د. إبراهيم الجعفري
أنموذج الكمال البشري بالزهراء فاطمة (ع) يجلّي نظرية الإسلام في تحديد مكانة المرأة في عالم يتنكّر لها سواء كانت بنتاً أو أختاً أو زوجةً أو أُمّاً في البيت.. وعالمةً ومتحدّثةً وخطيبةً وسياسيةً صانعة مواقف في المجتمع، إنها سيدة نساء العالمين بلا خلاف بين أبناء المذاهب؛ عابدةً حتى تورّمت قدماها وثائرةً حتى انتقلت الى جوار ربها راضيةً مرضية..
أخفت قبرها لتبقى ثورة..
وطالبت بفدك لتدويّ صرخةً بالتاريخ وتنتقل للحاضر..
ملتقى الكمالات: كمال الأبوة بشخص أبيها رسول الله (ص)؛ وكمال الزوجية بشخصها وشخص زوجها أمير المؤمنين (ع)؛ وكمال البُنوّة ببنيها الأئمة المعصومين (ع) وبنتها زينب (ع) المرتقية لخط العصمة..
ومن أمها خديجة سيدة نساء عصرها..
خُصَّت في القرآن الكريم بسورة الكوثر وآيات كثر..
حفظت بكتابها الموسوم "مصحف فاطمة" أسراراً نقلتها عن أبيها الرسول الأعظم (ص).. كما خُصَّت بتسبيحتها المميّزة "تسبيحة الزهراء" عن أبيها (ص) بعد الصلاة..
"دعاها علي (ع) "بخير العون" ودعته (ع) "بخير بعل"..
وقفت وقفةً سياسيةً صامدةً ممن اغتصب حقّها وحقّ بعلها الإمام علي(ع)..
مرقدها الشريف بقي سرّاً كما أرادت!!: إما في بيتها أو بين قبر رسول الله (ص) ومنبره أي الروضة..
أو بناحية من مقبرة البقيع، أو على قول في جانب منها يلي زاوية من دار عقيل بن أبي طالب.
تبقى البتول (ع) المتوهّجة في عالمنا المعاصر وفي القادم من العوالم حيث تغصّ جميعها بظلم المرأة وافتقارها للأنموذج الأكمل للمرأة الهوية؛ التي لا تعاني من عقدة النقص ولا من ظواهر الشذوذ من الاسترجال وفقدان الثقة والاختزال بالبعد الواحد والتحرر من تجارة البدن والتنكر للحياة الزوجية والتخلي عن رسالة الأمومة والتحرر من عقدة اللهاث وراء حضارة الغرب الغريبة والخارجة عن الطبع البشري والجانحة عن قيم الإنسانية الحقّة..
والمجسدة لعيد الأم بل الأمومة التي أنجبت بعد أبيها أشرف خلق الله تعالى وأعظمهم شأناً وأغزرهم علماً وأكثرهم جهاداً وتضحية..
أقرأ ايضاً
- أهمية عودة خطب الجمعة وتأثيرها الكبير على الشارع العراقي
- خذ منهاجا سليما من خطب الجمعة
- لمن وجه الشيخ الكربلائي خطبة الجمعة في 17/1؟