مركز تكاليفه باهضة الثمن ولا توفره المراكز المتخصصة باورام السرطان لعدم جدواه الاقتصادية ومرضاه قليلون ومن الصعب اجراء العمليات لهم لان اورامهم تظهر في مناطق خطرة جدا بجسم الانسان مثل الدماغ والنخاع الشوكي فيتركون بمعاناتهم حتى يلاقوا حتفهم، لكن العتبة الحسينية المقدسة التي تنهل من معين المرجعية الدينية العليا التي تعتبر الانسان هو الغاية العليا وحياته اهم من اي شيء، شمرت عن سواعدها وجعلت الحلم حقيقية لتأسس عبر هيئة الصحة والتعليم الطبي مركز الحياة للاشعة التداخلية في مؤسسة وارث الدولي لعلاج الاورام التي استوردت اجهزتها الطبية الحديثة من ارقى الشركات العالمية ومن احدث ما صنعته في هذا المجال، لتوفر اجهزة ستحيي ارواح الكثير من المرضى المستعصية امراضهم والميؤوس من شفائهم، باجهزة يمكنها ان تصور اشعاعيا وتسحب العينات وتجري العمليات في وقت واحد لتعيد الحياة لمن فقد الامل فيها.
الربح حياة الانسان
وقال مدير مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام الدكتور حيدر حمزة العابدي في حديث لوكالة نون الخبرية ان " خدمات الاشعة التداخلية والقسطارية هي خدمات مكملة لعلاج الاورام لان بعض الفئات من الاورام يصل فيها المريض الى مرحلة يكون فيها مقاوم للجراحة والعلاجين الكيمياوي الاشعاعي وعادة نرى هذه الحالات في اورام الكبد والبنكرياس وشبكية العين التي تحتاج فيها مناطق من الجسم الى علاج بوسائل حديثة اكثر، وهنا يأتي دور الحقن الكيمياوي الموقعي للورم بواسطة طبيب الاشعة التداخلية عن طريق احد الشرايين ويصل الى الورم ويحقنه بالجرعة الكيمياوية بصورة مباشرة على غرار الحقن الكيمياوي الذي يعطى للمريض في الحالة الاعتيادية في وريد الانسان او تجميد الورم او علاجه بالتردد الحراري العالي المسمى (حرق الورم)، وهذه الخدمات تحتاجها فئة قليلة من المرضى الذين يصابون بهذه الحالات، وفي حسابات الجدوى الاقتصادية تعتبر غير مجديا ان تؤسس مركزا طبيا مختصا حديثا ضخما بمبانية واجهزته ومعداته وملاكاته والانفاق المالي، لكن مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التي تتلقى دعما منقطع النظير من العتبة الحسينية المقدسة ومتوليها الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي لان حياة الانسان وانقاذه من الموت والآلآم من اولويات اهتمامهم وفرته واصبح واقع حال".
اورام اخرى
واضاف العابدي ان " مرضى الاورام يحتاجون الى كثير من الخدمات الاخرى تعتبر تكميلية مثل اجهزة ( تركيب البوليسايت) التي تتركب داخل شريان الانسان لتخليصه من حقنة سحب الدم (الكانيولة) واحتراق الجلد من جرعات الكمياوي وهي خدمات اصبحنا نقدمها في مراكز الاشعة التداخلية للمريض وانانيب تعويض التغذية للمريض وتركب داخل الامعاء تغني المريض عن المغذي لان بعض المرضى يفقدون القدرة على بلع الطعام وخدمات اخرى كثيرة، وهناك اورام ليست خبيثة لكنها تظهر في اماكن خطرة وحساسة من جسم المريض وممكن ان تزيد من خطورة الاورام الخبيثة من الاورام الوعايئة التي تظهر في الدماغ او الحبل الشوكي او الشريان الابهر او ما يسمى بـ (ام الدم) او الفتق الشرياني وكانت سابقا عملياتها صعبة جدا وفيها مجازفة بحياة الانسان، لان من الصعوبة ان يصلها الطبيب الجراح وكان يترك المريض حتى يلاقي حتفه، فجاء دور الاشعة التداخلية الحديثة التي وفرتها العتبة الحسينية المقدسة لتفتح الباب امام الاطباء ليقوموا بعلاجها عبر تداخل بسيط جدا وعن طريق ناظور بسيط جدا يسير في الشريان بنفس طريقة عمليات القسطرة ويصل الى تلك المنطقة دون فتح اي مكان من الجسد ويقوم بحقنها بكويلات ومواد خاصة جدا وكلفها تعتبر باهضة الثمن تصل الى الاف الدولارات ومن الصعب على كثير من المرضى تحمل تكاليفها، ولكن بعد ان طرحت فكرة انشاء المركز خلال جلسة عمل على المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وافق على الفور وقد تعلمنا ان رسالته التي تنطلق من توجيهات المرجعية الدينية المقدسة تؤكد ان الخدمة الطبية او اي جهاز متطور في العالم لابد ان نوفره في العراق ويقدم دائما الجدوى الانسانية على الجدوى الاقتصادية ونحن سائرون عليها".
