- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
(أهل الكرة... كانتونات... تكتلات... صراعات... انتخابات)
مؤتمر هنا...مؤتمر هناك ...اجتماع هنا ...جلسة هناك ...تشاور هنا ... تحالف هناك...!
هذا هو حال الهيئة العامة لاتحاد الكرة ...فقد تبعثرت ...وانقسمت ...وتفلشت...وتفتت...وتبرعمت
حتى ولدت تحالفات وكتل وتجمعات وتيارات .فقد مرضت الهيئة العامة لاتحاد الكرة بعدما إصابتها
أمراض السياسة وبعد أن تمكنت السياسة من تغلغل سرطاناتها بين أوصال الهيئة العامة والتي أصبحت ألعوبة بيد هذا السياسي وأداة بيد ذاك الحكومي , لا تعرف ماذا تفعل ولسان حالها يقول
(بين حانه ومانه ضاعت لحانه) . هيئة عامة هجينة بكل معنى الكلمة غير منسجمة بالمرة لا تفقه
من الأمر شيئاً .قدم لها في اربيل وجسد لها في بغداد .تتلاعب بها اكف الطارئين والفاشلين في كل مجالات الحياة , فمن مؤتمر دهين أبو علي الشهير في الكوفة إلى مؤتمر لبن اربيل الشهير في هولير إلى جلسات السمر والأنس في بغداد ,اصطف المجتمعون وانقسم المؤتمرون بين ناعق ومنافق وصارخ وصامت وراقص ورادح ومهوال ومتظاهر والكل لا يعرف ماذا يريد !!!!؟
تباً للسياسة فقد فعلت فعلتها الشنيعة حينما شتت شمل أهل الكرة في العراق حتى انقسموا إلى كانتونات اقل ما يقال عنها إنها طائفية بامتياز ,نعم هذه هي الحقيقة التي ربما للأسف يخشى البعض من أن يذكرها أو حتى يهمس بها .
لنكون شجعاناً ونشخص العلة ونتجنب التشهير والتسقيط بالآخر هذه الأمراض التي جلبها السياسيون الفاشلون حينما دخلوا عنوة إلى وسطنا الرياضي .بعدما وجدوا أرضية وسطنا الرياضي رخوة وهشة وبعدما وجدوا النخب الرياضية مجرد أسماء رنانة خاوية فارغة بعيدة كل البعد عن الرياضة وأجواءها ,فحينما يجد السياسي الفاشل ً مثل هذه الأجواء فانه يستحضر كل مهاراته الانتهازية فيمد إخطبوطه ليتغلغل في أعماق الوسط الرياضي ومن ثم ينتهز الفرصة المناسبة ليخطط ويرسم وينفذ وفق ما تقتضيه أفكاره وأجندته ,ومشهد الانتخابات النيابية ليس بعيداً عنا فالذي يتأمل المشهد الانتخابي يرى بوضوح كيف استدرج السياسيون نجومنا الرياضية وبالأخص الكروية منها إلى لعبة الانتخابات مما جعلنا نشعر بان هذه النجوم الكروية أصبحت تمثل (كوبري) على حد تعبير أشقائنا المصرين في وصول السياسيون إلى مقاعد البرلمان نعم هكذا هم نخبنا الرياضية اليوم .
هذه النخب التي تقود اليوم أندية واتحادات رياضية في عراقنا جاهلة بكل شيء فرئيس النادي الذي كان في يوم ما مطرباً ليلياً فاشلاً أو مجرد مشجع كروي يمسك دشداشته بأسنانه وهو يردح على المدرجات وآخر من كان متنعماً في المنافي وهو لا يعرف شيئاً عن الرياضة وكرة القدم في العراق وغيرهم الكثير ممن يقودون أندية رياضية في عراقنا الجديد , أيها السادة هؤلاء هم وغيرهم من يمثلون الهيئة العامة لاتحاد الكرة والتي هي وحدها تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية في انهيار النظام الكروي العراقي إن صح التعبير على اعتبار إن الهيئة العامة هي أعلى سلطة تشريعية وتنفيذية في اتحاد الكرة . هيئة عامة مختلفة في كل شيء ففيها من يرفع وفيها من يكبس وفيها من يهوس وفيها من يتظاهر وفيها وفيها وفيها فهي مختلفة في كل شيء لأنها بالأساس فاقدة الثقة بنفسها وبالتالي فاقدة الثقة بالآخرين فكيف نرتجي من هكذا هيئة عامة خيرا !!!!؟ فهذه الهيئة تختلف في كل شيء لكنها على ما يبدو إنها أقسمت على تطبيق شعار (اتفقوا على أن لا يتفقوا)
لا نعرف كيف يتسنى لنا أن نفهم هذا الكم الهائل من المرشحين لإدارة اتحاد الكرة فالمعروف إن عدد أعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة بعد التعديل الأخير هو 75 عضواً لكن المفارقة المضحكة المبكية إن عدد المرشحين هو 46 مرشحاً لمجمل مناصب إدارة الاتحاد ,تصوروا أيها السادة أكثر من نصف الهيئة العامة مرشحين أنها مسرحية كوميدية سوداء مؤلفها ومخرجها وبطلها هو الهيئة العامة لاتحاد الكرة فكيف لنا أن نرتجي خيراً بهؤلاء ,فكلهم يتعاركون ويتدافعون بالمناكب من اجل المناصب و كلهم يتنابزون بالألقاب وبالأسم الفسوق وكلهم يدعي حرصه وحبه وتفانيه من اجل الكرة العراقية والتي جعلوها عروس سياساتهم وأجندتهم وأفكارهم . فهؤلاء لا يجيدون سوى رسم الدسائس والمؤامرات والتسقيط والتهميش فقد فاحت رائحة طائفيتهم الصفراء للأسف بعد أن جعلوها كانتونات متناحرة متصارعة سياسياً وليس رياضياً .
