حجم النص
بقلم:وحيد الطوالبة لا يزال الاردن يدفع ثمن علاقته بعراق الرئيس صدام حسين اقتصاديا وسياسيا وأمنيا واعتقد انه من المجحف والجهالة ان تعيش الاجيال القادمة وهي تعتقد ان صدام حسين سيعود لحكم العراق من خلال عودة نائبه عزت الدوري. عهد الرئيس الاسبق صدام حسين انتهى.. ونحن قد امضينا عقدا كاملا ونحن نولول ونترحم على الرئيس ولم نجد من يترحم على حالنا واوضاعنا وهذه ليست دعوة للتنكر لما قدمه عراق صدام حسين للعرب عامة وللاردن خاصة حتى وان كانت لصدام حسين حساباته الخاصة التي دفعته لتدريس مليون طالب جامعي عربي في العراق وعلى نفقته لا بل على حساب قوت الشعب العراقي الذي كان يعيش على فتات النفط العراقي الذي ذهب لتمويل الحرب العراقية - الايرانية وتمويل نزعات الرئيس القائد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا. الاردنيون كغيرهم احبوا صدام حسين وانا منهم مثلما احبه العرب.. لقد سخر صدام ثروة العراق لتمويل التسلح ولم تكن ثروة العراق ممولة لتحسين كورنيش النهرين او بناء منظومة للدولة كتلك التي انشأها الشيخ زايد في الامارات رحمه الله فضلا عن عدم تمكنه من تحقيق العداله لابناء شعبه... وانا هنا اتحدث عن تهميشه وقمعه للاكراد والشيعة مثلما انه كان ديكتاتورا ضد الكثير من السنة.. فهو لم يكن سنيا يعمل لاجل طائفته بل كان صداميا يعمل لتأريخ مرحلته كصلاح الدين الايوبي بنسخته المحدثة.. ولم يمتلك القدرة على التعاطي مع المتغيرات الدولية والاقليمية.. ولم يقنتع حتى بنصائح الحسين بن طلال واخرها ضرورة اتاحة المجال للعراقيين بتأسيس الاحزاب وكان جوابه: الاحزاب ما ترهم ويا العراقيين. انتهى عهد صدام حسين بحسناته وسيئاته والرجل اصبح في رحمة الله.. ونحن لا نزال نعيش في الاردن حالة حداد واكتئاب كلما رأينا صورته وهو على باب حفرة العنكبوت.. ويرفض الاردنيون الاعتراف شعبيا واعلاميا بالعهد الجديد في بغداد وعبر كافة الحكومات التي ادارت العملية السياسية في المنطقة الخضراء وآخرها حكومة نوري المالكي الذي كان يتعامل مع الاردن بضرورة اظهار حسن النوايا واثباتها قبل اجراء اية تحسينات على العلاقات وقبل طي اي ملف عالق بين البلدين وهي كثيرة ومنها ملف الديون والنفط والسجناء والتبادل التجاري والاعلام.... واخيرا الارهاب وهو الذي قضّ مضاجع البيت الابيض وساكنيه مثلما ارقّ مضاجع الزعماء العرب ودفعهم لرفع مستوى التبادل الامني والاستخباري بينهم. في الاردن تعودنا على رحيل الحكومة بعد ايام او اسابيع من زيارة اي رئيس حكومة اردنية لبغداد... فقد اقيلت حكومات الرؤساء سمير الرفاعي ومعروف البخيت وعون الخصاونة بعد اقل من شهر من عودة الرؤساء من بغداد باستناء الرئيس عبدالله النسور الذي زار بغداد في العام الماضي بعهد حكومة المالكي وهاهو يكرر الزيارة في عهد رئيس الحكومة الجديدة حيدر العبادي ويتمكن من تطويع الصعاب وتذليلها ليبدأ مسيرة صحيحة وجدية في العلاقات الثنائية بين بغداد وعمان. الرئيس النسور كان واضحا وصريحا عندما قال: ان عمان لن تكون حاضنة لاي عمل ضد العراق.. ولم نرخص فضائيات تهاجم العراق وكما تشكون من الاعلام نحن نشكو اكثر منكم.. وسنكون مع وحدة العراق ومعه ضد الارهاب.. وصراحة الرئيس النسور اعجبت صناع القرار العراقي وافصحوا عن سرورهم بالزيارة ونتائجها التي ستنعكس على البلدين والشعبين الشقيقين. الرئيس النسور وحسب وزير الاعلام الاردني الدكتور محمد المومني خلال اتصالي به قال: دولة الرئيس اثنى على السفير العراقي بعمان جواد هادي عباس واشاد به وبما يتحلى من صفات الصبر والاتزان والمرونة والدبلوماسية واشاد بحنكته في التعامل مع حادثتين مهمتين وقعتا بعمان. والسفير العراقي - حسب