ان تقوم وزارة التربية ببناء مدارس جديدة فهي خطوة مهمة لان العراق يعاني من نقص حاد بعدد المدارس لان منها المتهالك واخر آيل للسقوط، ناهيك عن اعداد الحشود الطلابية داخل الصفوف الدراسية، الا ان بناء مدرسة في منطقة راقية مثل السيدية فيها ساحة يمكن تشييد ثلاث مدارس جديدة عليها، تمتد لتستولي على ارض مخصصة في خرائط وتصاميم البلدية كمناطق تشجير وتغلق زقاقا سكنيا غير مبالية بما سيقع لساكنيه من حرائق او حوادث طارئة، تلك هي الغرابة بعينها.
قصة زقاق
يسرد المهندس مصطفى من سكنة المنطقة معاناتهم لوكالة نون الخبرية بالقول "نحن مجموعة من سكنة منطقة السيدية في زقاق (80) بالمحلة (825)، تكمن مشكلتنا التي نناشد بها رئيس مجلس الوزراء ان يجد حلا لها باعتباره المسؤول الاعلى في الدولة، في اننا نسكن بزقاق يسمى "زنجيل" يقع امام كل دار مساحة تشجير عرضها (6) امتار مسجلة رسميا في سندات الملكية وتصاميم امانة بغداد، ويليها شارع رسمي لخدمة زقاق منطقتنا، بوشر ببناء مدرسة جديدة ضمن المشروع رقم (1) التابع لوزارة التربية، وتفاجئنا ان ساحة المدرسة تمتد الى مساحات التشجير المقابلة لمنازلنا ويغلق الشارع الواصل الى منازلنا، علما ان البلدية ابلغتنا رسميا عندما باشرنا ببناء بيوتنا قبل عقود من الزمن ان هذه المساحة مخصصة للتشجير ويمكن ان نستخدمها كحدائق ونسيجا بسياج (PRC) او سياج معدني ويمنع بناء اي شيء عليها، فكيف يبنى عليها سياج مدرسة الان؟".
وثائق اصولية
ويقول احد سكنة الزقاق المواطن احمد "ابو مصطفى" ان "منطقتنا شيدت منذ ثمانينيات القرن الماضي وهذه الارض التي استولت عليها المدرسة الحكومية مخصصة كمنطقة تشجير وزقاق تسكنه العائلات بشكل رسمي واصولي، وبدأت وزارة التربية من مدة بتشييد مدرسة كبيرة، وفيها ساحة مدرسية تصل مساحتها الى (5000) الف مربع، ورغم ذلك، قامت الشركة المكلفة بتنفيذ المشروع بتبليغ الساكنين في الزقاق برفع الاسيجة والابواب والحدائق لانها ستشيد السياج الخارجي للمدرسة وارض هذا الزقاق من ضمن مقتربات بناية المدرسة، ولم يراعوا حتى المسافة التي تتركها دوائر البلدية بين دور المواطنين والمباني الحكومية في المناطق السكنية والبالغة (6) متر مربع وان السياح الخاص بالمدرسة سيمر قرب اعمدة الكهرباء الموجودة على الرصيف وان ابواب البيوت تغلق بالكامل، ووعدونا بان المنطقة المتبقية من الشارع سترصف بالطابوق المقرنص، وبعد ثلاثة اشهر قدمت قوة كبيرة من الشرطة الاتحادية وآليات الشفل وقاموا بتهديم كل اسيجة وابواب البيوت وتركت على حالها".
