- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ملائكة تقاتل على سواتر الجهاد
حجم النص
بقلم:عمار العامري نحسبهم ملائكة؛ ونراهم أجل قدراً منهم عند الله تعالى, يعرفونها النهاية, ويقدمون عليها كالطود الأشم, نهاية في حياة زائلة, لا تعادل لديهم يوم في جنة باقية, يسيرون نحوها الى الخلود الأبدي, تاركين الأهل والعيال, عندما يفتح الله تعالى أوسع أبوابه لعباده الصالحين, أولئك هم الشهداء, ومنهم شهيدنا حسن سنوح الركابي. بقرية الجدوع؛ أحدى قرى ناحية قلعة سكر في محافظة ذي قار, ولد الشهيد حسن سنوح عام 1971, لعائلة مجاهدة مؤمنة بمنهج أهل البيت "ع", تربى أبنائها على رفض الظلم, ومعارضة الانظمة الفاسدة, مدينين بالولاء للمرجعية الدينية العليا, هاجر أبنها الأكبر "أبو فردوس" نحو الجمهورية الإسلامية عام 1987, ليلتحق بصفوف المعارضة العراقية فكان أحد مقربي السيد محمد باقر الحكيم في المهجر. مَن تبقى من أسرتهم, عانى ما عانى نتيجة ممارسات سلطات البعث ضد عوائل المجاهدين, خاصة بعد مشاركتهم في الانتفاضة الشعبانية, عاشت أسرة آل سنوح؛ شظف العيش, وقساوة الحياة, مؤمنة بقضاء الله وقدره, كما عاش العراقيون أبان سنوات المحنة, وويلات الحصار الاقتصادي, ومتابعة الأجهزة الأمنية لهم, كان الشهيد حسن؛ المعيل الرئيس للعائلة, تحمل أقسى الظروف من أجل توفير حياة كريمة لأهله. تزوج الشهيد حسن, رغم كل المعاناة, فرزق بولد أسماه عباس؛ حالياً طالب في الصف الخامس العلمي, الأكبر من بين أخواته الأربعة, بعد التغيير عام 2003, تنفست تلك الأسر الصعداء, نخرط أبنائها في الاعمال الاجتماعية, تحسين ظروفهم المعيشية نوعاً ما, حتى حدث ما حدث بعد سقوط الموصل في 10 حزيران عام 2014, تمدد العصابات الارهابية, فأصبح الدفاع المقدس على أسوار بغداد. كانت قرية آل جدوع؛ من القرى التي هب أبنائها ملبيين نداء المرجعية العليا, منذ الإيام الأولى للفتوى المقدسة, فشكلوا مع نخبة من أبناء الجنوب الاشاوس, "فوح خاتم الأنبياء" الذي سجل المجاهدين خلاله بطولات كبيرة, ومواقف مشرفة بالدفاع عن العقيدة والوطن, في صفوف سرايا أنصار العقيدة, ثم مع سرايا الجهاد, ضمن تشكيلات تيار شهيد المحراب, في قواطع حزام بغداد وتكريت والموصل. شارك الشهيد حسن؛ في معارك اللطيفية والشاخات وجرف الصخر, وعزيز بلد ومكيشيفة وزلاية, وتلال حمرين وصحراء الصينية والصقلاوية, يُذكر أثناء مشاركته في الدورة قتالية في إيران, خلع حذاءه العسكري ليغسل رجليه, فقال له رجل إيراني يتكلم عربي, "أنا سوف أغسل رجليك, لكن لا تنساني في يوم القيامة, لأنك ستذهب شهيداً, وقل لربي إن فلان غسل رجليه, وسوف يجزيني الله عليها". هكذا بدأت تراوده الخواطر, بأنه سوف يلاقي ربه مضرجاً بدمه, شارك في عمليات تحرير الموصل, قاطع تلعفر تل الزلط, لتكون فعلاً تلك الساعات لحظات الفراق؛ بين الحبيب وأخوته وأهله, فوقعت اشتباكات مع العصابات الارهابية, فكان الشهيد حسن متصدياً لهم على الساتر, فإصابة إطلاقة برأسه, فلاقى ربه مبتسماً, لنيله وسام الشهادة.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد