- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الأمام الحسين(ع) منهج للخلود /الجزء الثالث
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي المرأة في نهج الأمام الحسين(ع) رب يسأل سائل أين دور المرأة في واقعة الطف وهي واقعة اصطكت فيها السيوف وأدوات القتل لقتل الأمام الحسين ومن معه في معسكره؟ فالمرأة ليس لها أي دور في ظل هذه المعركة الحربية. ولكن أن الفكر الحسيني والذي يستمد فكره من الفكر المحمدي ورسالة الإسلام قد أعطى للمرأة ليس بقليل في نهضة الحسين الخالدة لأنه عندما كان خرج ينشد الإصلاح في أمة جده نبينا الأكرم محمد(ص)أكيد كان من ضمن هذه الخطوات هي المرأة والتي أصبحت عند بني أمية تباع وتشترى في سوق النخاسة ويتم سبيهن لتصبح فقط لغرض المتعة وإنجاب الأولاد في أحسن الأحوال لتصبح سلعة يتم تداولها وباخس الطرق والوسائل كما في عهد الجاهلية الأولى لترجع أصحاب الرايات الحمر من ممارسة البغاء وغيرها من الأمور المشينة والتي يعرفها الجميع وهذا مالا يتلاءم مع الفكر الإسلامي في أعطاء المرأة دورها الحقيقي وإنها تمثل نصف المجتمع ولها دور ريادي في أعداد المجتمعات من خلال التربية الصحيحة للأسرة ومشاركتها الرجل في بناء المجتمع الإسلامي الصحيح في كل البلدان وهذا ما أوصى به نبينا الأكرم محمد (ص) في التوصية بالنساء وهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تشير إلى ذلك وكذلك من بعدها وصي رسول رب العالمين أمير المؤمنين(ع) للنهج في هذا الخط لينسحب بالتالي على الفكر الحسيني والمستمد من الأنوار المحمدية والعلوية وحتى الفاطمية. ولندخل في صلب الموضوع حيث الكثير من الكتاب والعلماء من المكون الآخر يشكلون على الأمام الحسين في واقعة الطف اصطحاب النساء والأطفال وكان على الأمام الحسين أن يتجنب هذا الأمر. وقد وردت الكثير من الآراء في هذا الموضوع والتي تؤيد قرار الأمام الحسين(ع) في اصطحاب نساءه وعياله إلى كربلاء وقد أوردت تلك الآراء في مقالات سابقة ولكن يهمنا في مبحثنا هذا هو أحد هذه المناحي لأورده لأبين ما هو دور المرأة في ملحمة الطف والدور الإنساني الذي قامت به المرأة والتي تقف في مقدمتها بطلة كربلاء وعقيلة الطالبيين سيدتي ومولاتي زينب الحوراء(ع)ولنورد العلة والسبب في قيام الأمام في أخذه أهل بيته معه. وهذا الرأي والمنحى في اصطحاب الأمام الحسين لعياله وأطفاله يتبناه أغلب علماء الشيعة من أمثال الشيخ المفيد والطوسي (رض) وعميد المنبر الحسيني الشيخ د.أحمد الوائلي(طيب الله ثراه) في خطبه المتعددة حول نهضة الحسين والقريب إلى مفهوم أغلب العموم الشيعي وهو أن سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين (ع)باعتبار أمام زمانه وحجة الله على خلقه فهو لديه تكليف شرعي وخروجه بهذا الكم الهائل من عياله ونسائه والتي تتحدث بعض الروايات كان(83) فهو أمام ويعرف التكليف الشرعي عندما أخذ هذا العدد الكبير من آل بيته وهو في تقديري المتواضع مصداقاً لقوله أخته الحوراء زينب(ع) عندما يوصي بالعيال وبابنه زين العابدين(ع) فيقول لها روحي لها الفداء{تأسي بالله أخيه،شاء الله أي يراني مقتولاً وشاء الله أن يراكن سبايا}.