وصف السفير العراقي لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم ذكرى الغزو العراقي للكويت بالأليمة على الشعبين الكويتي والعراقي على حد سواء مؤكدا أنه ليس من شيم العراقيين ان يغزوا جارا لهم ولكن الغزو كان من شيم نظام صدام حسين وزمرته التي عاثت في الأرض الفساد، وأدخلت العراق في أنفاق التيه كل هذه السنوات مشيرا الى استذكار العراقيين في الجنوب لهذه النقاط التاريخية بمأساة ومرارة وألم مضيفا ان ما يصيب الكويت يصيب العراق لأنه يوجد بيننا تاريخ من العلاقات وروابط من القربى والدم والدين والعروبة.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها الصالون الاعلامي بمناسبة الذكرى العشرين على الاجتياح العراقي للكويت بحضور أمين عام الملتقى الاعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس ونخبة من الكتاب والصحافيين والباحثين السياسيين والمهتمين بالشأن الكويتي العراقي.
وقال بحر العلوم أن من مبادئ عمل السفير في بعثته ان يوطد علاقة شعبه بشعب الدولة المضيفة ومن مهماتنا الرئيسية الأولى ان تقوى علاقة العراق بالكويت من خلال مختلف النواحي منها العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية، مشددا على اهمية تنمية العلاقات الاقتصادية لأن الاقتصاد يدخل في كل شيء وفي كل العلاقات حيث ان العلاقات الاستثمارية هي بطبيعتها علاقة تبادلية داعيا دولة الكويت الى استثمار الامكانيات الاقتصادية لديها على ارض العراق الذي يحتاج الى امكانيات اقتصادية كبيرة لإعادة اعماره معلقا عملية حفظ الامن بين البلدين بتنامي المصالح الاقتصادية بينهما وسعي كلا الطرفين لحفظها بحيث يكون العراق بمثابة المستودع الاقتصادي لتحفيز خبرات وامكانيات المستثمر الكويتي.
وأكد بحر العلوم ان المشكلة الحدودية المختلقة بين العراق والكويت ليس لها أي وجود حقيقي بين البلدين بل هي قضية اختلقتها بعض الجهات غير الرسمية وغير المسؤولة بهدف بث بذور الفرقة بين الشعبين الشقيقين نافيا ان يكون لهذه القضية مكان في منطق القيادة السياسية العراقية مستشهدا بما جاء على لسان وزير الخارجية العراقي «هوشيار زيباري» الذي اكد ان العراق ملتزم التزاما كاملا بقرارات مجلس الأمن الدولي وبالأخص القرار 833 الذي ينص على ترسيم الحدود بين العراق والكويت نهائيا وان ما ورد على لسان المسؤولين في محافظة البصرة لا يمثل الا آراءهم الشخصية فقط، وان الرأي الحكومي تمثله بغداد وليس مجالس المحافظات واصفا الرأي في قضايا الحدود بالحصري على وزارة الخارجية والحكومة الاتحادية في بغداد ولا دخل لأعضاء مجالس المحافظات العراقية فيه.
وعن قضية رفات الأسرى الكويتيين والممتلكات الكويتية المنهوبة بالعراق اشار بحر العلوم الى ان العراق تولي هذا الأمر اهتماما بالغا ومستعد دائما للتجاوب مع المطالب الكويتية بهذا الشأن مشيرا الى وجود تعاون ثنائي باشراف الأمم المتحدة في التحري الكامل عن كل المعلومات التي تتصل بهذا الموضوع كان نتاجها ان تم العثور على 285 من رفات المفقودين من الكويتيين خلال العام الحالي بجهد عراقي خالص من خلال عثوره على المقابر الجماعية التي أنتجها ظلم النظام البائد وطيشه والتي انتشرت في كل بقاع العراق مبينا وجود تعاون بين الجهات المختصة في البلدين ولجان مشتركة تتابع أعمالها في شأن هذا الموضوع ونؤكد ان العراق لا ينوي اخفاء أي أثر لهؤلاء المفقودين، لأنه في العراق من المفقودين ما هو أضعاف مضاعفة لهذا العدد، فأرواح الكويتيين مساوية لأرواح العراقيين وأهميتهم على حد سواء ولا شك ان العراقيين يشعرون بهذه المشكلة لأنها مست الصميم العراقي وأحرقت قلوبهم مثلما أحرقت قلوب الكويتيين لأننا في نفس القارب الذي يحمل هذا الأسى الكويتي مشددا على بذل العراق للعديد من الجهود الدائمة فيما يتعلق بالممتلكات الكويتية المفقودة والتي وان عثر على احداها يتم فورا ارجاعها الى اصحابها من الكويتيين مدللا على كلامه بما تم ارجاعه من ممتلكات البنك المركزي والأرشيف الاذاعي وان العراق أعلن في صحفه المحلية انه اخضع لطائلة القانون كل مواطن عثر على هذه الممتلكات وأخفاها وهو ما اعتبره دلالة على الاهتمام فيما يتعلق بمتابعة الجهات المختصة العراقية.
ودعا بحر العلوم جميع الكتاب والصحافيين والاعلاميين والمبدعين لاقامة ملتقى اعلامي عراقي كويتي يتم فيه طرح وايجاد حلول لكل القضايا العالقة بين الدولتين الشقيقتين لطي صفحة الماضي والمضي قدما نحو عراق جديد وعلاقات تليق بحجم ودور البلدين في المنطقة.
أقرأ ايضاً
- السفير الايراني لدى بغداد يعلق على انتخاب المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي
- مجلس النواب العراقي يعقد جلسة انتخاب رئيس جديد له
- الحكومة العراقية تُقر مشاريع سكنية وصناعية وخدمية ومدينة ترفيهية