- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المولى.. أين أنت من كربلاء وأهلها؟!
حجم النص
بقلم:حيدر السلامي أن يلقى الكلام جزافاً من أي أحد فهو أمر شبه اعتيادي، ولكن المثير للدهشة والغرابة صدور مثل ذلك من رجل مسؤول تصدى للعمل التبليغي وتسنم مناصب رفيعة في الحكومة. لأن كلاما من هذا النوع سيرد عليه ببساطة وسيقال في وجهه: إذا كان الآخرون (وهم خارج المسؤولية القانونية) مقصرين أو متهمين بزعمك فما بالك أنت لم تقم بواجبك الإنساني والديني والوطني؟! وبالفعل لو نظرت في تعليقات الناس على مقطع الفيديو الذي نشر مؤخرا في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ذلك المقطع الذي اتهم فيه الشيخ محمد تقي المولى أهالي كربلاء والنجف والحلة بأنهم منعوا أهل تلعفر النازحين من دخول مدنهم، لأيقنت بصحة ما أسلفت. فالعديد من المعلقين كتبوا: أين كنت قبل اليوم من بني جلدتك وأنت مسؤول في الحكومة وتدعي تمثيلهم في العملية السياسية وأنك المدافع عن حقوقهم؟! وقال بعضهم فيما قال: لمَ تنحى باللائمة على أهالي كربلاء وهم الذين فتحوا قلوبهم قبل دورهم وحسينياتهم ومساجدهم ومدارس أبنائهم أمام إخوتهم المهجرين والنازحين من الأراضي الساخنة أو المحتلة من قبل داعش بينما كنت أنت وأمثالك لاهين ساهين عنهم في واد آخر تبحثون عن المناصب أو الامتيازات وفقا للمحاصصة الحزبية والتوافقات السياسية السقيمة؟! وفي هذا السياق ومن الطبيعي جدا أن تقرأ ردودا أكثر حدة وأشد وقعا في النفس ممن تابع الموضوع وراقبه عن كثب أو ممن كان مطلعا على تفاصيله الدقيقة أو كان مكلفا بملف النازحين فيكذب قولك ويرده عليك بالأرقام والشواهد ويبهتك بحقائق مذهلة ربما غابت عنك أو غيبتها عن بالك عامداً لغاية في نفس يعقوب. أما ما ادعيت أنه عتب على ممثل المرجعية العليا وزعمت أنه أغفل ذكر المواقف المشرفة لأهل تلعفر وجهادهم المستميت ودفاعهم عن أرضهم وأعراضهم فيما ذكره ونسبه إلى آمرلي والعلم وغيرها، فلعمري إنه خطاب تحريضي وليس عتابا أخويا. ولا أدل على ذلك من النبرة المتوترة والنظرة المتشنجة اللتين بدتا واضحتين في الصوت والصورة. على أن الشيخ الكربلائي لم يقصر يوماً عن التوصية بالنازحين وفي مقدمتهم أهالي تلعفر ولطالما وجه العاملين في العتبة الحسينية المقدسة بضرورة العناية بهم والعمل على توفير احتياجاتهم الضرورية من إيواء وإطعام وملابس. فضلاً عن إتاحة الفرص العمل لهم وكم سعت العتبة في تسهيل إجراءات النقل بالنسبة للموظفين منهم وتلاميذ المدارس وأمثالهم. هل اطلعت يا مولى على المبالغ التي أنفقتها العتبة الحسينية المقدسة لوحدها على النازحين من تلعفر؟! أتدري أنها نيفت على (7 مليار دينار) لحد الآن؟! ثم هل كلفت نفسك بزيارة أولئك النازحين في مدن الزائرين التي احتضنتهم واستقبلتهم بلا شرط أو قيد ذلك لأنهم أبناء الوطن فحسب؟! هلاّ تفضلت على أهالي كربلاء والنجف والحلة ودللتهم على الحسينيات المسقفة بـ(الجينكو) التي يسكنها النازحون على حد قولك؟! كان الأولى بك يا شيخ ـ ولست في مقام الواعظ لخطيب مثلك يعتلي المنبر الحسيني ـ أن تتثبت من النقل قبل التفوه بكلمة، أنت مسؤول عنها بين يدي الله تعالى وهو القائل (ولا تقفو ما ليس لك به علم) وأنت من تتصدى لمسؤولية عظيمة ومهمة جسيمة لا يسوغ معها التقول ونسبة الظلم إلى الناس بغير دليل بله المقاربة بين ظلم صدام ومن نسبت إليهم الظلم اليوم!! أعود هنا لأؤكد لك بأن كربلاء والنجف والحلة قدمت لعوائل تلعفر وغيرهم من النازحين الكثير وما تزال وستبقى على هذا الحال، وما كلامك إلا (هواء في شبك) لن يؤثر في معاملتنا لعوائلنا لأننا ننطلق في التعامل مع الناس (بعيدهم وقريبهم) من المنظومة القيمية العظيمة التي ورثناها عن نبينا وأئمتنا صلوات الله عليهم. وأين تجد قوما يفتحون لك باب دارهم من دون سابق معرفة ويأتمنونك على ممتلكاتهم ويحسنون إليك كما لو كنت أحدهم؟! ولا أدعي أنه منقبة خاصة بأهل كربلاء أو النجف أو الحلة بل إنه ديدن العراقيين في كل مكان وزمان. هكذا هم دائما أهل كرم وطيب ويثقون بكل الناس ويتعايشون معهم بسلام وإنما تبدل منهم من تبدل بتأثير السياسيين وسباقاتهم للوصول إلى الكراسي بأي وسيلة حتى لو كانت بتسقيط الآخر واتهامه بما ليس فيه وحتى لو كانت بالابتذال والمنافسة غير الشريفة بين الأحزاب والكتل بل حتى لو كان بالفساد والإفساد والتلاعب بأموال الشعب والمتاجرة بقضيته.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- أين اختفوا ؟
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها