حجم النص
نهاد عبد - امريكا جتي رفيقة ميسلون گالت الكل تطلع مظاهرة بسبعة نيسان عگب باچر، آني چنت معلمة باشرت حديثا بهذه المدرسة، اعرف ان بها مشاكل كثيرة لكني معتمدة على قلة علاقاتي بالموظفات معي،بالعادة كان جل اهتمامي ببيتي وأولادي ما ان اخرج من المدرسة حتى الغيها تماما من حياتي لا تلفونات ولا اتصالات ولا قبولات..بيتي ودراستي الجامعية ومن ثم مدرستي الإبتدائية اخيرا. المهم،أثناء تبليغ الرفيقة للإدارة هذا البلاغ يبدو أنني قد إبتسمتُ طبعا بلا شك دون قصد.بعد شهر من ذلك أرسلت اليّ شعبة البياع تبليغا بالحضور بواسطة احدى الزميلات.إستغربت عن سبب طلبهم ذلك وانا لست سوى مؤيدة لا تحضر اجتماعا ولا اي نشاط سوى دفع الإشتراك. أخذتُ معي طفليّ من المدرسة وذهبت اليهم بتاكسي هو الذي دلني على مقرها.وحين دخلتُ اودعت أطفالي عند الرجل الذي كان واقفا بالباب.دخلتُ فوجدت صالة كبيرة بها طاولة ممتدة تتسع للكثير من الأفراد، طلب مني احدهم الجلوس.وأبلغني ان تقريرا قد كتب ضدي يقول ان إستهزأت بالسابع من نيسان من خلال إبتسامة اثناء تبليغ الرفيقة للكادر التعليمي بالتظاهرة. صمتُ قليلا وابتلعت ُ غبائي.وقلت له: يا سيدي أنا إمرأة لم أعمل سابقا بهذا البلد.انها المرة الأولى ولا خبرة لي بالنفاق العراقي والخبث في معلمات المدارس.لي ثلاثة اشهر فقط وقد انقطع وأعود الى خارج الوطن، بالله عليك كيف فسرت الرفيقة سبب الإبتسامة ؟ من قال إني لم أعبر بها عن السعادة مثلا ؟ أنا إمرأة مثقلة بالهموم، تعليم ودراستي الجامعية وأربع أطفال وزوج وعائلة وجيران ومجتمع وعشرات المشاكل، لاحظ سيدي إني تركت اولادي عند الحارس في الباب، ضحكَ الرفيق ضحكة مجلجلة وقال هذا ليس حارسا، بل انه رفيقا حزبيا.قلت له آسفة جدا أسلفت ُ لك أنني جديدة في هذا المجتمع ولا دراية لي بالمسميات فإعذرني،كنت ارافق زوجي بالعمل بدولة عربية....نظر بوجهي وما زال مبتسما أثر ضحكته القوية وقال إذهبي سيدتي وخذي اولادك تصحبك السلامة وانتبهي مرة ثانية ولا تبتسمي اثناء تبليغ الرفيقات لكنّ بشئ جديد. بعدها تأكدت ُ ان هذه التقارير ممكن ان تأخذك خلف الشمس ولابد لك ان تفكر مليا قبل ان تبتسم فلكل ابتسامة مقام. كان التقرير الحزبي سابقا، والمخبر السري لاحقا، سبب لهلاك كثير من الناس الأبرياء، ولو لا رحمة الله لكنت من ضمنهم. إنكسرت ايدچ ست آمال، لا أستبعد ان تكوني الآن برلمانية او وزيرة او مسؤولة كبيرة في حزب حاكم، تقتصين من كل امرأة تتفوق عليك بعلمها ودماثة أخلاقها...