مصادر خاصة - يعمل من اجل ان يترك بصمة ايجابية ويؤسس لعلاقة متينة بين البلدين تخرجهما من الماضي وتحقق الانعتاق من التشويش الحاصل... ولهذا فقد مهد بدبلوماسية صامته لانجاز موضوع خط النفط الناقل من البصرة الى العقبة وهو فقط الذي انجز هذا المشروع وليس رجل الاعمال ماجد الساعدي كما يشيع الاخير.. والسفيرعمل على فتح السوق العراقي للمنتجات الزراعية الاردنية وانجز اكثر من مرة تجديد اتفاقيات نفطية ثنائية فيها مصلحة اردنية فضلا عن انه لم يسجل عليه ان همس او افصح بسوء تجاه اي شأن اردني ومعروف عنه انه اكثر سفير عربي بعمان التقى بجلالة الملك عبدالله الثاني بحكم عمله الدبلوماسي. الرئيس النسور رجل نجح في مهمة سفره الى بغداد اكثر من اي رئيس حكومة اردنية سابقة ونتائج زيارته سنلمسها بعد اشهر وبعد ان تنجز اللجان الفنية تفاصيل ما تم التوصل اليه بحيث سيتم اغلاق ملف ما تبقى من السجناء الاردنيين بالعراق وعددهم 12 سجينا ممن لم يدانوا بأعمال ارهابية وسيتم طي ملف الديون الاردنية على العراق وسيتم البدء بتنفيذ المرحلة الاولى من خط النفط البصرة - العقبة وسيكون للاردن حصة نفطية تعادل استهلاكه السنوي من هذا الانبوب وسيتم فتح السوق العراقي لكافة الاعمال الاردنية من مقاولات وشركات ادوية وتبادل خبرات في التمريض والتدريب الامني والعسكري وغيرذلك. لكن على الاردن - وحسب مصادر عراقية خاصة - ان يظهر جدية حيال التطور الايجابي في العلاقات بين البلدين ومثلما يحاسب من يسئ لدولة خليجية لماذا لا يحاسب من يسئ للعراق ولحكومته التي اختارها ابناء الشعب العراقي.. واذا كان الاردن جادا في تحسين العلاقات وانعكاس اثارها الايجابية فعليه ان لا يسمح بعقد مؤتمرات تؤجج الطائفية في العراق.. وهنا فعلا رفض الاردن رسميا تكرار مثل هذه المؤتمرات رغم ضغوطات مورست عليه وذهب المؤتمرون مؤخرا الى اربيل وعقدوا مؤتمر القوى السنية على الارض العراقية. انا هنا لا افشي سرا اذا قلت ان على الاردنيين ان يسلكوا طريقا جديدا يجب تعبيده بين بغداد وعمان وها هو الرئيس النسور قد فتح الطريق صادقا مؤتمنا ومن يريد ان يستمر في التغني بعهد الرئيس صدام حسين ضاربا بعرض الحائط بمستقبل الناس ومصدر رزقهم....... عليه ان يعرف ان السيدة رغد صدام حسين وريثة صدام سياسيا وماليا تمضى معظم ايام الشتاء القارص في حضور افلام السينما في ارقى مولات عمان بشكل سري...... وتمضي معظم ايام الصيف في ركوب الدراجات الحديثة مع صديقاتها على طريق البحر الميت..... وتزف ابنتها الكبرى في موكب بهيج في افخر فنادق عمان في الوقت الذي زف فيه العراقيون مئات الآف من مواكب الشهداء.. ومثلما هي تعيش حياتها الخاصة والتي لا نتدخل بها ليتركنا البعض نهيئ مستقبل اطفالنا وشعوبنا فالناس ضجرت من القتل والدمار والحروب.. والابرياء فقط من يدفعون ثمن نزوات وملذات الكبار ولتسألوا التاريخ الحديث ففيه ملايين الشهادات للشهداء وذويهم ولا احد يدري على حساب من قتل فلان او فلان. شكرا دولة ابا زهير على ما انجزت ورغم خلافي ونقدي للكثير من اداء حكومتك داخليا الا انني هنا اسجل لك الشكر على صبرك وسعة صدرك وقدرتك على سلوك طريق عمان - بغداد الملئ بالمتفجرات والالغام.. انت فقط من التقط رغبة بغداد بالاقتراب من عمان.. وبغداد تحبنا كما نحبها.. بغداد لا تتألمي فجرحك جرح لعمان ودوائك هو دوائها.. شكرا لرئيس الحكومة العراقية الاصيل الدكتور حيدر العبادي الذي ابدى حسا عربيا صادقا تجاه الاردن ملكا وحكومة وشعبا...
أقرأ ايضاً
- السفير الفرنسي في كربلاء لبحث فرص الاستثمار
- السوداني في ضيافة محمد بن سلمان
- بروفسور فرنسي مختص بعلاج الحالات العصبية النادرة يشكر ممثل السيد السيستاني في كربلاء