بقلم:سامي جواد كاظم
تستطيع ان تسال متى ما تشاء ولكن لا تستطيع ان تجيب متى ما تشاء، فالمساحة المتاحة للسؤال اكبر بكثير عن تلك المتاحة للجواب وبغض النظر عن جدوى وعلمية او فوضوية السؤال فاي انسان يستطيع ان يسال، وكتاب الله عز وجل لما فيه من ايات بلاغية وفروع علمية يستطيع اي شخص نعم اي شخص ان يستنبط اسئلة من اي اية، وحتى الاية المحكمة الواضحة المعنى هنالك من يضعها تحت مشرحة الاسئلة، على سبيل المثال " قل هو الله احد" انبرى لها مجموعة من الاشخاص لان لكل شخص كنيته ليسال لماذا قال احد ولم يقل واحد ومن هو الذي امره الله بان يقل ؟ هل هو رسول الله ؟ وهل ان رسول الله لم يقل بوحدانية الله ؟وووو ولكن هل ان كل الاسئلة تستحق اجابة ؟
التراث الاسلامي فيه من العلوم ممن يتوه وسطها من يريد ان يقتحمها وشريطة المقتحم ان يكون ضليع في ابجديات المعرفة التي يريد ان يقتحمها فليس من المنطق ان يتصدى مهندس مدني له اطلاع سطحي بعلوم اللغة ليفسر الايات القرانية ويستنبط مفاهيم ما انزل الله بها من سلطان.
وبسبب اللغة العربية تعرض التراث الاسلامي الى من يفسره وفق ما يروم اثباته، فالمتمسك به يفسر مفاهيمه وفق ما يريد وقد يكون صائب او مغالي، ومن يريد النقد يطعن حتى بالصائب وفق فهمه اللغوي للتراث وليس الاصل في المعنى الحقيقي للفظ.
الخطاب الاسلامي هو خطاب كل العصور ولانني على مذهب الامامية فاني ارى افضل من يمثل الخطاب الاسلامي هم الامامية، نعم قد يكون هنالك من اخطا مفهومة معينة للاسلام وهذا لايعني ان الاسلام هو الخطا بل الطريق الذي على اساس انه يوصل الى الاسلام هو الخطا.
ان المفاهيم التي يطرحها العلمانيون تثير الغرابة وحتى تجعل من الغراب بلبل اذا ارادوا والبلبل غراب، وفي بعض الاحيان ان البعض منهم بالرغم من حصولهم على مرتبة علمية مرموقة اجده لايستحق الرد وذلك لضعف ادلتهم وجهل مفاهيمهم، فمنهم من يفتي بحرمة الحج وهنالك فقير، وهذا بعيد كل البعد عن التراث الاسلامي، ولا اعلم من اين له جعل حصة مشايخ الاسلام اشباع الجائع بينما لا يتعرض لحكام البلدان الذين يتسلطون على كل خيرات بلدانهم وشعوبهم فقيرة وكان ميزانية الدولة متوقفة على الزكاة عند السنة ومعها الخمس عن الشيعة، بينما يغضون النظر عن خيرات البلد بكل اصنافها التي يتلاعب بها الحكام واقرباء الحكام واقزام الحكام ولا احد يقول لهم هذا حرام.
هل يعلم هذا العلماني بالنسبة للامامي لا يحق له الحج ان كان لديه اموال فائضة ولم يستخرج منها حق الفقراء (الخمس) فحجه باطل، وهل يعلم ان الاضاحي التي ينحرها الحجاج تسد رمق الفقراء الا ان الالية المتبعة في تصريف هذه الاضاحي في السعودية غير سليم، ففي السنوات الغابرة اقترح السيد محسن الحكيم انشاء مصنع لحوم ليقوم باستغلال هذه الاضاحي وجعلها على شكل معلبات وارسالها للفقراء بدلا من تركها وتلفها في اماكن ذبحها.
ابتكر قانون يضمن حق الجميع ودعك من شتم التراث الاسلامي فالحق احق ان يتبع، وان استطعت ان تتخلى عن كل الاحكام والقوانين الاسلامية وتستبدلها بما تؤمن به لتطبق فصل الدين عن الدولة فاعلم انك ستقود البلد الى فوضى وباطل.