تقرير: قاسم عبد الهادي
الملاعب الخماسية يتم انشاءها من قبل تقنين فنيين خلال فترة زمنية قد تستغرق عدة اسابيع حيث تتم من خلال فرش سطح مغطى بالثيل الاصطناعي من الاعلى بأبعاد تتراوح بين 20/40 م او من 30/60 مترا حسب مواصفات فنية للساحات المصغرة..
وبدأ انتشار لعبة الخماسي بشكل ملفت للنظر في الآونة الاخيرة من خلال تشكيل الفرق وانشاء الملاعب الخاصة بها ذات العشب الاصطناعي، فهناك عدة تساؤلات بهذا الخصوص ومنها ما لذي تحقق من هذه اللعبة؟ وما الفائدة الحاصلة من قبل القائمين عليها؟ وهل لأصحاب الساحات الخماسية مردود مالي يوازي ما انفقته من الملايين لأنشاء تلك الساحات؟ كذلك ما الدعم الذي قدمته وزارة الشاب والرياضة لهذه اللعبة؟ وغيرها الكثير من التساؤلات الكثيرة التي بحاجة الى اجابة من قبل الاشخاص المعنيين.. وفي هذا السياق كان لوكالة نون الخبرية ان تواكب اللعبة عن قرب وتلتقي بعدد من المعنيين.
وعن مضار العشب الصناعي كان لقاؤنا مع السيد وائل المياحي مدير مدرسة العطار الكروية في محافظة كربلاء المقدسة، والذي تحدث قائلا: "الخبراء في العالم منعوا اللعب على هكذا عشب بسبب تعرض اللاعبين الى اصابات كثيرة ومتنوعة لذلك لا أراه مناسبا في انشاء تلك الساحات، وبهذا فان للساحات المصغرة تأثيران احدهما سلبي والاخر ايجابي الاول يكمن بدمار اللاعبين وتعرضهم الى الاصابات بشكل مستمر والثاني الإيجابي يكمن في ان أغلب الدول تطورت في الملاعب الخماسية والسباعية ونظمت بطولات على مستوى العالم؛ ولكن بأرضيات ذات عشب طبيعي وليس اصطناعي كما عليه الان في العراق".
واضاف المياحي: بالنسبة لأنشاء الساحات المصغرة في الوقت الحالي الهدف منه التجارة فقط؛ وليس لتطوير واقع الرياضة العراقية، والدليل على ذلك ان الرياضة في باقي اللعبات تزهو وتنمو يوما بعد يوم، اما في الساحات المصغرة تشاهد في كل واحدة منها هناك مقهى واغلب اللاعبين يحتسون النرجيلة داخل تلك الساحات، وبهذا اصبحت العملية تجاره وليس الغاية منها خدمة الرياضة".
واشار في الوقت نفسه الى حقيقة مؤلمة جدا هي مشاهدة لاعبين في عمر الورد وفي ساحات كرة القدم يحتسون النرجيلة ذات التأثير الواضح في إصابة اغلبهم بأمراض السرطان، وليس لهم مقدرة على إكمال شوط واحد من المباراة بعشرين دقيقة، لو نعمل فحوصات طبية في هذا الجانب لكانت نتائج كارثية، ومن خلال ذلك فان هذه الساحات المصغرة لن تقدم الخدمة المرجوة منها لرياضة كرة القدم مقارنة مع الساحات المفتوحة التي لكل منها اسلوبها وتكتيكها الخاص، وشخصيا اوجه النصائح المستمرة للاعبين مدرستنا الكروية بعدم اللعب على الساحات المصغرة ذات العشب الاصطناعي التي تؤدي الى استهلاك ودمار اللاعب".
وعن كونها اللعبة الشعبية الاكثر تعلقا وريادة للشباب قال المدرب والحكم محمد هاشم الحاصل على الشهادة التدريبة الاسيوية فئة "c" بخماسي الكرة: "اللعبة المصغرة عبارة عن لعبة اصبحت اكثر شعبية بالفترة الأخيرة من المكشوفة، ولعل تأثيرها واضح من خلال رواد هذه اللعبة، وبالحقيقة اغلب الرياضين واللاعبين بالفترة الحالية يفضلون هذه الساحات، وبشكل خاص في الفترة السابقة حيث كانت هذه اللعبة خاصه بأهل "الولاية – المدينة القديمة" مركز المحافظة والآن بدأت تأخذ آفاق ومرتادين أوسع وأوسع، وكان لوزارة الشباب والرياضة جهودها كبيرة اتجاه الرياضة عموما وتقدم كل الامور للارتقاء بواقع رياضة العراق، وبرأي يجب من مديريات الشباب والسادة المعنين بداخل المحافظة ان يعطوا أهمية أكثر لها، فهي لا تحتاج الى ذاك الدعم الكبير فقط؛ وإنما تنظيم دساتير وانظمة ودورات بالتحكيم والتنظيم والتدريب".
