علي حسين الخباز
أتمنى أن يأتي الغروب سريعاً، الموعد بلا شك أثار حنيني، وأسرعت نبضات القلب شغفاً لأعرف ماذا يعني مثل هذا الموعد، هو بعث اليّ الخبر يدعوني للحضور: (اجعلي فطوركِ الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان).
صرت أذرع الحجرة الواسعة والقلق يجعلني اتوسل الوقت للمضي اليه، ما الذي حدث، قال:ـ ان الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة (عليه سلام الله)، هو حجة الله في أرضه، لقد ادركت فوراً أن الأمر أكثر مما كنت أتصور، ولابد أن أدرك تماماً أني أتعامل مع مولاي أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام)، ربما يصل بي الحديث مع هذه المعجزات لحد المتعة الروحية، بل ذروتها ايماناً، وهو يقول لي: سيلد الليلة الحجة، إذن، أنا أمام معجزة كبيرة، هي أمّ المعجزات.
نداوة الحدث تستفزني للتساؤل، قلت:ـ ومن أمه يا بن اخي، اجابني فجأة: انها نرجس، اذن، مثلما قلت لك: ان الحكاية تأخذ طابع المعجزة، فنرجس ليس فيها أي اثر حمل أبداً، نظر اليّ بتودد ثم قال: هو المعنى يا عمة مثلما أقول لك، وتبسم لي بثقة الامام المعصوم، انا اؤمن بأن العصمة المباركة افقها المشع بالصلوات، دخلنا غرفتها بحفاوة التقديس.
قلت لها: إن الله تعالى سيهبك اليوم غلاماً، سيداً في الدنيا والآخرة، الانتظار متعب ربما يبعث على الدهشة، فلا منظر يوحي بأن الولادة آتية، لكني لم أنم عميقاً، وانما بقيت اترقب الليل بين الصلاة والتلاوة.
لقد اعتدت أن أعيش مثل هذه المعجزات، والذي انتبهت عليه هذه المرة اني افتقدت الدلائل التي تسبق المعجزة، وهذا ما جعل سيدي مولاي الامام أبا محمد (عليه السلام)، ينتبه لحيرتي وهو في مجلسه، فنادى: عمة حكيمة، لا تعجلي يا عمة، فان الامر قد قرب، ورحت اقرأ القرآن، وانتظر، انتبهت السيدة نرجس فزعة، وثبت اليها، قلت: اسم الله عليك، لم أرَ في عمري ولادة بهذا اليسر، أحس أحياناً بامتزاج الحلم بالواقع، وإذا بالمولود (سلام الله عليه) ساجداً يتلقى الأرض بسجوده، ضممته اليّ، فإذا هو نظيف منظف، فنادى الامام (عليه السلام): هلمي اليّ ابني يا عمة.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!