(1) وفي رواية أخرى قال السيد ابن طاووس الحسني ص 39: {أُخية! إنّي أُقسم عليك فأبري قسمي: لا تشقّي عليّ جيباً، ولا تخمشي عليّ وجهاً، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور، إذا أنا هلكت}.(2) فهذا الحديث لسيد الشهداء هو حديث لأمام معصوم أخبر به من قبل جده وأبيه وأمه(صلوات الله عليهم أجمعين) وهو أمر من الله سبحانه وتعالى لكي يهب هذه المكانة في قول رسول الله(ص) {أن لك مكانة عند الله لن تنالها إلا بالشهادة}.(3)فإذن عندما يقوم الحسين(ع). بهذا التكليف الشرعي فهو أمر وبلاء من الله سبحانه وتعالى لأن الله قد أبتلى أنبياءه في كل رسالاته السماوية ومن يطالع أغلب سير الأنبياء يجد مصداق على مانقوله ولهذا أبتلى الله جل وعلا عبده الصالح الأمام الحسين(ع) للقيام بهذا الأمر لكي يصحح هذا الدين المحمدي ليقوم بهذا الأمر الجسيم.وإلا أن قام بهذا الأمر من الفراغ أي عبث فهذا يفسر أن الله يقوم بأمر عبثي وهذا مستحيل لأن العبث وأوامره هي منزه من العبث والزلل(استغفر الله). ومن هنا أن الأمام الحسين(ع) لو لم يخرج بعياله ونساؤه لكان سيحصل أمران هما: الأمر الأول: فإذا كان الأمر بأن يتركهم في مكانهم ويهاجر بنفسه فلا شك في أن السلطات الأموية ستحاول الاستفادة منهم كورقة ضاغطة على الإمام نفسه كي يسلم نفسه. كما فعل الأمويون مع عمرو بن حمق الخزاعي حيث أسروا زوجته لمّا فرّ من أيدي السلطات الأموية الحاقدة. وأيضاً حصلت هذه الحالة مع زوجة المختار التي اعتقلت هي الأخرى لإرغام زوجها على الإذعان لسلطة الزبير الحاكمة. ولعمل يزيد على التنكيل بحرم رسول الله(ص) وحرم الحسين بعد الواقعة في المدينة للتشفي بقتل الحسين وهذا ما عمله عند إحضار السبايا في مجلس الطاغيين أبن مرجانة ويزيد(عليهم لعائن الله) وما قاموا من أمور استنكرها حتى الرومي المسيحي ولكل من عاصرها ولحد وقتنا الحاضر فكانت خطة الحسين بحمل عياله وحرمه يصب في الاتجاه الصحيح وتدخل في التكليف الشرعي الذي فوضه الله سبحانه وتعالى في انه حجة الله على أرضه. الأمر الثاني: فالإمام لم يكن ليأمن على عياله ونسائه لو أبقاهم في المدينة وخرج ثائرا.. وحتى لو أمن الإمام على نسائه وعياله وأبقاهم في مكانهم وخرج في طلب الإصلاح في ثورة يعلم مسبقا إن القوم يطلبونه ولو أمسكوا به فسيقتلونه لا محالة وسُيقتل مع أخوته وأبناء عمومته في أي مكان من الأرض وسيبادون جميعهم ومن ثم لا يفهم أحد لماذا أصلاً خرج الإمام الحسين عليه السلام للثورة؟ ولماذا لم يبايع؟ وحتماً ستحاول السلطات الأموية التكتم على الأمر واستعمال آليات القتل الصامتة بأي شكل من الأشكال وبهذا يضيع دم الحسين عليه السلام وتضيع ثورته ورسالته وهذا المنطق لا يتناسب أيضا مع ما حمله الإمام من مطالب صرح بها أكثر من مرة. على هذا يكون الخيار الثاني هو الأقرب لما يصبو إليه الإمام من تغيير في الواقع الاجتماعي والقيمي والإنساني. ومن هنا كان الخطاب الزينبي مقرونة بخطبة الأمام زين العابدين(ع) امتداد للخطاب الحسيني الهادر وتكون أهم وسيلة لفضح حكم بني أمية ولتسقط على هذا الخطاب الإعلامي للسبايا أهم معول في سقوط الدولة الأموية وبسرعة وفضح كل المآثم المخزية التي قام يزيد وأزلامه لتكون اكبر شاهد على خسة ووحشية هذا النظام المجرم والذي لا يراعي إلاً ولا ذمة وحتى في العيال والنساء. كما أن هناك نقطة مهمة أنه حمل الإمام معه جملة من المبلغات اللائي كانت الواقعة بحاجة إلى خطابهن تماماً كما كانت النهضة بحاجة إلى دمه وتضحيته والى هذا يشير الشيخ مرتضى مطهري في كتابه الملحمة الحسينية «التكتيك التبليغي هو حمله لأهله وعياله وأولاده في القافلة الحسينية وبهذه الطريقة يكون قد استخدم العدو استخداما غير مباشر من خلال فرض هؤلاء الناس كحربة تبليغية ورسل دعاية للإسلام الحسيني ضد يزيد».. ويضيف: «أن الإمام استخدم عدداً من المبلغين الذين أخذهم العدو بيده وبإرادته لينفذوا إلى قلب حكومة العدو في الشام وهو بحد ذاته تكتيك يفوق التصور الاعتيادي».(4) فالإمام لم يأخذ معه نساء عاديات إنما أخذ معه نساء واعيات مؤمنات بثورته وهن أيضا مبلغات يمتلكن أدوات التبليغ السليم ليُعَرِّفْنَ الناس بالقضية والثورة وأهدافها وأسبابها ويكشفن النقاب عن الوجه الأموي الأسود وليكنَّ سبباً لهزّ الوضع العام وتحريكه وضخ القيم الجديدة وتخليد النهضة الحسينية في الوجدان الشعبي كل هذه القرون. وهنا لابد من إشارة وهي إن الإمام كان قد اطمأنّ إلى الوعد الإلهي بصيانة هؤلاء المخدرات وبأنهنّ سيكنّ بعيدات عن الأذى، ونجد ذلك واضحا من خلال وصيته للنساء لما ودعهن وقال: « استعدوا للبلاء، واعلموا أن الله تعالى حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الأعداء ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ويعذب عدوكم بأنواع العذاب ويعوّضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا ما ينقص من قدركم ».(5) ويقول بعض الرواة عندما عزم الأمام الحسين الخروج من مكة: إنّ حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) السيدة زينب قالت لابن عباس وهي باكية العين: يا أبن عباس، تشير على شيخنا وسيّدنا أن يخلّفنا هاهنا ويمضي وحده ؟! لا والله، بل نحيا معه ونموت معه، وهل أبقى الزمان لنا غيره ؟ وأجهش ابن عباس في البكاء وجعل يقول: يعزّ والله عليَّ فراقك يابن العمّ. (6) وهذا قول زينب الحوراء(ع)وهي تعرف ما ينتظرها من ظروف قاسية ومهام ثقيلة وبهذا تكاملت الإرادة من جانبين؛ فمن جانب أراد الإمام لنهضته إن تستمر في اشتعالها وازدياد شرارتها ووضوح معانيها ولا أحد يسهم في توضيح مفردات الثورة غير هؤلاء النساء، كما سيأتي ضمن الدور الإعلامي. ومن جانب آخر علمت النساء وبخاصة السيدة زينب عليها السلام إن الإمام انطلق إلى نهضة إصلاحية كبرى في أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم وفي