- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قالت جدتي : حذاري من باطن الفساد وظاهره
بقلم:حسن كاظم الفتال
منذ كنت صغيرا جدا أذكر مرة جدتي حكت لي حكاية. تعتقدها هي رواية صحيحة السند متفق عليها. مفادها:
إن امرأة جاءت.. إلى الإمام وهي لاطمة وجهها خائفة.(متعزايه) محتارة بأمرها فقالت له: إني نذرت إن تحقق الأمر الفلاني سوف أزني ـ والعياذ بالله ـ!!!. وقد تحقق مرادي فماذا أصنع ؟؟؟!!! وأنا أرى (الموت خير من ركوب العار ** والعار أولى من دخول النار)
تقول جدتي:
فقال لها الامام: اختبئي خلف باب الدار وأخرجي أحد أصابعك المترفة الناحلة الفاتنة من ثقب الباب ليبرز للنظّار. فيصبح الأمر وكأنك وفيت نذرك. وحققت ما أردت فعله حقا...
تقول جدتي: إن إبراز إصبع المرأة للرجال الأجانب يوازي مقصود هذه المرأة وما نذرت به وخطر مطلبها.
حكاية جدتي هذه تذكرني ببعض المسرفين المروجين للفساد المالي والإسراف المفرط من الذين يستخدمون نفوذهم أو شعاراتهم الدينية المزيفة بالإسراف والتبذير للمال ويزعمون أن المقصود من هذا الهدر نشر ثقافة أو وعي معينين للآخرين. ما هو إلا اليسير الذي لا يعد إسرافا ولا يشكل خطرا ولا هدرا للمال العام.
لذا نجد الباذخ لما لا يملك يتلفع بقناع القداسة المزيفة ويطلق عنان تبريراته ليقنع المؤتمنين على المال فينتزع من ائتمانهم ما يستطيع ثم يختبئ خلف بعض الأبواب المغلقة ليبرز إصبعه (الخشن) المقزز فيفتن به المخدوعين من الواثقين به المغلوب على أمرهم.. يبرز الإصبع وهو ينوي إبراز أشياء أخرى.
أقرأ ايضاً
- كيف حارب السنغافوريون الفساد؟
- استرداد العائدات المتحصلة من جرائم الفساد
- التحكيم العراقي بين التخلف والفساد