أبدى سائقو شاحنات عراقيون من مدينة الموصل تذمرهم من مسألة دخول الشاحنات السورية والتركية الى العراق بما اسهم في \"توقف\" عملهم، مطالبين بايقاف دخول هذه الشاحنات.
وقال ابو تحسين، وهو سائق شاحنة، \"نحن لا نحتاج شيئا سوى أن يعيدوا الينا التبادل مثلما كان قبل اربعة اشهر\"، مبينا أن الذي تغير \"بعد أن جاء المشرف على منفذ ربيعة الحدودي، وسمح للسوري بالدخول بشاحنته إلى الموصل\".
وأضاف \"نحن لا نريد أن يدخل السائق السوري مدينة الموصل، فشمالي البلاد وايران لايسمحان لأحد بالدخول إلا بحكم التبادل التجاري، ومدينة الموصل لم تستفد من هذا الامر بعكس بقية المحافظات\".
وكان منفذ ربيعة الحدودي شمال غرب مدينة الموصل يعمل في السنوات السابقة بنظام التبادل التجاري على أن يقوم التجار في دول الجوار بتفريغ حمولاتهم في ساحات خصصت لهذا الغرض بالقرب من المنفذ ، في حين تقوم شاحنات عراقية بنقل هذه البضائع إلى داخل المحافظات.
من جهته، قال ابو علي، وهو سائق شاحنة ايضا، \"امكث بشاحنتي منذ ثلاثة ايام دون أن تأتيني فرصة عمل\"، مناشدا كلا من المشرف على المنفذ ومحافظ نينوى \"اغلاق الحدود امام مثل هكذا عمليات، لأن التجار هم المستفيد الاول والاخير\".
وواضح أن \"السائقين وعائلاتهم إلحقت بهم اضرار كبيرة جراء هذا الامر، فضلا عن كونه قد اثر على الاقتصاد العراقي، وعلى سبيل المثال فإن سعر الكيلو غرام الواحد من الباقلاء في سوريا يبلغ 500 دينار عراقي، فيما يباع في العراق بمبلغ 1500 دينار، إذ يضعها السائق تحت حمل مركبته القادمة من سوريا ولا يقوم احد بتفتيشها\".
وأضاف ابو علي أن محافظ نينوى \"يقول لنا إن التجار قد تضرروا، ولكن الحقيقة عكس ذلك لأنهم هم المستفيدون ونحن المتضررون، فالملايين ليس لديهم عمل بسبب تجار الحروب\".
وكانت العمليات المسلحة التي شهدتها محافظة نينوى قد منعت سائقي الشاحنات السورية والتركية من الدخول إلى العراق عبر اراضي مدينة الموصل بعد عمليات القتل التي طالت عددا منهم، فضلا عن حرق شاحناتهم داخل المدينة وهم يحملون بضائع إلى العراق.
كما شهدت الموصل اختطاف سائقين من سوريا لم يعرف مصيرهم بعد، إلا أن تغير الوضع الامني في البلاد والمحافظة على وجه الخصوص دفع بسائقي الشاحنات السوريين إلى الدخول لأبعد نقطة في العراق.
بدوره قال احمد السبعاوي، وهو سائق ايضا، \"يوم امس دخلت عبر بوابة الشام (مدخل مدينة الموصل من الجهة الغربية) من الساعة الرابعة عصرا واستغرقني ذلك حتى الساعة السادسة مساءً، حيث وصلت الجسر الخامس (غربي الموصل) وجميع السيارات تسير بقافلة واحدة، لأن التعليمات لا تسمح بدخول الشاحنات إلى الموصل إلا بعد الرابعة عصرا، لكن السوريين يدخلون بلا قيود\".
وأضاف السبعاوي \"مع هذه المعاناة نطالب فقط باعادة التبادل التجاري في منفذ ربيعة الحدودي\".
وبدت الساحة المخصصة لوقوف الشاحنات في حي العربي شمالي مدينة الموصل من دون حركة، وهي تحوي بداخلها ما يقارب اكثر من 100 شاحنة لنقل البضائع، وتجمع سائقوها أمامها بدون اي عمل.
وفي السياق ذاته قال خالد العطية، وهو سائق شاحنة ويرتدي ثيابا رثة، إنه \"في السابق كنا نتبادل البضائع بين العراق وسوريا من منفذ ربيعة، أما الآن فقد اقتصر الامر فقط على السوريين، لكن يتوجب على الحكومة أن تجد لنا صورة حل، فنحن بدخول السوريين بقينا بلا عمل، أي منذ ستة اشهر ونحن بلا عمل\".
وتابع \"ان اجور عمل كل شاحنة يمول اربع عائلات، ونعتقد أن منفذ ربيعة تعتمد على مدخوله 5000 عائلة، والآن السورين فقط هم المستفيدين\". وأضاف \"اقسم بأني في بعض الاحيان لا امتلك اجرة وقوف الشاحنة في الساحة، فالسائقون والشاحنات التركية والايرانية والسورية وغيرها تدخل للموصل، أما نحن فغير مسموح لنا بذلك، ونرجو المسؤولين ان يُفتح لنا الطريق لنقل البضائع\".
وتابع قائلا إنه \"في بقية الدول يكون السائق مدعوما، وتُدعم سيارات النقل، فعندما أدخل سوريا يجب أن ادفع 1000 دولار وفي طريق العودة إلى الموصل عليّ أن اغير مساري كي اعود لمدينتي وهذا يكلفني 100 دولار، وعند ذهابي إلى حلب تأخذ السلطات 200 دولار هي ترفيقة الحدود\"، مشيرا إلى أن \"الذي نحصل عليه من الحمل يذهب للمصاريف في الحدود\".
ويقع منفذ ربيعة الحدودي على مسافة 110 كم شمال غرب مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى.
وكالات
أقرأ ايضاً
- رويترز:استهداف قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا بخمسة صواريخ من الموصل
- شيخ بني أسد بالفرات الأوسط يزور ممثل السيستاني:سيوفنا لنصرة الامام الحسين وكربلاء
- إسرائيل توافق على مرور شاحنات مساعدات أردنية لغزة