هذه النهضة الإسلامية الإصلاحية لابد ان يكون للمرأة محط قدم في التأثير والبلاغ. وإلى هذا يشير الشيخ عبد الوهاب الكاشي بالقول: «إن الحسين عليه السلام كان يعرف انه إذا قتل فلا يوجد رجل في العالم الإسلامي يمكنه إن يتكلم بشيء ضد سياسة الأمويين مهما كان عظيماً حيث إنهم قطعوا الألسن وكمّوا الأفواه فكان قتله سدى وقد لا يعرف أحد من المسلمين ما جرى عليه.. فأراد الحسين عليه السلام إن يحمل معه ألسنة ناطقة بعد قتله لتنشر أنباء تلك التضحية في العالم الإسلامي ومذياعاً سياراً يذيع تفاصيل تلك المأساة الإنسانية والجرائم الوحشية، فلم يجد سوى تلك المخدرات والعقائل اللواتي سبين وسيرّن بعد الحسين عليه السلام في ركب فظيع مؤلم يجوب الأقطار يلقين الخطب في الجماهير وينشرن الوعي بين المسلمين وينبهن الغافلين ويلفتن أنظار المخدوعين ويفضحن الدعايات المضللة حتى ساد الوعي وتنبه الناس إلى فظاعة الجريمة وانهالت الاعتراضات والانتقادات على يزيد والأمويين من كل الفئات والجهات».(7) وهذا بالضبط ما أراده الإمام من خلال حمله للنساء والعيال، وهذا ما حصل أيضاً إذ لولا وجود هذه الثلة المباركة لما تم كشف القناع عن يزيد ورفع الستار عن جرائم الأمويّين. كما نجحت المرأة «زينب عليها السلام» في التبليغ والإعلام الموجه، ولم تكن الأدوار التقليدية للنساء كالأمومة والزوجية عائقاً أمام تحقيق نجاح أوسع ضمن دائرة الأهداف العامة أبدا بل كانت هذه الأدوار سبباً لإضفاء مزيد من الحزن والتفجع على ما جرى في الطفوف، فهؤلاء النساء قدمن الغالي والنفيس بل ضحين بالولد والأخ والزوج لنصرة الثورة في زمن تقاعس فيه الأشاوس من الرجال عن نصرة الإمام الذي كانوا يسمعون استغاثته!. وبهذا تحولت الأدوار التقليدية التي تضجر منها المرأة المعاصرة إلى أدوار رسالية ومحطات انطلاق لرسم هوية ثائرة للمرأة المسلمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.(8) وفي الأخير أن الخطاب الزينبي وخطبة الأمام زين العابدين(ع) هي كلمة حق قد قيلت وبشجاعة وصلابة أمام حاكم جائر وقد حققت كل أهدافها المراد منها ولتثبت وعلى الدوام أن الأمام الحسين(ع) لم يخرج بعياله باعتباط(حاشا لله) بل كان بتخطيط وفهم لمجريات الأمور وأنها كانت كلها بالهام رباني من الله سبحانه وتعالى باعتباره أمام معصوم مفوض من الله جل وعلا في تسيير أموره.. ولزيادة الفائدة نقول: لقد ذكر العالم الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في كتابه « السياسة الحسينيّة » ما يلي: « وهل نشكّ ونرتاب في أنّ الحسين لو قُتل هو ووُلده.. ولم يتعقّبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحدّيات لَذَهَب قَتلُه جباراً، ولم يَطلُب به أحد ثاراً، ولَضاع دمه هدراً. فكان الحسين يعلم أنّ هذا عملٌ لابدّ منه، وأنّه لا يقوم به إلا تلك العقائل، فوجب عليه حتماً أن يحملهنّ معه لا لأجل المظلوميّة بسببهنّ فقط، بل لنظرٍ سياسي وفكر عميق، وهو تكميل الغرض وبلوغ الغاية من قلب الدولة على