- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أعترافات قرصان في البنك الدولي وصناعة الديون
بقلم | حازم جري الشمري
قال جون بيركنس في كتابه "اعترافات قرصان" ان البنك الدولي يلعب لعبه خطره جدا فكان عملنا نقوم بإقناع الدول او خادعها بالاقتراض ويتكلم عن توريط إندونيسيا وبنغلادش ومصر وغيرها كما سنوضح في هذا المقال.
في الحقيقة اصبح الجميع متورط بالديون ليست هذه الدول فقط بل اغلب دول العالم ولم يكن الدين على مستوى الدول بل على مستوى الأفراد ايضا، تكاد تكون جميع الدول مقترضه او اقترضت سابقا وأما الأفراد فإنك أما متورط بقرض للبنك بسبب عقار او سيارة او سلف اخرى، وبسب هذا الاقتراض فان الدين العالمي العام، اي العالم مديون لنفسه (٢٣٣) ترليون دولار وهذا في ٢٠١٧ فقط حسب تقرير معهد التمويل الدولي، وسوف نثير ثلاثة تساؤلات ليكون الفهم واضح ونغطي كافة جوانب هذا الموضوع من يصنع القروض ؟ ومن الذي يقرض ؟ وكيف نقترض ؟
صناعة بمعنى ان اصحاب رؤوس الأموال العملاقة والمؤسسات المالية، هي من تصنع وتقرض الدول في العالم ولنعرف من يقترض ومن لا يقترض وهل هي بإرادة المقترض أم بإرادة المقرض لأنه اغلب الأحيان ليس بإرادتك بل بإرادة المقرض اي انه عندما يتوفر فائض مالي عند الدول التي تحكم العالم (مجلس إدارة العالم) تضغط على الدول سياسيا او اقتصاديا وتحاول خادعها او إقناعها بحجج وهمية من اجل إقراضها لأنها تريد عائد سريع وأرباح هائلة دون اي مجازفة او عناء، عن طريق البنك الدولي او البنوك الاخرى، هذا عندما يصبح لديها فائض مالي، والسؤال من اين هذه الأموال ؟
الطيف ان هذه الاموال اغلبها من مدخرات الأفراد اي اموالنا في البنوك ففي واربا وامريكا والدول المتحضرة لا تجد من يضع أمواله في بيته فكل أموال الأفراد في البنوك وهذا من تخطيط البنوك، وهذه البنوك المسيطرة عندما يصبح لديها فائض مالي فإنها تجبر الدول مثل العراق على الاقتراض، او تقنع الدول مثل مصر وإندونيسيا او تخدعها مثل بنغلادش.
وهذا ما تحدث عنه (جون بيركنس) عندما كان موظف في البنك الدولي بعد خروجه للتقاعد قال ذهبنا الى مصر وكانت لدينا تعليمات اذا لم يقنع الرئيس المصري حسني مبارك بالقروض نعطي رشوه الى من حوله لا قناعه ويقول عرفت حينها ان العالم في ورطه كبيرة، وفعلاً تم توريط مصر بديون لم تستفيد منها شيء والى الان.
هؤلاء يسيطرون على البنك الدولي والبنك الدولي يقرض الدول والبنوك الأخرى بفوائد مالية، والدول والبنوك ينبغي وحسب الفرض ان تستثمر هذه القروض لتحقيق الارباح.
مثل اليابان وصلت قروضها الى ٢40٪ لكنها استثمرتها في الصناعة والزراعة ومجالات اخرى سددت فيها ديونها وربحت ما هي عليه الان، أما البنوك حسب الفرض تقترض لتمول مصانع تجاريه او معامل او إنتاج سلع معينه هذا ما يفترض.
لكن ما يحصل هو أن الدول تقترض بل تجبر بعض الأحيان على الاقتراض مثل العراق ولا تستفيد من قروضها في قضايا إنتاجية او صناعيه فيكون الدين عليها عبأ. ولكي تتخلص الدول والبنوك من هذه الفوائد تقوم بإقراض الأفراد وتأخذ منهم الأرباح التي تأخذ منها، مثلاً بنك الكويت يعطي للبنك المركزي أموال بفوائد ٣٪ البنك المركزي يأخذ ٢٪ ومن ثم البنوك الاخرى ٣٪ تصل للمواطن الفائدة 8% وللتذكير مصدر الأموال من الأفراد اي انهم يقرضونكم اموالكم الموجودة في البنوك.
من الذي يقترض ومن الذي لا يقترض ؟
هناك ما يسمى نصيب الفرد من الناتج العام مثلاً تركيا الدخل القومي 900مليار في السنه يقسم هذا المبلغ على عدد سكان تركيا يظهر نصيب الفرد، وايضاً يحسب الدين بنفس المنطق اجمالي الدين العام ونصيب كل فرد يعني، مثلاً مصر مديونه ٣ ترليون دولار اذا قسمت على ١٠٠ مليون انسان في مصر يظهر ان كل مصري مديون 50,000 جنيه مصري حين ولادته،ونفس الكلام ينطبق على كل الدول.
الدولة التي تملك دخل اكثر من 60% من أنفاقها ممكن ان تقترض ويجب ان تستثمر الاقتراض والا فأنه عبأ على الدولة والافراد.
مثال: ان شخصين اقترضوا من البنك كل واحد 10 مليون بتسديد شهري 100000 الف، لكن الاول دخله الشهري 100000 الف فقط فسوف يسدد كل دخله للقرض سيكون في معضلة والثاني دخله مليون 1000000الثاني سوف يستطيع تسديدها بشكل مريح.
وفي الختام وكالمعتاد نقدم نصيحة ممكن أن تستفيد مها الحكومة وهي شاهد للأجيال القادم، من الممكن للعراق ان يعمل نظام الفيزا كارت وتوفيرها في كافة جوانب الحياة وبسهولة الاستخدام، وهذا كفيل يجلب مدخرات الشعب التي تقدر بترليون، اذا قام نصف افراد الشعب بوضع اموالهم داخل المصارف، اعتقد سوف يقرض الشعب الدولة مبالغ مجانية من دون فوائد وتستطيع الدولة ان تقرض الشعب من امواله بفوائد، وتستطيع استثمار هذه الاموال، فلا تذهبوا نحو الديون مرة اخرى.
أقرأ ايضاً
- من يوقف خروقات هذا الكيان للقانون الدولي؟
- "السوشل ميديا" وصناعة التفاهة
- ما بعد قرار محكمة العدل الدولية.. مجلس الامن على المحك: إما العدالة أو إسرائيل