- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
بقلم : عبود مزهر الكرخي
في المقابل ينسى كل من الكيان اللقيط ومن ورائه حلفاءه حقيقة مهمة وأمر يكاد يغيب عن تلك العقول العفنة التي تعودت على دس المؤامرات والاغتيال والقتل وعمل كل شيء من أجل تدمير الشعوب والأوطان وجعلها تسير في فلك دول الغرب الكافر ومعهم الأMريكان، ليكون لهم هذا الكيان الصHيوني المسخ هو أهم منفذ لسياستهم وخططهم المجرمة ، ولكن غابت حقيقة مهمة وهو الدور لجماهيري والقاعدة الشعبية لكل حركة مقاومة شريفة وبالذات حزب الله والتي سنتطرق إليها الآن.
الأمر الخامس : القاعدة الشعبية .. مفتاح قوة حزب الله
لا شك أن استشهاد السيد حسن نصر الله وهو زعيم المقاومة في المنطقة ستكون له تأثيرات عدة على عمل حزب الله في المستقبل وعلى الداخل اللبناني وحتى على "المشروع الإيراني" في المنطقة.
فكل العمليات المجرمة التي جرت، وبالذات اغتيال الشهيد نصر الله، فهي لا تعني نهاية حزب الله كما يظن محور الشر وحتى معهم من الخونة من العرب الذين يسيرون في فلك ذلك المحور، صحيح أن السيد نصر الله هو الأمين العام للحزب، لكن بالتأكيد توجد قيادات عسكرية وميدانية مهمة بين صفوف الحزب يمكن أن تكمل هذه المسيرة وتدير العمليات ضد إسرائيل في المستقبل، ومن المعروف أن مثل هذه الحركات المقاومة والجهادية لا يؤثر فيها مثل تلك الاغتيالات على عمل المقاوم البطولي أو يتم القضاء عليها، لكن وفي أسوء الحالات أضعاف عملها مؤقتاً، وهذا لم يحصل مع حزب الله والدليل ما تسطره الأحداث من مقاومة بطولية وشرسة المجاهدين من حزب الله والصواريخ التي اطلقت، كلها تشير إلى تصاعد الخط الجهادي والبطولي للحزب، وأن الجيش الصHيوني لم يستطيع التقدم في جنوب ولاقى مقاومة بطولية وشرسة من الأبطال في الحزب، والأحداث تشير إلى ذلك، بحيث لجأ الكيان اللقيط إلى ضرب المستشفيات والمدنيين في لبنان ليصل إلى بيروت وشمال لبنان كما فعل في غزة، وهو يشير إلى فشل ذريع وواضح في عملياته الأخيرة في جنوب لبنان.
وحزب الله وهو مدار بحثنا هو ذو قاعدة شعبية عريضة شيعية واسعة والتي لها ولاء كبير للحزب، وحتى هذه القاعدة تشمل كل المكونات في لبنان من مسلمين سنة ومسيحيين وحتى دروز، وهذه هي نقطة قوته في الاستمرار، لتشكل ديمومة واستمرار الحزب، والتي كل لبناني يقر بأن السور الحامي لوطنه هو حزب الله وقيادته وكل عناصره من الأطماع الصHيونية تجاه لبنان والمنطقة العربية عموماً.
ومن المعلوم أن فيلق القدس الإيراني وحزب الله وحماس تعرضت سابقا لضربات موجعة، لكنها استمرت في نشاطها وعملياتها وتمكنت لاحقا من اختيار قيادات جديدة شكلت تهديدا مستمرا لإسرائيل.
وهناك حقيقة ثابتة أنه صحيح القضاء على القيادات البارزة في أي حركة مقاومة مسلحة بالتأكيد لا يعني نهاية تلك الحركة وبالذات حزب الله، ولكن هذا لا يعني أن استشهاد السيد حسن نصر الله ليس له تأثير، بل هو هز كيان الحزب وكل محور المقاومة، حيث أن الشهيد نصر الله ليس قيادي عادي من قيادات الأحزاب المقاومة والمسلحة.
