قبل أكثر من 13 عام وتحديدا عام 1997 كانت عندي رغبة وحلم يراودني كباقي الشباب المتطلع الى السفر والإطلاع على ثقافة وتاريخ وحياة الشعوب الأخرى وكسب العيش بعد الظروف التي مرت علينا كعراقيين من جراء الحصار الاقتصادي جراء اجتياح النظام السابق لدولة الكويت عام 1990 وما حصل من إرهاصات لم تؤثر سوى على طبيعة المواطن بحد ذاته لان العقوبات المفروضة آنذاك لم تكن ضد نظام صدام حسين الذي كان ينعم بالخيرات والامتيازات الهائلة بل كانت ضد الشعب العراقي الذي بدأ شبابه بالتفكير مليا بالسفر الى الدول الأوربية طلبا للجوء الإنساني او السياسي
تحديدا بتاريخ 7 تموز 1997 ذهبت الى دائرة الجوازات للاستفسار عن طريقة للحصول على جواز سفر أو ما اسميه طريق الأمل كانت تلك الدائرة عبارة عن مجموعة غرف شبه مظلمة تنعم بالكهرباء والتبريد وفي المقابل كان المراجعين ينتظرون خارج الدائرة تحت أشعة الشمس الساطعة ومن منكم لا يعرف الشمس في تموز لغرض استلام معاملة الجواز كان عليك ان تذهب الى شباك صغير بعد ان اكمال المستمسكات المطلوبة إضافة الى الصك المقدس ابو 400000 دينار و 50000دينار تأمينات على العموم بعد ان أكملت الأوراق ذهبت الى شباك الغضب واذا برجل اسمر البشرة ضخم الجسم يردي نظارات شمسية وبملابس مدنية قلت له السلام عليكم أجابني بلهجة جامدة شنو عندك قلت له طلب الحصول على جواز سفر قدمت المعاملة وعندما شاهد الأوراق صرخ بوجهي قائلا وين موافقة الأمن ؟ قلت له لم يبلغني كاتب العرائض انه هناك موافقة أمنية قال لي معاملتك ما تمشي الا تجيب موافقة من دائرة الأمن ، طبعا هذه ماتسمى الاستفزازات الخجولة موافقة الأمن معناها خرخش جيبك كلنا يعرف عند دخول الفرد لدائرة الأمن في حينها لغرض اي شيء لا يسلم من الإهانة او الاستفزاز او غيرها وعلى طريقة استفزك واستفزك حتى تدفع ، إذن بات من الأفضل أن نرضي هذا الموظف البسيط بهدية حتى يمرر المعاملة الى حضرة ضابط الجوازات اعلى مقامه ولا اعرف اين اصبح الان مقامه هل هو الرست او غيره ، وبعد 17 يوم استلمت جواز عراقي نوع N نافذ لمدة اربع سنوات وسافرت الى دول عدة ورجعت الى بلدي الحبيب الذي لم ارى مثله بطيبة ناسه وخلقهم ، وبعد تلك السنين المريرة فكرت في تقديم طلب للحصول على جواز سفر نوع A ومن طبيعتي ان استطلع واسأل ذوي الشان قبل الاستعجال وتقديم الطلب كي لا اقع فريسة لاحد المنتفعين او السماسرة الذين باتوا كثر هذه الايام ، سألت احد الاصدقاء الذي تقدم بطلب الى احد دوائر الجوازات فاجابني ان الدائرة اعطوه ورقة تتضمن موعدا لاستلام الجواز وعندما شاهدتها اصابني الذهول والحيرة ان الموعد هو الاول من كانون الاول 2010 اي ان هناك سقف زمني امده اربعة شهور لاستلام جواز الغفران ، اما احد الاخوة الذي تحدثت معه في المقهى وهو زائر من بغداد الحبيبة عن وضع الجوازات اجابني بصريح العبارة هناك سماسرة تاخذ مبلغ 300 دولار لكي تزودك بجواز السفر خلال اسبوع واحد بينما قال لي احد المراجعين ان الموظفين اخبروه ان الحاسبة الالكترونية عاطلة روح وتعال بعد شهر وهل تطول مدة فرمتة الحاسبة اكثر من ساعتين ؟ والخ من الكلام من خلال هذه المقالة التي هدفها التوضيح والوصول الى الحل السليم اقترح بعض الامور التي اوجزها بالنقاط التالية راجيا من الجهات ذات العلاقة الاخذ بها على محمل الجد خدمة للعراق وشعبه ومن الله التوفيق .
1- العمل على ايجاد الية سلسة وبسيطة غير معقدة ودقيقة من اجل تسهيل الحصول على الجواز
2- تفعيل دور النزاهة والمواطن في الابلاغ عن الحالات السلبية التي يشاهدها
3-العمل على مضاعفة عدد نماذج الجوازات
4- بالنظر لوجود عدد هائل من منتسبي وزارة الداخلية يرجى تنسيب بعضهم ممن يملك خبرة في مجال الحاسوب وادخال البيانات الى دوائر الجوازات
5- تشكيل لجنة الاشراف على عمل دوائر الجوازات في المحافظات برئاسة السادة المحافظين وعضوية ممثلين عن هيئة النزاهة ووزارة الداخلية ووزارة حقوق الانسان
6-تشكيل لجنة متابعة ورصد للسلبيات الموجودة في دوائر الجوازات في المحافظات تكون برئاسة احد اعضاء مجلس المحافظة واعضاء من الجهات ذات العلاقة
7-تقديم موقف شهري من قبل دوائر الجوازات في المحافظات الى مكتب السادة المحافظين ومكاتب السادة رؤساء مجالس المحافظات عن عدد المعاملات المنجزة لغرض تقييم العمل
8- فتح مكاتب جوازات جديدة في الاقضية لتخفيف الزخم الحاصل على الدوائر في المدن
9- تحديد جلسات أسبوعية بين المواطنين وعضو من أعضاء الحكومة المحلية لغرض الاستماع الى ابرز المعوقات التي تواجههم بخصوص استحصال جواز السفر
أقرأ ايضاً
- فزعة عراقية مشرّفة
- الجواز القانوني للتدريس الخصوصي
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة