- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مستشارو المالكي والوضع السائل..!
حجم النص
بقلم:فلاح المشعل أثبتت الأحداث ان مستشاري السيد نوري المالكي هم السبب في التعثرات التي تكرس عزلته وثقل ايامه وشهوره الأخيرة، فهم مبدعون بصناعة الأزمات ووضع نهاية مبكرة لدورته الثانية ومستقبله السياسي، بفضل الأزمات التي لاتبقي له جسور تواصل مع الاخرين. أمس أطلق السيد ياسين مجيد وهو المستشار السياسي الحالي كما يبدو، والمستشارالإعلامي السابق، أطلق في مؤتمره الصحفي في مجلس النواب محاولة لصناعة أزمة خارجية بين العراق وتركيا، بعد جهود ومساعي لإذابة جليد الخلاف المتراكم منذ سنتين بين الحكومتين...! مسعى السيد ياسين مجيد لصناعة أزمة خارجية، يأتي بعد يومين من إعلان أزمة داخلية بين مكتب المالكي والتيار الصدري، أوقدها المستشار الإعلامي كادت تولد إسقاطات سلبية وخيمة لولا حكمة السيد مقتدى وتصرفه البليغ الذي أذابها بهدوء وتعقل. ياسين مجيد يحذر الإتحاد الأوربي من قبول تركيا في هذا الإتحاد الإقتصادي السياسي، بسبب أنها الحاضن لدولة العراق والشام الإسلامية المسماة إختصاراً (داعش) اي تنظيم القاعدة المتولد جراء الأزمة السورية، وبقوله ينبه السيد مجيد الإتحاد الأوربي بأنه سيدخل القاعدة الى بلدان اوربا..! الشي الصادم بالموضوع ان النائب ياسين مجيد رئيس تحرير جريدة البيان الناطقة بأسم حزب الدعوة الحاكم والمستشار الأقرب للسيد المالكي، يستهين بالعقل السياسي الأوربي الذي ينافس أمريكا على قيادة العالم سياسيا واقتصاديا، وهو لايعلم بأن الإتحاد الأوربي لاعب مهم ورئيس في الأزمة السورية التي تتنازعها أطراف دولية عديدة، وأن (داعش) صناعة ولدت من مكاتب القرار السياسي بصناعة أذرع خشنة (مسلحة) لتعادل الميليشيات الطائفية التي تحتل سوريا، حسب مفهوم داعش ومن يقف وراءها..! ثم ان وجود تركيا على جدول الحوار الأوربي في ضمها للإتحاد يشتغل منذ عشرين سنة، والخوض في هذا الموضوع يستدعي كلاما مطولاً وبيانات لسنا بصددها، لكن مايعنينا الآن هو استثمار وتنمية ماهو إيجابي في الحوار مع الجارة الكبيرة تركيا بسبب ثقلها الإقليمي أولاً، وتأثيرها في الداخل العراقي ثانياً، وفاعليتها على المستويين الأوربي والعالمي لما تمثل من حالة متقدمة في الجوانب الإقتصادية والسياسية وتوازن القوى. كنت أحسب ان السيد المالكي وبعد زيارة الخيبة لأمريكا، سوف يتنبه الى إدراك حقيقة ان الرئيس او القائد الناجح إنما هو استثمار نوعي لنجاح مستشاريه، لكن الأخ المالكي لم يكن محظوظاً ولاذكياً بإختيارهم، وبعد أقل من اسبوع من زيارته (العقوبة) وضعوه في أزمتين تجعل من مكتبه وحكومته في وضع سائل غير متماسك. المستشارون الناجحون هم من يضع الرئيس على سكة النجاح، أما الفاشلون وقليلو الإنحياز والولاء له فهم أبرز أسباب نهايته التعيسة..! [email protected]