صحيح أن القضاء على قيادات بارزة لا يعني نهاية أي حركة مسلحة أو تنظيم أيديولوجي، لكن مقتل نصرالله، يحسب له حساب وهو "زلزال حقيقي" هز كيان حزب الله والمحور الإيراني المعروف بـ "محور المقاومة". كان واحدا من ثلاثة شخصيات مهمة في هذا المحور، أما الآخران هما قاسم سليماني، قائد فليق القدس السابق، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، اللذين قتلا في غارة أميركية ببغداد في الثالث من يناير عام 2020. وكان دور سيد المقاومة الشهيد نصر الله ، والذي يستحق هذا اللقب وبكل جدارة يتخطى الساحة اللبنانية ليمتد تأثيره على الساحة السورية والعراقية واليمنية، لأنه كان يتميز بالقوة والكاريزما والخبرة العسكرية، واختفائه عن الساحة ستكون له تبعات على مستقبل الحزب.
وهذا الغياب سيكون باعتقادي المتواضع عامل قوة ومساعد في تقوية صفوف الحزب وبناء التنظيم على اسس صحيحة وجديدة تكفل له المسير في العمل الجهادي والمقاومة لكل أطماع محور الشر من الصHاينة والأMريكان والغرب الكافر.
وأن الهجوم الأخير إلى الكيان الصHيوني هو ليس فقط خلق حدود آمنة فقط كما يدعون بل هو خطة مرسومة بدقة من قبل المطابخ الأMريكية والصHيونية ومن قبل مخابراتها وكل الدول التي ذكرناها سابقاً، من أجل تهجير الشيعة من جنوب إلى العراق وسوريا، لأنهم يشكلون شوكة وحلقة مقاومة لدى الكيان اللقيط ، وليس فقط كما يدعون تطبيق قرار(1701)وجعل الحزب وحتى الجيش اللبناني وراء حدود نهر الليطاني، والتي يعتبرون أن هؤلاء الشيعة وحزب الله هم تيار مقاوم يرفض وجود هذا الكيان المسخ في المنطقة، والتي كانت هناك محاولة سابقة في عام(2006)من قبل الصHاينة في غزو لبنان من أجل العمل على هذه المحاولة المجرمة وتهجير الشيعة كما ذكرنا آنفاً، والتي من بعد ستكون جنوب لبنان لقمة سائغة الى الكيان الصHيوني من أجل ضمها إلى دولته المزعومة والعمل في طريق إقامة دولة صHيون الكبرى والتي بدأت الكثير من المواقع العبرية والصHيونية بنشر حدود دولتهم المزعومة الكبرى.
وهناك حقيقة مهمة يجب أن يعرفها كل محور وكل من له شك في فيما يحدث من مقاومة وكل حكام العرب الخونة وهي " أن حزب الله باقٍ، وصحيح في مرحلة ارتباك وتوتر، وأن هذا الارتباك سيختفي سريعاً وما يقوم به حزب الله، من مقاومة وبطولات هي خير دليل على ما نقول، بل سيكون ما قام به الكيان اللقيط ومعه محور الشر وبال عليهم لأنه سيزداد شراسة، لأنه سيكون محملا بالثأر والرغبة في الانتقام وسيلعب بدون ضوابط، وهي تؤشر صعود قيادات لا تقبل المهادنة والمرونة، بل قيادات لا تقبل بأنصاف الحلول أو ما يسميه ذلك المحور الشرير المرونة، والذي يطلق ذلك المحور المجرم على هذه القيادات بالمتشددة، والتي تعني بالتالي البدء في إزالة الكيان المسخ القائم على أرضنا العربية والإسلامية وعن قريب بأذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد سقوط بشار الاسد
- الطلاق.. ظاهرة وأسباب - الجزء الأول
- ماذا يجري في فلسطين ولبنان؟