RSS
الاثنين، 8 ديسمبر 2025

ابحث في الموقع

تعافت بعلاج مجاني من العتبة الحسنية.. "لُجَين" طفلة من ذي قار محاربة للسرطان من الطراز الأول (صور)

تعافت بعلاج مجاني من العتبة الحسنية.. "لُجَين" طفلة من ذي قار محاربة للسرطان من الطراز الأول (صور)
تعافت بعلاج مجاني من العتبة الحسنية.. "لُجَين" طفلة من ذي قار محاربة للسرطان من الطراز الأول (صور)

رغم صغر مساحة البيت الذي يؤوي عائلة الطفلة "لُجَين" في مركز مدينة الناصرية، الا أن لمسات الترتيب والنظافة بارزة فيه، وفيه أيضاً طفلة تنبض بالحيوية والحياة والسعادة، ومن ينظر اليها لا يشعر انها مصابة بالمرض الخبيث الا من خلال تدابير الوقاية وابرزها كمامة الانف والفم، تلك الطفلة وخلال جلسة لا تتعدى نصف ساعة اثبتت انها محاربة للسرطان من الطراز الأول، كونها تحدثت بثقة وثبات، وانها مستمرة بالعلاج والحياة والدراسة بنفس تصرفات اي طفل سالم لا يعاني من شيء، وانها مرحلة وستغادرها.

قلب أب وأنين بنت
من يرى وجه "وسام حموده" والد هذه الطفلة يعرف سر إصرارها على محاربة المرض، كونه صابر محتسب يتعامل بهدوء واهتمام بالغ بعلاجها، ويقول لوكالة نون الخبرية، ان "ابنتي في شهر نيسان من العام (2022) أي قبل ثلاث سنوات عندما كان عمرها (8) سنوات ظهرت عليها اعراض النحول والضعف والاصفرار وارتفاع حرارة جسدها مع الآم في بطنها في وتوقعنا انها اعراض مرض بسيط يصيب اغلب الأطفال ولم نكن نعلم انها مصابة بمرض خطير، فراجعنا احد أطباء الأطفال في عيادته الخاصة بمدينة الناصرية، وبعد اجراء التحاليل المختبرية اخبرنا انها مصابة بمرض سرطان الدم "اللوكيميا" بنسبة عالية وصلت الى (98) بالمئة، واصبنا بصدمة شديدة كونها اول طفلة نرزق بها، فنصحنا بالذهاب الى طبيب يعمل في مستشفى الطفل في محافظة البصرة، فسافرنا الى البصرة وراجعنا الطبيب في عيادته، وقام بإعادة نفس الفحوصات المختبرية مرة أخرى وتأكدت نفس النتيجة، وعندي صديق يعمل في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام اتصلت به ونصحني بمراجعة المؤسسة لما فيها من خدمات طبية متطورة ومجانية، وذهبت أول الأمر الى مستشفى الطفل ثم الى مؤسسة وارث فاقتنعت بعلاج ابنتي فيها".

العلاج في كربلاء
يستذكر والد "لجين" أول مرجعة له لمستشفيات العتبة الحسينية وكيفية استقبالهم من قبل الملاكات العاملة فيه بالقول "ما ان وصلنا حتى أدخلت ابنتي لقسم الطوارئ، وأجريت لها تحاليل جديدة فشخص الأطباء انها مصابة بمرض سرطان الدم "اللوكيميا"، وقرروا اخضاعها الى بروتوكول علاجي يتضمن إعطائها كورس علاجي من (6) جرع كيمياوية، وفي اول كورس بقينا (25) يوم في المستشفى لأنها انتكست، وبعدها نراجع كل أسبوع لسد نقص الدم او الصفائح واستمر علاج ابنتي بحدود (7) اشهر في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام، وبدأ جسمها يستجيب للعلاج وتحسنت حالتها الصحية وذهبت عنها الاعراض التي بدأت قبل رحلة العلاج بعد اجراء التقييم واخذ الخزعات وفحصها، واكد الأطباء ان المرض قضي عليه والأمور تسير بشكل جيد، وتباعدت مواعيد مراجعتنا لحصول تحسن في حالتها، واستمرت بالمتابعة والعلاج لمدة (18) شهرا، أي انها استمرت لمدة سنتين وشهر بالعلاج المجاني، وعادت الى مقعدها الدراسي وتعاملت مع المجتمع بصورة طبيعية، وبعدها في العام (2024) ودون سابق انذار حصلت لها انتكاسة جديدة وبحالة مرضية اقوى من السابق كانت صدمة جديدة لنا، وهنا عدنا الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام واكد الطبيب المصري "الدكتور حنفي" انها تحتاج الى عملية زراعة "نخاع العظم"، بعد إعطائها جرعتين قويتين مكثفتين للسيطرة على وضعها، مع تصفير المناعة واجراء الفحوصات لتهيئتها للزراعة، واجرينا فحوصات المطابقة النسيجية على العائلة فظهرت نسبتنا (50) بالمئة، وفي حينها لم تكن مستشفيات العتبة الحسينية قد وصلت الى اجراء زراعة نخاع العظم على التطابق النصفي، فبحثت عن وسيلة لعلاج ابنتي".

علاج الهند الباهض
اضطر والد "لجين" للسفر الى الهند لعلاج ابنته وتحمل مبالغ طائلة عن هذا الامر يقول: "سافرنا انا وابنتي وامها الى الهند واجرينا فحوصات جديدة، بعد ان هيئها "الدكتور حنفي" لإجراء العملية، وظهرت النتيجة التطابق معي بنسبة (50) بالمئة، وأجرت العملية ومكثت مع أمها شهرا كاملا داخل المستشفى في العزل التام، وبقيت انا خارج المستشفى اتواصل معهم عبر الهاتف، وبعدها طلبت الطبيبة المسؤولة عن علاجها بقائنا في الهند لمدة شهرين آخرين لإجراء الفحوصات كل ثلاثة أيام لوضعها تحت المتابعة الدورية، فعدنا الى العراق بعد ثلاثة اشهر وزودنا ببرتوكول علاجي ومجموعة من الادوية الخاصة بحالتها لمدة سنة على ان تعزل عن الناس عزل تام، وراجعنا "الدكتور حنفي" واطلع على عمليتها وبروتوكولها العلاجي فبلغنا بالمراجعة في مستشفى المجتبى لأمراض الدم وزراعة نخاع العظم في كربلاء، ومنذ مطلع العام الجاري والى الآن ما زلنا نراجع في المستشفى لإجراء المتابعة الدورية واخذ الخزع واجراء الفحوصات"، مشيرا بالقول "انفقت (35000) الف دولار في ثلاثة اشهر بالهند، بينما جميع الخدمات الطبية التي قدمت لابنتي خلال سنتين وثمانية اشهر في مستشفيات وارث والمجتبى كانت مجانية بالكامل ومدفوعة الكلفة من قبل العتبة الحسينية المقدسة، في وقت اضطررت فيه الى بيع اثاث بيتي واقترضت اموال حتى اكمل العلاج في الهند".

الإنسانية والمهنية
وعن ما لقيته ابنته من رعاية طبية وتعامل انساني من ملاكات مستشفيات العتبة الحسينية يقول "بصراحة ودون مجاملة لم أرى في المستشفيات التي راجعناها تعامل انساني واخلاقي مع المرضى مثلما شاهدته في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة، من موظفي الاستعلامات الى الأطباء والتمريضين وجميع العاملين، والى الان تتصل ابنتي مع الطبيب الذي عالجها ويرد عليها بكل رحابة صدر، وكذلك مع الممرضين والممرضات، وهذا التعامل مع جهود شعبة الدعم النفسي هو ما ساعد على تسريع شفائها واستقرار نفسيتها، واصبح الشعار الذي ترفعه هيئة الصحة والتعليم الطبي "علاجه بين اهلك وناسك" يطبق عمليا في تلك المؤسسات"، فيما اكدت المريضة "لجين" انها أصبحت قوية ومستعدة للعلاج جراء التعامل الإنساني الذي لقته من العاملين في المستشفى وانها باتت تشعر انها بين اخواتها الممرضات بل وصل الحال الى انها حلقت شعرها بنفسها استعدادا لتلقي العلاج الكيمياوي، كما شاركت بجميع الفعاليات الجماعية التي تقيمها شعبة الدعم النفسي مع مرضى آخرين وكونت صداقات معهن، وتحرص الى الآن على زيارة العاملين في مؤسسة وارث كوني افرح بلقائهم".

قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير: عمار الخالدي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!