يزيد، والمبادرة إلى القضاء عليها قبل أن تقضي على الإسلام، ويعود الناس إلى جاهليّتهم الأولى ». ويقول العلامة البحّاثة الشيخ باقر شريف القرشي ما نصّه: « لقد كان من أروع ما خطّطه الإمام في ثورته الكبرى: حَملُه عقيلة بني هاشم وسار مخدّرات الرسالة معه إلى العراق، فقد كان على عِلم بما يجري عليهنّ من النكبات والخطوب، وما يَقُمن به من دور مشرق في إكمال نهضته وإيضاح تضحيته، وإشاعة مبادئه وأهدافه، وقد قُمن حرائر النبوة بإيقاظ المجتمع من سُباته، وأسقطن هيبة الحكم الاموي، وفتحن باب الثورة عليه، فقد ألقينَ من الخُطب الحماسيّة ما زَعزع كيان الدولة الأموية. إنّ من ألمع الأسباب في استمرار خلود مأساة الحسين عليهالسلام واستمرار فعّالياتها في نشر الإصلاح الاجتماعي هو حمل عقيلة الوحي وبنات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مع الإمام الحسين، فقد قُمنَ ببَلورة الرأي العام، ونَشَرن مبادئ الإمام الحسين وأسباب نهضته الكبرى، وقد قامت السيدة زينب عليهاالسلام بتدمير ما أحرزه يزيد من الانتصارات، وألحقت به الهزيمة والعار ».(9) ويقول الدكتور المصري احمد محمود صبحي: « ماذا كان يكون الحال لو قُتل الحسين ومَن معه جميعاً من الرجال إلا أن يُسجّل التاريخ هذه الحادثة الخطيرة من وجهة نظر أعدائه، فيَضيع كلّ أثر لقضيّته.. مع دمه المسفوك في الصحراء ».(10) ومن هنا نرى أن مذهب أهل البيت قد أعطى للمرأة مكانتها الطبيعية ومنزلتها ككائن إنساني تمثل نصف المجتمع وهي التي تربي الأجيال واعتبارها جزء مهم من المجتمع الإنساني وإعطاءها الحق في العيش بعز وكرامة وإنسانية وإناطتها بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها وعلى ضوء تكوينها البايولوجي في أنها كائن لطيف يستحق كل الاحترام والتقدير وقد جسدته كل هذه الدروس العبر في مدرسة الحسين ونهضته التي تعلم الأجيال جيلاً بعد أخر، وهذا ما نلاحظه واضحاً للعيان وبدون أي لبس أو غموض. وماقامت به العقيلة زينب(ع)من دور حيوي ومهم في حفظ الإمامة عند أهل البيت وافتدائها للأمام علي زين العابدين(ع)بروحها لهو خير دليل على ذلك وكذلك واجبها الحيوي في حفظ الأطفال ولنساء في مسير الإباء للسبي الأموي بحق ذراري رسول الله(ص) لهو خير دليل على مانقوله. وأهم دور لها هو مواجهة الطغاة في الحكم الأموي من أمثال أبن زياد ويزيد (عليهم لعائن الله) والتي ألهبت الشعور بالسخط على ديكتاتورية بني أمية وسارعت في سقوطه السريع والتي لم تتعدى بعد ذلك عمر إنسان لهو أكبر شاهد على مدى صلابة هذه المرأة الجليلة والتي يعجز القلم عن الإحاطة بصمودها وصبرها وتجرعها المحن والمآسي والتي أحد ألقابها كانت أم المصائب وجبل الصبر. فأليك أهدي كلماتي هذه المتواضعة والخجولة والتي لاتحيط ببحر جودك العظيم عسى أن تكون لي شفيعاً لي عندما تقوم الإشهاد ويوم الورد المورود. وفي الجانب الأخر نجد في المذاهب الأخرى قد بخس حق المرأة وجعل منها من الدرجة الثانية بل وأقل من ذلك وخصوصاً في الوهابية ومن