مركز متطور جدا
وتابع العابدي "والان اصبح مركز الحياة للاشعة التداخلية واقع حال توفرت فيه قاعة فيها الاجهزة المعنية بتكامل الخدمة مثل جهاز (ازورين) الحديث مستورد من شركة فيليبس العالمية وهو احدث اصدار لهم واحدث ما موجود في العالم، ومهمته اثناء تصوير المريض اشعاعيا يجري التداخل الجراحي عن طريق كاميرات خاصة وتصوير خاص من زوايا عدة ويحدد مكان الورم بدقة متناهية، ومعه جهاز مفراس (128 سلايس) مستورد من نفس الشركة ويلبي رغبة الطبيب على الفور اذا احتاج لمفراس تلوين الشرايين ويختزل عامل الوقت الذي يكون مهم جدا وتتوقف عليه حياة المريض مثل الجلطة الدماغية وغيرها، ومن فوائد المركز انه لا يقتصر على علاج الاورام فقط بل يتعداه الى علاج امراض اخرى، ولدينا صالة للافاقة والعناية المركزة وصالتين لعمليات تجميد او حرق حراري للورم وغرف السيطرة وغرف الاجهزة الاخرى وتبديل الملابس للمرضى والمركز محمي من الاشعاعات حيث توفرت اقصى درجات الحماية للعاملين ولدينا برنامج لوقاية العاملين من الاشعاع وملابس واجهزة خاصة لهذا الغرض ومسؤول الوقاية من الاشعاع مسجل في المركز العراقي للسيطرة على الاشعاع في وزارة البيئة والهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة التابعة لرئاسة الوزراء، فضلا عن البناء الخاص والابواب الخاصة والملابس التي يمنع تأثير الاشعاع على العاملين، وهذا المركز سيكون عمله على مدار الساعة وحسب نوع التداخل ووقت العمليات والملاكات الطبية والتمريضية والفنية الخبيرة متوفرة وستباشر عملها على الفور بعد افتتاح المركز".
الاول في العراق
اما الخبير المصري الدكتور صلاح نجاح تقني اشعة تداخلية في مركز الحياة فاشار لوكالة نون الخبرية ان " تلك اجهزة الاشعة التداخلية هي عبارة عن وحدة متكاملة في التصوير والعلاج بتقنية الاشعة التداخلية عن طريق جهازين هما جهازي الاشعة المقطعية والقسطرة التداخلية وهي تقدم افضل الخدمات للمرضى كونها تستطيع سحب العينات وتصوير الشرايين والجهاز يعد فريد من نوعه في العراق والوطن العربي لانه يتميز بحالة اسمها (سمارت ورت فلو) التي تقدم خدمات سحب العينات وتصوير الشرايين والاوردة وتحديد الورم بدقة عالية جدا ومرتبط بوحدة فيها جهاز خاص بمميزات خاصة يسمح باستخلاص الشرايين وابعادها عن العظم وفلترة الصورة وتوضيحها وتلوينها بما يجعلها بصورتها الحقيقية وهي تمكن الاطباء من تشخيص وعلاج في وقت واحد وبدرجة عالية جدا، كما ان في المركز جهاز (السي تي) الذي يعتبر من احدث اصدارات شركة فيليبس العالمية ويتميز بامكانية اخذ العين اثناء التصوير ومن اصعب المناطق الخطرة في جسم المريض مثل الدماغ والنخاع الشوكي عبر شاشتين وجهاز تحكم من ثلاث حالات ويتحكم في تقليل الجرعة الاشعاعية وتحديدها للمريض، وجميع خدمات المركز انسانية وغير ربحية وهو المركز الوحيد في الوطن العربي الذي يقدم تلك الخدمة مع القسطرة".