حذّر ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي مما أسماه (قلة وعي لدى بعض المسؤولين السياسيين لما يجري على الساحة العراقية) وتساءل (هل ينقص العراق الخبرات والكفاءات اللازمة لحل مشاكله أم أن هناك عدم وعي لما يجري فيه؟!!! ونحن نقول بأن هناك الكثير من العراقيين يديرون مؤسسات عالمية خارج العراق بمختلف التخصصات ومنها التخصصات العلمية الدقيقة فكيف يمكن أن نقول بأن هناك نقص في الكفاءات؟!). جاء ذلك في خطبته الثانية لصلاة الجمعة 17/ذ.ح/1428هـ الموافق 28/12/2007م.
وخاطب (المسؤولين في كل الكيانات السياسية) بأن (عليهم لكي يحلوا الكثير من مشاكلهم أن يقوموا بأمرَين: الأول أن يتخلصوا من حالة الحساسية المفرطة فيما بينهم والمحمولة في أغلبها على سوء الظن، والأمر الثاني أن يكونوا جريئين في تشخيص الأخطاء التي يواجهونها) مضيفاً (فلو تحقق ذلك يمكننا أن نتكاشف فيما نمر به من مشاكل ولو في قاعات مغلقة حتى لو اضطررنا لرفع أصواتنا بالصياح والنقاش الساخن طالما ستؤدي لاكتشاف أخطاءنا وبالتالي يسهل علينا حلها، فلو عُرف الداء عُرف الدواء كما تعلمون).
وطالب هؤلاء المسؤولين بـ (إشعار العراقيين بالأمل من خلال تحسين أداءهم ، وأن يرفعوا معاناة الشعب الأمنية والخدمية، وأن لا يكتفوا بشعارات برّاقة لأن هذا الشعب قد سطّر له التاريخ الكثير من العناوين العظيمة من حضارة ومجد وتضحيات فهو شعبها وشعب التحديات بلا منازع وستأه لكل خير) ثم تساءل (فكيف والحال كذلك أن تُطلق بعض التصريحات من بعض المسؤولين العراقيين وهي أشد خطراً ووطئةً من تصريحات بعض الأعداء؟!) وذكر بأن (هناك وزراء في بعض الدول يستقيلون من مناصبهم لمجرد التقصير أو العجز في حل مشكلة يواجهونها وأنا اعتبر ذلك شجاعة منهم واعترافا بعظم ما يتحملونه من مسؤولية ونحن هنا بالمقابل لا نطالب وزرائنا بنفس الأمر ولكن نقول عليهم تحمل مسؤولياتهم على أقل تقدير) .
وحول نهاية السنة المالية لهذا العام بين السيد الصافي أن (الحكومة تحتاج إلى جرد آخر غير الجرد المالي لنهاية الموازنة السابقة لكافة الوزارات، ألا وهو الجرد لأداءها ومدى إيفاءها بالتزاماتها التي أقرتها لهذه السنة نهية العم الماضي) مضيفاً (أن هناك أموالاً طائلة يمتلكها العراق وأصبحت وبالاً على أبنائه لأنهم استُهدفوا بسببها وما زالوا يعانون الأمرَيَّن والعوز الاقتصادي بسبب الفساد المالي والإداري الذي عرقل استفادتهم منها) مبيّناً (أن هناك أداءً فاشلاً أو متلكئاً لبعض الوزارات - وكلامي هنا كلام محب لا كلام عدو- وهو أمر قد يزعج البعض من المسؤولين لكننا مضطرون لطرح ما يعانيه الشعب من مظلومية من على منبر الجمعة فهو منبر المحرومين ممن لا يستطيعون إيصال صوتهم إلى المسؤولين إذ أننا منذ خمس سنوات تقريباً ما زلنا نرى نفس المظلومين قبل سقوط (اللانظام) كما يسميه البعض - وهو حق- ولم يُنصَفوا بعد، وما زال الكثير من ظالميهم فرحين كما كانوا!!!).