مناشدات واحباط
ويتابع "ابو مصطفى" سرد حال زقاقهم بالقول ان "اهالي المنطقة والزقاق ناشدوا وزيري التربية والتخطيط وراجعوا مكتب النائب عبد الكريم عبطان اكثر من مرة، وذهبوا الى مكتب النائبة وحدة الجميلي مرات عدة والتقت بوزير التربية ولم يصلوا الى حل للمشكلة، ولم يحصلوا على نتيجة تطمئنهم وكثير من مراجعاتهم لم يروا منها الا الوعود، فأصابهم الاحباط واليأس، وقبل ايام باشروا بحفر الزقاق استعدادا لنصب القطع الخرسانية للجدار، الا ان شدة الامطار وغرق منطقة الحفر اوقفت العمل"، مستدركا بالقول ان" الشركة المنفذة استخدمت اساليب ملتوية في عملها، ففي البداية اخبرتنا ان الزقاق لا يلحق بساحة المدرسة، وبعدها خططوا مكان تنفيذ السياج وتركوا بين بيوتنا والجدار حوالي (7) امتار، ثم عادوا ليخططوا الجدار امام ابواب بيوتنا، وعندما اعترضنا عليهم اخبرونا ان هذه الارض من ضمن ساحة المدرسة، ولم تهتم الجهة التي يشيد لحسابها المشروع وهي وزارة التربية ان هذا الشارع يخدم الساكنين والمواطنين وطلاب واساتذة المدرسة ويمكن ان يشيد باب خلفي للطوارئ للمدرسة، والمضحك ان مهندسي الشركة يردون علينا ان هذا الشارع الذي تسكنون فيه هو ارض متجاوز عليها، مع العلم اننا بيوتنا مشيدة منذ اكثر من اربعين عاما، مع العلم ان كثير من الساكنين مذكور في سندات ملكية بيوتهم ان لهم تشجير لمسافة ستة امتار، امام البيوت، والدليل الاوضح ان دائرة بلدية الرشيد قامت بتبليط الزقاق تحديد ارصفته وتبليطها ونصب اعمدة الانارة الكهربائية فيه، فهل يعقل ان زقاق اصبح مزدحما بالسكن ومبلط وفيه اعمدة كهرباء وارصفة نظامية تأتي وزارة التربية لتغلقه؟".
الحياة والطوارئ
امور اخرى مهمة لفت "ابو مصطفى" الانظار اليها عندما قال ان "المنطقة سكنية وفيها حياة وافراد عائلاتها من الطلبة والموظفين والكسبة واصحاب اعمال حرة، لم يفكر من استولى على الزقاق كيف يتحرك هؤلاء؟ وكيف يذهبون الى اعمالهم؟ ومن اين تدخل سيارات الخطوط او السيارات الشخصية لايصالهم الى مدارسهم او دوائرهم، واذا حصل "لا قدر الله" حادث حريق فكيف تدخل سيارات الاطفاء، او اذا حصلت حالة مرضية طارئة يتوجب نقلها الى المستشفى، فمن يدخل سيارة الاسعاف لها؟، ومن يستطيع ادخال سيارات جمع النفايات (الكابسات) الى تلك الدور او سيارات صيانة الكهرباء او الماء او المجاري، لان حركة السيارات اصبحت صعبة جدا او شبه مستحيلة، فعندما نتكلم مع منفذي المشروع ونسألهم كيف ندخل سياراتنا الى بيوتنا؟ يجيبون اتركوها على الشارع العام، واذا صار حريق او حالة مرضية طارئة يكون ردهم، لا دخل لنا نحن ننفذ الاوامر، وهل يعقل ان ساحة مدرسة مساحتها (5000) متر مربع لا تكفي لاقامة الاصطفاف الصباحي ودرس الرياضة عليها، حتى يلحق بها زقاق يخنق عشرات العائلات، وتعودنا على ان المواطن هو من يتجاوز على اراضي الدولة، لكن ان يكون الامر معكوسا فهو امر غريب، ويكمل حديثه بمناشدة وحديث عجيب ويقول" اناشد رئيس مجلس الوزراء محمـد شياع السوداني ووزير التربية ابراهيم نامس الجبوري واطلب منهم نيابة عن جميع الاهالي الساكنين في الزقاق ان يحضروا الى المنطقة ويشاهدوا بأم اعينهم حالنا وعذابنا".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية
- عائلة بارزاني على المحك.. هل تطيح "الرئاسة" بأحد أولاد العم؟