حجم النص
قبل اكثر من سبعة اعوام وخلال دراستي الجامعية نقل لي استاذي البرفسور في مجال الاحصاء ان هوليود طرحت مسابقة بجوائز مالية باهضة لافضل برنامج علمي مخترع يمكن استخدامه في مجال افلام الكارتون (توم وجيري) على ان يكون وفق شروط وضوابط تم تحديدها من اهمها ان يتضمن البرنامج معادلتين رياضيتين تجعل (الفأر) في المعادلة الاولى يتمتع بامكانيات وقابليات يصعب على (القط) التقاطه رغم الاساليب والخطط التكتيكية التي يستخدمها، في حين تكون المعادلة الثانية على العكس من الاولى، وبين لي استاذي ان عدد كبير من المتخصصين قدموا ابتكاراتهم وقد استطاع شاب امريكي من الحصول على الجائزة، الا ان الغريب في الامر ان الشاب اكتشف فيما بعد ان اختراعه لم يتم استخدامه في مجال تسلية الاطفال وانما تم استخدامه في المجال الحربي وذلك ان امريكا في ذلك الوقت كانت قد صنعت طائرة حديثة واخضعتها لهذا البرنامج لتتمكن الطائرة وفق المعادلة الاولى من اختراق الاجواء دون اكتشافها من قبل جهاز الرادار والمصدات الجوية والارضية في حين يتم الاستفادة من المعادلة الثانية لمعرفة نقاط الضعف التي تمكن السلاح الارضي او الجوي من اختراق الطائرة الامر الذي يجعل الطائرة في حال تطبيق المعادلتين اعلاه تحضى بمميزات نادرة وفريدة من نوعها، الا ان هذا الامر لم يتم تطبيقه بسبب الدعوى القضائية التي رفعها الشاب ضد الشركة معلنا عن رفضه القاطع باستخدام ابتكاره بالمجهود الحربي .
هذا الموضوع جعلني اتسائل مع نفسي هل سنجد اختراعا عراقيا وعقولا عراقية ترفدنا بمثل هكذا ابتكارات؟؟؟ وبعد وهلة من التفكير تبين لي ان العراق استطاع ان يخلق ابتكارات عدة ولكن للاسف الشديد لم تكن في المجال العلمي بل في مجال التناحر السياسي واعتقد ان كربلاء خير مثال على ذلك اذ ان الكتلتين الكبيرتين في مجلس محافظة كربلاء نجدهما في صراع وتناحر مستمر اذ يبرز لنا من خلال وسائل الاعلام بين الفينة والاخرى شخص يمثل احد تلك الكتلتين مهددا بما يملكه من وثائق واسرار تستهدف رموز الكتلة الاخرى بشكل يصعب على الاخرى ردعه او ايقافه بشتى الطرق القانونية او العشائرية او غيرها، الامر الذي يجبر رموز الكتلة الاخرى للبحث عن امور يتمكنون من خلالها الاطاحة برموز خصمهم كملفات الفساد او غيرها معلنين عن تمكنهم من امتلاكهم نقاط ضعف على الكتلة الاولى، واحب ان ابين ان المعادلة التي تسير وفقها حكومتنا المحلية تمكنت وخلال فترة قليلة لاتتجاوز اربع سنوات من خلق طرف ثالث يعتبر خاسر في كلتا الحالتين ويكمن بالمواطن الكربلائي الذي يعيش في مدينة تعد قبلة العالم وتفتقر الى ابسط الخدمات، لذا ومن موقعي هذا اتقدم الى شركة هوليود بان تستفاد من تجربة حكومة كربلاء وبشكل مجاني دون اي مقابل .
[email protected]