- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كم كان التعداد السكاني للكوفة سنة 633م؟
بقلم:سامي جواد كاظم
البعض قال جيش عمر ابن سعد تعداده 30 الف مقاتل والبعض قالوا اقل والبعض قال اكثر، لنعتمد الرقم الوسط وهو 30 الف مقاتل لكي نبحث ونتدارس معا كيف ان اهل الكوفة كاتبوا الحسين وهم قاتلوه ؟
لنتحدث عن لغة الارقام، عندما التقى الحر بالحسين عليه السلام ومعه 1000 مقاتل قال لهم الحسين لقد وصلتني كتبكم بان اقدم عليكم فان تراجعتم عن وعدكم رجعت الى مدينة جدي ؟ فقالوا له لا نعلم عن ماذا تتحدث نحن لم نكتب لك، اذاً 1000 فارس مع الحر لم يكاتبوا الحسين.
الكوفة تم فتحها على يد الخليفة الثاني سنة 17 هـ وهذا يعني انها دخلت الاسلام وليس التشيع، وحتى في خلافة الامام علي عليه السلام لم يخرج احد من الكوفة لينصر الامام علي ضد معاوية مما اضطر الى ارسال ولده الحسن والصحابي عمار بن ياسر لحثهم على نصرة الامام علي، والتحق من التحق بالامام علي، وحدث ما حدث في معركة صفين التي من نتاجاتها الخوارج وهؤلاء لا يمكن ان يكونوا كلهم من الكوفة، واما محنة الامام الحسن عليه السلام فلم تكن بسبب الكوفة بل بسبب ابن عمه عبيد الله بن العباس الذي قتل معاوية ولده امام امهم وخان الامانة وطمع بالدراهم التي ارسلها له معاوية فترك ابن عمه والتحق بمعاوية، فما دخل اهل الكوفة في ذلك ؟ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الان كم كان التعداد السكاني لاهل الكوفة حتى يكون هنالك جيش يحارب الحسين تعداده 30 الف وهنالك الاف في سجون ابن زياد منهم سلمان بن صرد الخزاعي وعشيرته والمختار وعشيرته وهاني بن عروة وعشيرته وغيرهم.
ولان التاريخ يفتقر لوثائق التعداد السكاني فان اول تعداد سكاني للعراق كان في نيسان سنة 1920 أي قبل ثورة العشرين وهذا التعداد اظهر ان الحلة تعدادها 173 الف وضمن الحلة كانت كربلاء والنجف، وضمن هذا الرقم تقريبا 17 الف من اخواننا السنة و1000 من اليهود. يعني الشيعة تعداده تقريبا 155 الف ولو قسمناهم بالتساوي على المحافظات الثلاثة وهذه القسمة ضيزى لان النجف اصلا قضاء تابع لكربلاء ولكن لو قسمناها سيكون تعداد النجف (الكوفة) 50 الف نسمة، والسكان يزداد مع التقدم أي ان تعداد العراق 1927 ثلاثة ملايين نسمة تقريبا، 1934 ثلاثة ملايين و ۲١٣ ألف و ١۷٤ نسمة، 1947 خمسة ملايين تقريبا، 1957 ستة ملايين ونصف تقريبا، 1965 ثمانية ملايين وربع تقريبا، 1977 اثنا عشر مليون و ٤۹۷ نسمة، 1987 ستة عشر مليون و ٣٣٥ ألف و ١۹۹ نسمة، 1997 تسعة عشر مليون و ١۸٤ و ٥٤٣ نسمة.
كلما رجعنا بالتاريخ كلما قل عدد السكان ومع العلم لم تحدث كوارث في العراق حتى تؤدي الى موت السكان، فاذا كانت النجف 50 الف سنة 1920 فكم سيكون تعدادها سنة 633 م؟؟؟!!!!
نحن لا ننكر ان هنالك من تخاذل من الكوفيين ولكن الذين قتلوا وقاتلوا الحسين عليه السلام الاغلب هم غير الكوفيين، ومن كاتب الحسين ووقف ضده من الكوفيين هما شبث ابن ربعي وحجار بن ابجر وكلاهما ليسا محل ثقة الحسين عليه السلام وليسا من شيعة علي عليه السلام وليسا
اصلهما من الكوفة، اما البقية فلربما كثروا السواد في عين الامام الحسين ولم يقاتلوه وهذا لا يبرئهم.
أقرأ ايضاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- العراق، بين غزة وبيروت وحكمة السيستاني
- الأولويّةُ للمواطنِ وليسَت للحاكم