناة شيعية تم غلقها الا التي تسب الصحابة وام المؤمنين علنا لم يتم غلقها والحليم تكفيه الاشارة لا الامم المتحدة ولا مجلس الامن ولا اي منظمة تستطيع ان تدعي صراحة انها ضد التمدد الشيعي