حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم المذهب والملل لها جذور تاريخية تتحدث عنها كتب التاريخ ولكل مذهب معتقداته التي قد يتفق او يفترق مع غيره ولكن تبقى ضمن دائرة الراي والراي الاخر، في فترات زمنية معينة تشتعل حرب طائفية بين مذهبين وللاسف الشديد لم يلتفت المتحاربان الى من هو السبب في الحرب ؟ فلو تمعنوا جيدا لاكتشفوا ان هنالك اياد خفية لا من هذا المذهب ولا من ذاك استغل ضعاف النفوس واجج الفتنة. اليوم تمر الامة الاسلامية في اخطر ازماتها والحرب ليست بين داعش ومن يرفض داعش، بل الحرب طائفية من وجه وغير طائفية من وجه اخر، وللتوضيح نقول: انها طائفية بالنسبة لاخواننا السنة الذين استغفلتهم الوهابية لتظهر لهم صورة غير صحيحة بان الرافضة تريد قتل السنة، ومثل هذا التوهم نجحت الوهابية اعلاميا بعض الشيء في خلط الاوراق، فالوهابية شيء والسنة شيء اخر، بل لايمكن ان يقارن اهل السنة بالوهابية فاهل السنة اجل وارفع من ان يقاسون بهذا الفكر النكرة. السنة والشيعة لديهم من المشتركات الكثيرة جدا ولديهم تاريخ من التاخي يغيظ الوهابية التي عملت منذ ان اسسها الاستعمار البريطاني على تفرقة المسلمين فتارة استخدمت العنف والقتل والذبح ولهم تاريخ ملئ بالاجرام بهكذا اعمال وتارة استخدموا شراء العقول بفضل النفط الذي استكشف في بلدهم، وبعد عقود من العمل وجدوا انفسهم في مستنقع وغير مرغوب فيهم حتى من قبل اوباش الغابات. هنا لجات لخلط الاوراق وجعل من يعاديهم يعادي السنة وهذا خلاف الواقع، وفي نفس الوقت على الاعلام ان يتحمل مسؤوليته لكي يوضح ويثبت للعالم بان السنة ليسوا وهابيين وان العداء هو مع التكفيريين الذين تدعمهم الوهابية وخرجتهم تحت عدة مسميات القاعدة وداعش والنصرة والمقاومة الاسلامية وغيرها من التسميات النفاقية. عند قراءة التاريخ الاسلامي نجد ان هنالك مواقف مشرفة يفتخر بها المسلم وليس السني او الشيعي فقط فالوحدة بين المسلمين في الدفاع عن الاسلام تجدها بافضل صورها بين الصحابة والتابعين وهذه الصور تحاول الوهابية تشويهها تارة بالكذب وتارة باستخدام الجهلة والمتطرفين من الشيعة لتثبت لهم صدق ادعائهم. وغير طائفية عندما نجد شيوخ وعلماء من السنة يؤيدون الحرب على داعش ويفضحون الوهابية ويقولونها علنا ان الوهابية هي من تقف مع داعش، ومن العلماء من كشف زيف التاريخ الذي تعتمده الوهابية فهنالك رجال من السنة في لقاءات تلفزيونية او تاليف الكتب تثبت ان الوهابية هم خوارج العصر وهم عبثوا بالتاريخ ومثل هؤلاء هم اهل السنة الشرفاء الذين ينظرون الى الامور بحيادية. فالفرق بين العريفي واحمد الكبيسي واضح والفرق بين الدكتور احمد كريمة والكلباني واضح والفرق بين الدكتور عدنان ابراهيم وعثمان الخميس واضح وغيرهم من العلماء والمفكرين من اخواننا اهل السنة الذين لايمكن لنا ان نقارنهم بالمشايخ الوهابية.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!