لقد فقدنا الأمل بالجميع فبعد أن لعب أعضاء اتحاد الكرة بمصير الكرة العراقية (شاطي باطي) والذين أصبحوا أكثر شتاتاً من قبل فمنهم من بلغ من العمر عتيا ولا زال يصرخ بأنه حقق كذا وكذا وكأنه هو الذي اخترع خط الجزاء في ساحة كرة القدم وغيره ممن لازال متمسكاً بموقعة بعد لصق نفسه على كرسي العضوية بسكوتين حراري وغيره وغيره وغيره ,هؤلاء هم أعضاء اتحاد الكرة الذين على ما يبدو تشرذموا وتوزعوا على الطوائف والكتل والقوائم والتيارات ولسان حال كل واحد منهم (يمعود مروتك دير بالك علي ) .فمن أين يأتينا الأمل ونحن نلحظ كل ذلك !!!!!؟
ففي الوقت الذي كنا نمني النفس بعد سقوط الصنم عام 2003 وبعد عودة وزارة الشباب والرياضة إلى مزاولة دورها الريادي في مسيرة الحركة الرياضية بالتعاون والتنسيق مع قمة الهرم الرياضي الثاني وهو اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ومثلما معمول في كل دول العالم فوجئنا جميعاً بملاحم وصولات داحس والغبراء بين اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب وكل طرف يريد الانقضاض على الأخر وكل طرف يريد أن يقود وفق ما يريد هو وفق ما تشتهي نفسه وفكره واديولوجيته ومزاجه
والنتيجة لاشيء فقد شبعنا جعجعة ولم نرى طحيناً وسيبقى هذا الصراع قائماً طالما بقيت النفوس تحركها هواجس السياسة الشيطانية ,ففي ملف اتحاد الكرة شاهدنا تخبط الوزارة وعشوائية تصرفها في هذا الملف فقد كان لتدخلها الأثر السيئ والذي عقد الأمر بشكل كبير بعد أن سمحت الوزارة لعرابي السياسة بالتدخل في موضوعة اتحاد الكرة فقد أصبحت الوزارة تبحث عن هدف واحد فقط وهو إسقاط حسين سعيد فقد اختزلت الوزارة بتصرفها وبتدخلها الكرة العراقية بكل تاريخها وانجازاتها بشخص حسين سعيد متجاهلة دورها الحقيقي في إعادة اعمار البنى التحتية للرياضة العراقية فقد أصبح حسين سعيد وإزاحته من رئاسة اتحاد الكرة الشغل الشاغل لكل الكادر المتقدم في الوزارة وهذا ما أثبتته الأيام الأخيرة فقد شاهدنا السيد مستشار وزير الشباب والرياضة وهو دكتوراه تربية رياضية وكذلك المدراء العامين في الوزارة يجوبون الأندية وهم يصطحبون بعض لاعبي الكرة المعروفين من اجل زجهم في الهيئات العامة لتلك الأندية وبالتالي من اجل التأثير في عملية التصويت في انتخابات اتحاد الكرة , وحتى لجان تقييم الأندية والتي زارت الأندية مؤخراً كانت تقوم بالدور ذاته .وكل ذلك والسيد الوزير يؤكد عدم تدخله في الشأن الانتخابي لاتحاد الكرة وسبحان الله عما يصفون ,منْ منا ينسى دور السيد علي الدباغ في أزمتنا الكروية والذي اختفى فجأة من المشهد الكروي العراقي ؟ من منا ينسى دور السيد بسام الحسني الذي لم نعد نسمع له ذكر اليوم ؟ من منا ينسى دور عراب الانتخابات الرياضية في العراق جزائر السهلاني والذي لولاه لما صعدت هذه الوجوه الكالحة إلى قمة الهرم في أنديتنا العراقية ؟ من منا ينسى كيف إن السيد وزير الشباب أرسل مستشاره الدكتور الرياضي وبصحبة عدد من رؤوساء الأندية إلى الأردن لمقابلة نائب رئيس الفيفا الأمير الأردني بمحاولة من السيد الوزير لإقناع نائب رئيس الفيفا الأردني بأمور يريدها الوزير نفسه لكن السيد نائب رئيس الفيفا عرف كيف يتصرف بمهنية عالية وخرج من الموضوع بعد أن استقبل الوفد بداره وليس بمكتبه الرسمي على اعتبار إن الوفد لا يمثل اتحاد الكرة وهو الممثل الشرعي الوحيد للعراق والمعتمد لدى الفيفا وهذا مما لا يستطيع الوزير وغيره من فهمه واستيعابه وتلك هي الطامة الكبري وبعد ذلك عاد الوفد إلى بغداد خالي الوفاض ( تتي تتي مثل ما رحتي اجيتي) .كل هذا والسيد الوزير يؤكد بان الوزارة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وبالمناسبة هذه العبارة كثيراً ما نسمعها من السياسيين في حواراتهم ,وبعد أن أعلن حسين سعيد بأنه سيأتي إلى بغداد بعد إن تمت تسوية الأمور مع الحكومة على تعبير سعيد نفسه جاء القرار بإبعاد حسين سعيد لكونه مشمول بقانون المسائلة والعدالة وهنا نسأل أين كان هذا القرار قبل الآن وفي أي مكتب ( مضموم) ؟؟؟؟!
كل ذلك ونحن نرمي التهم على الاتحاد الدولي الفيفا ونطالب الفيفا بإنصافنا ونحن لم ننصف أنفسنا بل لم ننصف بعضنا ؟؟؟؟!
لا اعرف لماذا لا تبادر الوزارة باعتبارها جهة حكومية بأن تعرض قضية رفع الحظر عن ملعب الشعب الدولي في بغداد على الاتحاد الدولي الفيفا من خلال وفد رسمي رفيع المستوى ويضم أناس مختصين لهم كفاءتهم وعلميتهم لا أناس يخرجون مع وفود الوزارة لأجل السياحة والاصطياف والتسوق والثواب ؟ فلو شكلت الوزارة وفداً بالتعاون مع اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية بعيداً عن ابن سعيد وزبانيته واخذ الوفد الأمر وعرضه بكل تفاصيله وتفرعاته على الفيفا أو اللجنة الاولمبية الدولية أو حتى محكمة الكأس أما كان الأجدى بوزارة الشباب أن تفعل ذلك ؟؟؟! أين جهد الكابتن رعد حمودي ومكتبه التنفيذي من هذه القضية ,إن هذا الأمر نعتقد هو أهم من المعارك والصراعات والمؤامرات والدسائس والانشغال بأمور لا تخدم الجميع .فبعد أن أعلن مراراً وتكراراً الكابتن رعد حمدوي عدم ترشحه لانتخابات اتحاد الكرة نراه فجأة يدخل الميدان الانتخابي ويرشح لمنصب الرئاسة
فبعد أن اشر الجميع الوهن والضعف والخلل في عمل اللجنة الاولمبية وكذلك التراجع المخيف والذي أصاب نادي الشرطة ينبري لنا السيد حمودي لينافس على رئاسة اتحاد الكرة لا نعرف كيف يقيس هؤلاء الأمور ,وأننا نقولها للتاريخ إن هذا الترشيح هو عملية لخلط الأوراق وتشتيت الأصوات بل نحن نذهب ابعد من ذلك ونقول إننا نتوقع انسحاب رعد حمودي من الترشيح قبيل الانتخابات بفترة وجيزة لغاية في نفس يعقوب .
إن ضبابية المشهد الكروي العراقي تقودنا إلى القول إن الجميع بدون استثناء مدان ومسؤول عما وصلت إليه الحالة اليوم ,فلا داعي بعد اليوم أن نرمي التهم على الفيفا أو غير الفيفا فالعلة فينا نحن
لأننا بالأساس متناحرون متصارعون متعاركون يتلاعب بنا السياسيون الفاشلون والحكوميون الطائفيون المحبطون كيفما شاءوا ,وختام القول نقول ليعلم الجميع إن العراق اكبر من الجميع مهما تكبر أو تجبر أو طغى البعض . فالعراق هو السيد وعلى الجميع أن يخدمه حيث إن خدمة العراق شرف ما بعده شرف لأنه وطن الأنبياء والأئمة والأولياء والصالحين والصابرين ويكفي انه العراق
وكان الله والعراق من وراء القصد .