- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الصحافة الورقية وثائق تاريخية
بقلم:د. غالب الدعمي
على الرغم من تراجع موقع الصحف الورقية بين القراء لصالح الإعلام الجديد إلا أنها لم تزل من الوثائق المعتبرة التي تعتمدها البحوث العلمية، كما أنها لها دور آخر في تسجيل وقائع التاريخ وحفظه من التزوير الذي قد يتعرض للتشويه مستقبلا، وبما أن صحيفة بلادي اليوم مسؤولة أخلاقياً عن أرشفة وقائع الوطن بشكل يومي عبر توثيق الأحداث اليومية، وأنها ستكون في يوم ما مرجعاً يعود له الكتّاب والباحثون من أجل تثبيت الحقائق، والدفاع عنها في واقع تسود فيه الفوضى المعلوماتية وتزوير الحقائق، لا سيما ما يتعلق منها بتاريخ عقيدة أو منهج، فضلاً عن حفظ بطولات الشعب وتاريخه الذي قد لا تذكره وسائل الإعلام الاخرى، وربما تغفله عن قصد بهدف تشويه الصور الجميلة في أذهاننا عن تاريخنا.
أضع هذه المقدمة في مناسبة العيد السادس لوليدتنا (جريدة بلادي اليوم) التي اتسمت: بإخراج جميل، وورق مميز، والوان جذابة، ومضامين متنوعة شملت أرجاء الوطن في تفاصيله كلها شمالاً وجنوباً، شرقا وغرباً، ولم يكن من ضمن منهجها تغافل الاحداث تبعاً لوجهة نظر القائمين عليها، وتركت الكتّاب يبحرون في فضاء واسع من الحرية للتعبير عن آرائهم إزاء الوقائع التي تجري في هذا العالم الكبير ويعبرون عن قناعاتهم التي لا تتفق دائماً مع توجهات هذه المؤسسة معروفة الانتماء.
إن هذه الجريدة ستكون في يوم ما وثيقة مهمة يرجع لها الآخرون، والتفريط بها خطأ فادح لا يغتفر، كونه يسهم في إلغاء تاريخ حافل بالعطاء يسعى كثير منهم إلى تشويهه وكتابته في الطريقة التي تناسبه، لذا فإن الغاء هذه الوثيقة يعني الغاء هوية وعقيدة ومذهب، والحفاظ عليها بمثابة الحفاظ على وطن وعقيدة استشهد من أجلها الآلاف.
وإن فرادة هذه الجريدة تكمن في أن أغلب الصحف الورقية توقفت بسبب انتهاء التمويل لها أو ضعفه مما قد يسهم في فتح بابٍ جديدٍ للصحف المتبقية بالاعتماد على الإعلانات في إكمال مسيرتها في تزويد القراء في المعلومات اليومية، فضلاً عن أن هناك من لا يجد ضالته إلا في قراءة الصحف لا سيما منهم المثقفون والكتّاب، لذا أجد من المناسب أن أكون نرجسياً وأهنئ نفسي أولاً بالعيد السادس لجريدة بلاي اليوم، كما أهنئ صديقي المبدع رئيس التحرير الدكتور كريم البيضاني على الرغم من من أنه حنطاوي إلا أنه يصر على تمسكه بلقبه البيضاني، والتهنئة موصولة الى إسرة التحرير بأفرادها كافة، ومنهم المصحح اللغوي الذي يصر على تصحيح كلمة (هيأة) إلى (هيئة) وكلمة (النائب عندما نشير بها إلى المؤنث) الى (نائبة)، على الرغم من أن الفارق بينهما كبير، فالنائبة تعني مصيبة، والنائب عضو في مجلس النواب قد يكون ذكراً أو أنثى، أو أنه ربما أنه يفعل ذلك عن قصد، لأنه يرى أن النائب حين نشير فيه إلى المؤنث هي تعني من وجهة نظره مصيبة، لذا يصر على تصحيح كلمة (النائب) أينما وردت في مقالاتي الى نائبة إذا كانت تشير إلى عضوة مجلس نواب، وأقر هنا بأن المصحح اللغوي كان معي جميلاً جداً لأنه أفادني كثيراًً، والتهنئة إلى الطيب أبو مصطفى لأنه تحمل عناء تسليمي مكافآتي الشهرية واستثني شخصاً واحداً من التهنئة ذلك الذي بيده مضاعفة مكافآتي ولم يفعلها. وآخر أمنياتي أن ينتصر دعاة الحق والحرية على دعاة الشر والدكتاتورية واللصوصية.