حجم النص
ما هي الاحتمالات التي أدت إلى تصاعد حدة التوتر بين روسيا وتركيا، وهل أن حلف الناتو سينسحب لمصلحة تركيا بعد أن أعلن دعمه لها؟ في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات كبيرة اقتصادية وسياسية وأمنية. يقول الكاتب الصحفي علي الطالقاني في مقال له تحت عنوان "روسيا وتركيا احتماليات التصعيد وتداعيات المواقف" هناك احتماليات كثيرة أدت إلى التصعيد بين الطرفين من أبرز هذه الاحتماليات: ففي شهر نوفمبر عام 2011 تم الاعتداء بالضرب المبرح على السفير الروسي بشكل عنيف في قطر على يد قوات الأمن بعد أن رفض الكشف عن طرد ديبلوماسي كان بحوزته. وكان من المرجح ان سبب الاعتداء بسبب المساعي التي قطعها من أجل إبرام عدة اتفاقات في مجال الطاقة والاستثمارات بعد وضع اللمسات الأخيرة. السفير الروسي من جهته رجح من ان الاعتداء جاء بالتنسيق مع الاستخبارات البريطانية لأفشال مشاريع روسيا. ويرى الطالقاني أن الرد جاء هذه المرة عبر تركيا التي قال عنها الكاتب بانها اصبحت ضحية الدول المناوئة للسياسة الروسية في المنطقة من أجل ابتزاز الروس، وبالتالي فأن اسقاط الطائرة الروسية جاء من أجل افشال الاتفاقين الغازي والنووي بين روسيا. ومن بين الاحتمالات الأخرى التي ذكرها الكاتب والتي أدت إلى تصاعد حدة التوتر بأن نشر القوات الروسية في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا سبب ردود فعلية تركية. فان شبه جزيرة القرم تقع على بعد 300 كيلو متر من ضم روسيا لشبه الجزيرة. وهنا كان الأتراك متخوفين جدا من الروس. وتاريخياً خاض الأتراك والروس أكثر من خمسة عشر حربا خرج منها الروس منتصرين. وحتى في حالة تعمد الروس من الطيران فوق الأراضي التركية هل يستوجب من الجانب التركي إسقاط الطائرة؟ أم ان هناك ضغينة ما جعل منها القيام بذلك. ومن بين الأسباب الأخرى التي تحدث عنها الكاتب قال إن تحليق الطيران الروسي قرب الحدود التركية وتحديدا بالقرب من مقاطعة هاتاي جاء بسبب تواجد نسبة كبيرة من العرب الذين ينتمون للطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد وبالتالي كان ذلك بمثابة رسالة وجهها الروس للأتراك من ان العلويين في تركيا قد يتناغمون مع الجهود الروسية في وقوفها مع النظام السوري ضد التنظيمات المتشددة، ومن أجل وضع حد للسلوك التركي تجاه سوريا حينما تدخلت في شؤونها. واختتم الكاتب قائلا: أن تركيا بحاجة ماسة إلى التخفيف من حدة التوتر فهي بدلا من ان تذهب للناتو كأنها تطلب الحماية، وتثبت العداء بين الجانبين بدل الحوار بين قادة الدولتين الذي يمكن أن يكون مناسبا لإيجاد حل للأزمة قدر المستطاع. وعلى تركيا أن تدرس عواقب التصعيد فهناك تحديات الانتشار النووي ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، والتبادل التجاري بينها وبين اذربيجان وجورجيا، في وقت أصبح فيه التجارة مع دول الشرق الأوسط غير مستقرة بسبب الصراعات في سوريا والعراق وخلافاتها مع إيران.
أقرأ ايضاً
- شنيشل مستمر مع الأولمبي
- إنشاء مجمع وطني ثانٍ لتسجيل المركبات في كربلاء
- السوداني يزور إيطاليا الأسبوع المقبل