وطالب إمام الجمعة المسؤولين بـ (الصبر على التصدّي للمسؤولية وإلا فعليهم أن يرحَلوا عن المنصب إن لم يُعطوه استحقاقاته لأن الله والشعب والتأريخ سيُحاسبُهم) وطالبهم بأن (يحلّوا مشاكل وزاراتهم المتراكمة ليتفرغوا لحل المستجَد منها لأننا نشاهد أن الكثير من المشاكل في سنة ما تُرحَّل إلى السنة القادمة لتُضاف عليها مشاكلها وبدورها تُرَحَّل هي الأخرى إلى السنة التي تليها وهكذا تزداد المشاكل وتتراكم دون حلٍّ يُذكر وهو ما يَفرض على المسؤول أن يُسارع إلى الحل من خلال الاستماع إلى كل الآراء التي تُطرح عليه وخاصة لو نزل بنفسه إلى الميدان واستمع من الناس لمعاناتهم إذ أنهم قد يُعطوه حلولاً غائبةً عنه وستنفتح عليه آفاقٌ لم تكن موجودة عندما كان يقرئ التقارير المكتبية غير الميدانية التي ترده من مستشاريه على تلك المشاكل وعليه أن يستمع لصوت المحرومين الذي ينطق به منبر الجمعة لأن هذا المنبر حتى لو طرح كل المشاكل فلا فائدة من ذلك لو لم يجدُ آذاناً صاغية له).
وبيّن السيد الصافي (رغم أن هناك نقاطاً بيضاء في الأداء الحكومي وأن هناك أناساً جيدين ضمن هذا الأداء إلا أن كثرة النقاط السوداء تطغى عليها حتى يجعلنا نحتاج إلى مراجعة وحلول فرغم التحسن الأمني الملحوظ مؤخراً إلا أنه -وكما نقلوا لي أمس- بأنه في ديالى مثلاً هناك عودة لعمليات الاغتيال ونصب السيطرات الوهمية وخطف وقتل مما يُنذر ويُحذِّر برجوع الحال السيئ إلى ما كان عليه وكأن هناك أموراً يُراد لها أن تُراوح في مكانها!!!) وهذا الحال يذكّرنا بما قاله أمير المؤمنين ? (والله لقد أفسدتم عليّ رأيي بالعصيان ، ولقد ملأتم جوفي غيظاً حتى قالت قريش : ابن أبي طالب ، رجل شجاع ولكن لا رأي له في الحرب) والكل يعلم حكمة وعلم وشجاعة أمير المؤمنين ? ولكن عصيان أوامره ضيّع هذه الكفاءة لكي يستفاد منها المجتمع.
وخاطب المسؤولين قائلاً (إني أعلم أني أتكلم مع أناس أعتقد بأنهم قادرون على فعل شيء ما و(رُبّ همّة أحيت أمّة) كما أن لدينا رموزاً قَلّ نظيرها في العالم فمنهم من استشهد ومنهم من ضحّى وما زال لبناء مستقبل واعد لكنهم يحتاجون إلى قادة يركضون أمامهم في النزال).
وحول زيارة نائب رئيس البرلمان ليلة أمس لعتبات كربلاء المقدسة أشار السيد الصافي إلى (أنه قد أوضح بأن هناك 54 نائباً قد سافروا إلى الحج وأن الباقين يحققون نصاباً يُتيح سَنَّ القوانين) وتساءلنا منه (لماذا لم يجتمع هؤلاء لسَنِّ هذه القوانين الذي ينتظرها الملايين لرفع الظلامات التي عانوا منها طوال العقود السابقة؟!) وأضاف(متى سيشعر هؤلاء بأهميتهم كونهم هم من يشرعون أنظمة وقوانين البلاد ومستقبلها أما آن لهم أن يلتفتوا لذلك ويرجعوا لأنفسهم لبناء بلد مملوء بالأمن والسلام والإزدهار؟!!!).
أقرأ ايضاً
- الكشف عن أسماء المرشحين لرئاسة البرلمان
- الفنان عزيز خيون يشكر ممثل السيد السيستاني لاحتضانه الجوانب الخيرية والانسانية بالعراق
- يوم السبت ٢٠٢٤/١٠/٢٦:المساعدات المادية لمكتب السيد السيستاني في لبنان مستمرة دون انقطاع (صور)