واضاف في "الفترة الأخيرة تم تسجيل وتكوين اتحاد خاص باللعبة مترأسا بالمقدم الاستاذ احمد عبد الزهرة وتم دعوتي للاجتماع الخاص (اتحاد كرة القدم المصغرة) فرع كربلاء، وهي التي أعدها خطوة بالاتجاه الصحيح لتطور اللعبة بشكل يناسب اهتمامات شبابنا للعبة لكنها غير كافية فنحن نعيش بفترة نحتاج الى اكثر من هذا الاتحاد الذي يمول ذاتيا وطوعيا كل الأمور أعلاه"، مشيرا الى ان "الاتحاد لا يصبح بالصورة الصحيحة الا اذا تواجد ذوي الاختصاصات بهذا المجال، فالاتحاد المشكل حديثا في العراق يهتم بصغيرات الامور، فلا هو ولا الوزارة قدما شيء للان ولا اي معني في الأولمبية العراقية، لكن بقي ان بعد العيد هناك خطة عمل لتطوير اللعبة كما طرح باجتماع اتحاد كربلاء الذي كنت حاضرا فيه"، مؤكدا ان "اغلب الساحات انشأت للغرض المادي وجنت بالفائدة الفنية رغم غاية اصحابها المالية ولكنها خدمت اللعبة بشكل كبير".
واضاف المدرب علي السعدون الحاصل على الشهادة التدريبة الاسيوية فئة "c" بخماسي الكرة: "نرى اليوم الساحات المصغرة في كربلاء منها الخماسي والسداسي كثيرة تكاد تكون اكثر من الفرق الرياضية في بعض الاحيان، وفي مناطق عديدة توجد فيها اكثر من اربع الى خمس ساحات، وبصوة عامة انتشرت تلك الساحات بسرعة البرق وعلى وجه الخصوص في محافظة كربلاء التي ازدهرت فيها اللعبة اكثر من باقي المحافظات، وان لتلك الساحات تأثيران ايجابي واخر سلبي، نبدأ من التأثير الايجابي اليوم الرياضة اصبحت المتنفس الوحيد للشاب، حيث يجد متعته في هذه الساحات عندما يعود من عمله او اكمال دراسته يتوجه مباشرة الى اللعب او المتابعة في تلك الساحات، امام التأثير السلبي فنقاطه كثيرة وعديدة منها ان هذه الارضيات ذات العشب الاصطناعي تسبب اصابات اللاعب على مستوى القدم والركبة، ومن جانب اخر نرى تأثيرها السلبي على الاندية والمنتخبات، فسابقا كنا نرى ان اللاعبين فقط تجدهم في الساحات الشعبية والمكشوفة وهذا الشيء له فائدته يعود للكرة العراقية بشكل عام، وشخصيا لا اعتقد هناك دور فعال او دعم مباشر من وزارة الشباب والرياضة لمثل هكذا ساحات اطلاقا، ولا يوجد ايضا مراقبة فنية من اجل ان يشاهدوا مدى صحة تلك الارضيات لسلامة اللاعب وممارسة كرة القدم بشكل سليم، ومن جانب اخر ارى ان الوزارة مستفيدة من انشاء الساحات المصغرة الاهلية، حتى يخفف عنهم الضغط الكبير الحاصل على القاعات الخماسية في المحافظة، حسب ما شاهدته ولقربي من بعض اصحاب الساحات او الملاعب فأن همه الاول والاخير هو لكسب المادة كل من يملك قطعة ارض بقياسات الملعب وهي عادة ما تكون من بين 40 طولا و20 عرضا تجده يسارع الى اعداد مشروعه وهو انشاء ساحة خماسي، حتى ازداد عددها بشكل سريع وكبير وتجد اغلب الذين يقومون بأنشاء الساحات هم بعيدين كل البعد عن الشاب او الشخص الرياضي فالاهم لديهم كسب المادة".
وبهذا فان الساحات المصغرة ذات العشب الاصطناعي تؤدي الى استهلاك اللاعب وتعرضه الى اصابات مستمرة وان تشكيل (اتحاد كرة القدم المصغرة) فرع كربلاء خطوة بالاتجاه الصحيح لتطور اللعبة بشكل يناسب اهتمامات شبابنا لها في ظل غياب الدعم الحكومي من قبل وزارة الشباب والرياضة، في المقابل الابتعاد قدر الامكان عن تلك الملاعب ذات العشب الاصطناعي والاعتماد قدر الامكان على انشاء الملاعب ذات العشب الطبيعي اسوة بباقي البلدان العربية والاجنبية التي اعدت ملاعب وبطولات مناسبة لعشاق هذه اللعبة.
أقرأ ايضاً
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- تأهيله متلكئ.. الموت يظلل طريق تكريت – كركوك
- في كربلاء.. قفزة بأعداد الطلبة من (250) الى (1000) طالب بالمدرسة الواحدة