- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عودة الفتلاوي وتظاهرة الدليمي
بقلم: علي حسين
تعودت منذ أن بدأت في كتابة العمود الثامن، أن أبحث لكم عن المثير والغريب في بلاد النهرين، ورغم أن معظم العراقيين يعيشون في عصر العجائب، ولكني أحاول أن لا أحاصركم بأخبار الدولار الذي يتمتع به سراق الوطن حصراً، ولا بصرخة النائبة عالية نصيف وهي تقول "إلى هنا وكافي"، كما أنني أخجل أيضاً من أن أشغلكم بحكايات السيدة حنان الفتلاوي وبحثها عن أموال البلد الضائعة والتنمية التي تم إجهاضها، رغم أن السيدة النائبة للأسف تنسى في زحمة البحث عن أخبار وزارة الاتصالات أنها كانت خلال ثماني سنوات عجاف، تبشر كل يوم بالخير الذي ينعم به العراق وبالتنمية الطافحة، وببغداد التي ستتفوق على سنغافورة.
وأعود بكم للعجائب، فقد طالب النائب السابق ليث الدليمي جماهيره بالتظاهر ضد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، واشترط السياسي "الكوميدي" أن تتظاهر جموع "جماهيره الغفيرة" من "غير هدوم"، وأتمنى أن لا يسخر مني البعض، فالسياسي الهمام يريد من العالم أن يتضامن معه وأفضل طريقة للتضامن حسب قوله: "التظاهر، بدون ارتداء الملابس، لأن الخروج بهذه الطريقة سيلفت أنظار العالم الإسلامي والعربي، ويقف معكم".
يتوقف المواطن العراقي لحديث السيدة الفتلاوي وهي تستجوب وزيرة الاتصالات عن همة النائبة في بعض قضايا الاستجواب وصمتها أمام ملفات فساد كبيرة حدثت خلال السنوات الماضية، وعن الموازنات الانفجارية ايام حكومة دولة القانون وماذا صرف منها على الشعب، وماذا نُهب وهُرّب خارج البلاد؟، في ذلك الوقت كان صوت الفتلاوي يصدح بأناشيد النصر.
هل نستطيع أنا وأنت عزيزي القارئ، أن نسأل النائبة حنان الفتلاوي: عن الانتقائية في ملف الاستجوابات ؟ مجرد سؤال بريء ولوجه الله، لأنني أعرف حتماً أن قيمة السيدة الفتلاوي السياسية، أهم بكثير وهذا ما اخبرنا به العلامة عبـاس العـرداوي حين كتب: "تعودنا من الدكتورة حنان الفتلاوي الدفاع عن المصالح السياسية الشيعية في النظام السياسي اما ان تتحول للدفاع عن شركات ومؤسسات فهذا مستغرب جداً !؟، لا يهم ان تستجوب النائبة وزيرا سنيا او كرديا، لكن كيف لها حسب نظرية العرداوي ان تستجوب وزيرة شيعية و "من جماعتنا" !!.
منذ ان ترك السيد نوري المالكي كرسي رئاسة الوزراء، والسيدة حنان الفتلاوي، تبكي حال العراق الذي نُهب، وكنّا قد عشنا مع السيدة النائبة فاصلاً من المناحة و"اللطم" على الخدود على حال العراق، لكنها صمتت لمدة ثماني سنوات على نهب أموال العراق، لأن الصمت كان مدفوعاً، مقاولات ومناقصات وأموال سائلة بالدولار حصراً.
عندما يتقدم مواطن لطلب وظيفة بسيطة، سيُطلب منه أن يملأ استمارة عن عائلته وخبرته ومؤهلاته، وسيرته، لكننا في اختيار نائب مثل ليث الدليمي ومعه العشرات، لا نسأل عن الكفاءة والنزاهة وإنما تشغلنا نظرية "من غير هدوم".
أقرأ ايضاً
- المثقف وعودة الخطاب الطائفي
- عودة في الذاكرة.. ماذا فعلنا بعد الديكتاتورية؟
- عودة الإقبال على الذهب والين