حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ وضع ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي يده على الجرح في خطبة الجمعة السياسية الأخيرة التي ألقاها في الحضرة الحسينية الشريفة والتي نقل فيها رأي آية الله السيستاني المهم حول مايجري وذلك بعد اشتداد وتائر المظاهرات التي جابت الكثير من المحافظات ومنها العاصمة بغداد لاسيما في ساحة التحرير وكانت احتجاجات شديدة اللهجة وغير مسبوقة على تردي الخدمات المقدمة للمواطنين ومنها خدمة الكهرباء التي شهدت تراجعا وترديا ملحوظا في مناسيب التجهيز التي كشفت عن تبخر الوعود التي كانت تطلقها وزارة الكهرباء بين حين واخر "بتحسن" التجهيز وتقليل القطع المبرمج لساعات التغذية والتي يبدو ان "الاية" انعكست تماما بعد ان صار تجهيز التيار الكهربائي قطعا شبه تام وحتى القطع المبرمج لم يعد قطعا ولا مبرمجا بالمرة. وليس سرا القول ان ملف الكهرباء يعد من اكثر الملفات المأزومة والتي تشكل تحديا كبيرا للحكومات العراقية المتعاقبة وخاصة حكومة العبادي التي تعتبر حكومة طوارئ وطنية كونها تقاتل على اكثر من جهة (الارهاب والتقشف المفروض قسرا على مجمل مفاصل الدولة) وليس سرا ايضا ان هذا الملف صار من اكثر الملفات الحكومية جدلا ولأسباب عديدة منها المبالغ الفلكية الطائلة التي كانت تُغدق (بدون وجع قلب) على المرافق الحيوية لقطاع الكهرباء ودون ان يلمس المواطن منها اي تغيير جذري بسيط على واقع تجهيزه اليومي من الكهرباء فالمواطن العراقي تتناهى الى أسماعه أخبار إن صدقت فهي تشي ـ كإنشاء محطات جديدة او قدوم شركات عالمية ووووو ـ عن تحسن ولو تدريجي في واقع هذه الوزارة التي يحلو للبعض ان يسميها بالرجل المريض وبداء عضال ويبدو ان هكذا اخبار كانت تسوق للاستهلاك الاعلامي فقط. والجديد في الامر هو ان المرجعية الدينية العليا صعّدت من نبرة لهجتها وعلى غير المألوف فقد حذرت من نفاد صبر المواطن مطالبةً الحكومة بعدم "الاستخفاف" او الاستهانة بمعاناة الناس والتي تُرجمت الى سلسلة مظاهرات حاشدة وصاخبة نددت بأداء وزارة الكهرباء وسط اتهامات إياها بالفساد والإهمال وقلة المصداقية، اضطُرت فيها بعض الحكومات المحلية الى استخدام القوة التي نجمت عن بعض الخسائر البشرية المؤسفة، خطاب المرجعية العليا كان واضحا للعيان كونه جاء تحذيرا من انفلات الوضع الى ما يُحمد عقباه خاصة وان المناخ مازال يؤشر الى صعود مستمر في درجات الحرارة تجاوزت تخوم الخمسين درجة مئوية اي نصف درجة الغليان وهي معدلات قياسية عالية تربك عمل المواطن والدولة او قد تؤثر على انسيابية العمل وقد تشلُّ انسيابية عملهما تماما ناهيك عن الآثار الصحية السلبية التي تتركها اشعة الشمس المحرقة، والمؤسف له ان وزارة الكهرباء صارت تسمى بوزارة التبريرات غير المقنعة، فلها مبررات جاهزة في الشتاء القارس تختلف عن مبرراتها الجاهزة ايضا في الصيف القائظ وكذا الحال عندما تسوء الأحوال الجوية كهبوب رياح هوجاء او عواصف ترابية او امطار غزيرة فلكل حالة من هذه الحالات يوجد تبرير جاهز وغير مقنع البتة مايضع الكثير من التساؤلات في ملعب الوزارة التي لم تُقنع إجابات وزيرها البرلمان خلال الجلسة التي استضيف فيها السيد وزير الكهرباء مؤخرا وهو مادعا بنائب المرجعية الدينية العليا الى ان يدق جرس الانذار بقوة ويحذر بان المواطن لن يصبر الى مالا نهاية فهل وصلت الرسالة الى وزارة الكهرباء؟ والسؤال مايزال في ملعب الوزارة. اعلامي وكاتب
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)
- الفرق بين البند السابع والبند السادس لمجلس الامن واثر ذلك على الحدود بين العراق والكويت