بين مدرسة آيلة للسقوط وتوسعة لها من مجموعة "كرفانات" لا تصلح لان تكون صفوفا نظامية، وبناية مدرسة جديدة سرق المقاول دفعات الاموال التي سددت له لتشييدها وتركها هاربا، يعيش طلبة خمس مناطق في منطقة الرضوانية اوضاع دراسية سيئة، لان خطورة المدرسة المتهالكة على حياتهم قائم، والكرفانات تسرب التيار الكهربائي وتصعق الطلبة اثناء هطول الامطار، والحوادث المرورية الناتجة عن سرعة السياقة في شوارع منعطفاتها كثيرة اودت الى وقوع حوادث لبعض الطلاب واعاقت اخرين، وذويهم لا مفر امامهم الا في السماح لابنائهم بالدراسة في تلك المدرسة بدل ضياع مستقبلهم.
حالة مزرية
وكشف عدد من اهالي الطلبة أنابت عنهم المواطنة (ام محـمد) لوكالة نون الخبرية عن حال ابنائهم وبناتهم الطلبة في دراستهم وصعوبات ايام الدراسة بالقول ان" في تلك البناية يداوم فيها طلبة مدرستين هما مدرسة البلاغة الابتدائية المختلطة وثانوية الغفران المختلطة، وانشأت هذه البناية قبل حوالي (34) عاما، ويتجاوز عدد طلاب المدرستين الالف طالب او اكثر من ذلك، وهي مدرسة آيلة للسقوط ومحددة من قبل مديرية تربية الكرخ الثانية بذلك، ولكن لعدم وجود بديل لها استمر الدوام فيها بتعهد من ادارتها، وعندما ازدادت اعداد الطلبة والطالبات في المدرسة، جاءت منظمة اليونيسيف ونصبت عددا من الكرفانات لسد النقص الحاصل في عدد الصفوف المدرسية ويستوعب الكرفان الواحد من (35 ــ 40) طالب، وبعد مدة من الزمن اصبحت هذه الكرفانات مشكلة كبيرة، لانها تسرب التيار الكهربائي وعند هطول الامطار يتعرض الطلبة الى صعقات كهربائية، وان كانت حاليا غير مميته لكنها قد تتحول بلحظة الى سبب في موت الطلاب، وتعتبر تلك الكرفانات من اسوء الصفوف بسبب عدم امكانية تعليق مراوح فيها، ولا توجد كهرباء وطنية يمكن تشغيل اجهزة التكييف من خلالها فتصبح الاجواء حارة جدة على ابنائنا، اما في الشتاء ونحن في مناطق زراعية مفتوحة فبرودة الجو تؤثر كثيرا على صحة ابنائنا، كما تفتقد المدرسة الى مجموعات صحية ويعيش الطلبة ساعات عصيبة خلال وقت الدراسة، ما دفع الاهالي الى جمع تبرعات وبناء مجموعة صحية للمدرسة".
الاهالي يبنون الصفوف
واضاف ان "مناطقهم تحتاج الى اكثر من مدرسة ومنها مدرستين ابتدائية للبنين واخرى للبنات، ومدرستين ثانوية للبنين ومثلها للبنات لان اعداد الطلاب تزايد بشكل كبير بسبب انشطار العائلة الواحدة الى ثلاث عائلات او اكثر، والغريب ان في المنطقة مدرسة متوسطة مختلطة وهذا بحد ذاته امر غير قانوني ولا معقول، وهو ما دفع الاهالي وذوي الطلبة قبل سنتين الى جمع التبرعات وبناء صفوف اضافية غير نظامية لعزل البنات عن البنين، والكل يعرف ان بجانب بناية المدرسة الآيلة للسقوط يوجد مشروع لبناء مدرسة بطبقتين ممول من محافظة بغداد، وقد توقف العمل فيه منذ حوالي عشر سنوات بسبب (حسب ما نقل لنا) خلافات مع المقاول المكلف بتشييدها والذي سرق الاموال المصروفة لتشييدها وهرب الى جهة مجهولة، وقد تملك الاهالي وذوي الطلبة اليأس من كثرة الوعود التي تطلق من جهات عدة دون وجود حل لهذه المشكلة، والكثير من الطلبة يأتون الى الدوام سيرا على الاقدام ومنهم من يسير لمسافة خمسة كيلومترات او اكثر، وتعرض الكثير منهم الى حوادث دهس، لان المنطقة زراعية وشوارعها متعرجة والسيارات تسير بسرعة حتى سمي احد التقاطعات في المنطقة بـ (تقاطع الموت) لكثرة الحوادث التي وقعت فيه، وكل ما يحتاجه اهالي تلك المناطق هو تفكير بمشاريع استراتيجية تشيد عبرها مدارس تستوعب الطلبة لعقود قادمة من الزمن واكمال المشروع الذي سرقه المقاول وفر هاربا".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- "ترتيبات" مع الناتو.. هل وجدت بغداد بديلا للتحالف الدولي؟
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية تقدّمان تجربةً رائدةً في مجال إسكان الفقراء مجاناً