- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فتوى الدفاع المقدس والحراك الفني
علي حسين الخباز
الوعي الفني يجعل الفنان العراقي يحمل قضايا وطنه بروح فاعلة؛ كونه يمثل وجدانها النابض بالخير وضمائر البسطاء والخيرين من أبناء أمته، ليعبر عن ذواتهم، وهذا الوضع جعله أمام مهمة كبيرة وهو يعيش تجربة اعلان فتوى الدفاع المقدس، تلك التجربة التي استقطبت الشعور الانساني بعمق ما تمتلكه المرجعية الدينية المباركة من اعتدال وطني وعقائدي، فأينعت في روح الفنان الولاء ليصوغ منجزه الفني بقوة حضوره الانساني ويتواجد في جهادية لأمة كأي مقاتل يلبس نداء الدفاع المقدس ويساهم في مشروع شكل مركز استقطاب مشحوناً بالوطنية والولاء والمناصرة للحفاظ على شرف الانتماء والدفاع عن الارض والعرض ضد شرور المتجاوزين على حرمة البلاد من الاغراب ومن الخونة تجار الدم والارض والعرض، ممن طالتهم ارباح النخاسة الداعشية بأعراضهم.
فلهذا، تطوع الفنان العراقي بكل عناوين فعله الفني من الانشادي الى المسرحي والمصور والتشكيلي والممثل وصناع الفن الفلمي التلفزيوني والسينمائي والنحت وفناني الهندسة المعمارية وجميع العناوين التي تدخل في المضمار الفني لنشر وحدة الخطاب الوطني في الفتوى، وسعياً لرص الصفوف، وانجاز اعمال فنية تتضمن ما تضمنته الفتوى من كرامة وغيرة على الوطن، وهي التي استنهضت جميع القابليات لتصب جميعها في بوتقة الجهاد الشعبي العام.
وبهذا الفعل البطولي، زحزحت أمان أعداء الوطن، وأفشلت مشروعهم الاحتلالي الطائفي، فتصدوا لها بكل ما يملكون من قوة واعلام وفن، وبهذا الفعل المواجه تكون قد وسعت مجالات عمل الارادات جميعها، وأعطت فرصة للكاتب والاعلامي والفنان بكل مزاياه.
ومن الطبيعي أن تكون للفن والفنانين الدور الأكبر لعلاقتهم القوية بالمجتمع وتأثير الفن المباشر على الناس، حيث القدرة على غرس القيم المعنوية وتحفيزها، وله قيمة مهمة في العمل التطوعي الذي شكل ظاهرة سلوكية حضارية، حيث شهد العالم كله تفاعلاً فنياً مع مهرجانات وطنية مسرحية توازر فتوى الدفاع الوطني وتعزز من مكانة الجهاد الروحي الوطني، وتنمي عند الشباب الوعي والانتماء الى الفعل الجماهيري.
وتم تشكيل فرق فنية إنشادية بقيادة مجموعة كبيرة من الملحنين والمنشدين والرواديد الحسينين، فكانت ظاهرة الانشودة الوطنية المسؤولة التي لا تمدح قائداً، ولا تنتمي لتفرعات تحزبية، بل يكون جل انتمائها الى العراق، وعززت الكثير من الأنشطة كمهرجان الفلم القصير الذي أقامته العتبات المقدسة وفضائياتها المباركة.
وأقامت المعارض التشكيلية والتصويرية ومعارض للنحت المعبر عن تلاحم الشعب، هذا الحراك الفني عزز الكثير من المواقف الانسانية التي أصبحت هي بمثابة رد الشعب الحقيقي لمواجهة اعلام داعش الموبوء، فحققت النجاحات الكبيرة التي ما زالت تديم المواجهة والنصر في جميع الجبهات.
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
- فتوى الدفاع المقدس والوعي الجمالي