تفرع منها من القاعدة وداعش المجرمين والذين جعل من المرأة سلعة رخيصة تباع في سوق النخاسة وجعلها وسيلة للمتعة والجنس الرخيص لتباع من شخص إلى آخر وما نشاهده ما تفعله داعش من فظائع وأجرام بحق النساء في وقتنا الحاضر لهو اكبر على دليل ما نقول وإصدار فتاوى لا تمت لديننا الحنيف بأي صلة ومنها جهاد النكاح وسبي النساء إلى غير تلك الفتاوى الباطلة شرعاً ومن الأساس وهذا الذي يجري هو منتهى الأجرام والانحطاط وتحقير لمنزلة المرأة وهي تشويه لديننا الإسلامي الحنيف ولهذا نرجع ونقول أن المذهب الشيعي هو أفضل من أعطى للمرأة حقها ومنزلتها لأنه مذهب الرسالة المحمدية والذي يستمد كل فكره ومبادئه من السماء والذي ورثوها أئمتنا المعصومين(ع)من جدهم نبينا الأكرم محمد(ص) والذي هو لا ينطق عن الهوى أن إلا وحي يوحى ومن رب العزة والجلال. وفي الأخير لقد قمنا بتحليل لماذا خرج الأمام الحسين(ع)مع نسائه وعياله وقد حللناها على ضوء العقل والمنطق ومن الناحية الإنسانية والمجتمعية وبالحجة والبرهان والدليل المادي لتدخل كلها في أن نهضة الحسين هي رؤية إنسانية، ولنقول لكل كاتب قصير النظرة أو لديه ضبابية حول هذا الموضوع سواء عن عمد أم عن غير عمد والتي باعتقادي المتواضع كل هؤلاء الكتاب هم تقف وراء خلفيات وأهواء أموية وعباسية وناصبية لا تكن الحب والمودة لأهل بيت النبوة ونحن نقول هاتوا أدلتكم ومنطقكم لتناقشوا هذا الأمر ونحن مستعدين لذلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 - اللهوف في قتلى الطفوف: 50. بحار الأنوار، ج 44 ص331. كتاب الفتوح 5: 84 ذكر نزول الحسين(رضي الله عنه) بكربلاء. 2 ـ الملهوف: 39، مقتل الحسين للخوارزمي: 238. مقتل الحسين لابن مخنف: 111. 3 ـ بحار الأنوار: 44 / 328، باب 37 ص310 الطبعة الحديثة.مقتل الحسين لأبي مخنف: وعنه ناسخ التواريخ:2. ينابيع المودة لذوي القربى القندوزي ج 3 ص 54. 4 ـ مرتضى مطهري، الملحمة الحسينية، ح1، ص 209. 5 ـ مقتل الإمام الحسين عليه السلام للمقرم: ص290؛ موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام: ص592، نقلا عن الدمعة الساكبة: ج4، ص346؛ جلاء العيون للمجلسي: ص576؛ ناسخ التواريخ: ص290. 6 ـ زينب الكبرى: 94. السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام عرضٌ وتحليلٌ. تأليف: باقر شريف القَرَشي. 7 ـ الشيخ عبد الوهاب الكاشي، مأساة الحسين بين السائل والمجيب، ص 80. 8 ـ بحث للباحث كفاح حداد على موقع العتبة الحسينية المقدسة بعنوان (لماذا حمل الإمام الحسين عليه السلام نساءه وعياله إلى كربلاء؟). وبتصرف. 9 ـ السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام عرضٌ وتحليلٌ. تأليف: باقر شريف القَرَشي ص222. 10 ـ كتابه « نظرية الإمامة » للدكتور أحمد محمد صبحي ص ٣٤٣.
أقرأ ايضاً
- سطوة الإعلام الممنهج
- الغدير بين منهج توحيد الكلمة وبين المنهج الصهيوني لتفريق الكلمة
- "خُوارٌ جديدٌ".. برامجُ إلْحاديّة بطرقٍ فنيّة !! - الجزء الثالث والاخير