حجم النص
بقلم:تيسير سعيد الاسدي ايران قدمت للعالم درسا بعلم التفاوض لمدة 30 سنة من طول الصبر وبناء الجبهة الداخلية اثمر على انها اصبحت دولة سيدة في محيطها الاقليمي ؟ العرب في اتفاقية كامب ديفد لم يصبروا بالتفاوضات مع اسرائيل سوى اسبوعين فقط ووقع السادات هذا الاتفاق دون أي يعرف على ماذا وقع ؟! الفلسطينيون في اوسلو لم يصبروا سوى شهرين بالتفاوضات ووقعوا وهم صاغرون ؟ اما العراق فقد وقع امام ايران نفسها في الجزائر اتفاقا منح فيها الثانية نصف شط العرب والغاها بالثمانينات وعاد وتفاوض في اتفاقية الخيمة المذلة عام 1991 مع الامريكان بعد غزو صدام للكويت والتي لا يعرف العراقيون ماذا جرى فيها لحد اليوم. اما الايرانيون فقد قدمو للعالم درسا بالصمود. فقد اخرجت ايران نفسها من كونها دولة ارهابية واصبحت دولة تفاوضية يحسب لها 1000 حساب في الوقت الذي اصبح العرب هم الارهابيون امام العالم ؟! ايران خرجت من معركتها الدبلوماسية بحصولها على تفويض دولي لادارة المنطقة ؟ ايران لم تعد دولة مستجدية على العكس بل ان الدول الكبرى بدؤا يمنحونها الرشاوى من اجل كسبها ؟ والا ما معنى منح ايران 150 مليار دولار خلال هذه الازمة الاقتصادية التي بدات دول الخليج وعلى راسها السعودية بالاستجداء ؟! ايران نجحت في استخدام العراق كبازار مفتوح لبضاعتها ابان حصار امريكا عليها منذ عام 2003 ولغاية 2016 وعدم السماح لفتح أي مصنع عراقي طيلة تلك الفترة في الوقت الذي كان العراق ينعم بوفرة مالية. ايران رفعت سقف انتاجها النفطي وستطور انتاجها العسكري بينما يبقى العرب في ظل سياسية المصابون بالزهامير يعتمدون على امريكا وكأن امريكا كلب حراسة لأنظمتهم وليست دولة عظمى تبحث عن مصالحها ؟!! العرب بلا مشروع عربي،وبروز المال الخليجي وقيادة الصبيان في ادارة الازمة الحالية ستجعل من الدول العربية كانتونات تابعة وحضن سهل ودافئ تتناوب عليه الدول الاخرى وسيتحول الانسان العربي الى منديل ورقي يرمى باقرب سلة مهملات بعد استخدامه لمرة واحدة ؟
أقرأ ايضاً
- متى .......نتعلم ؟
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟
- صورة مع المعلم أردوغان