أبدى ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 14 شوال 1431هـ الموافق 24-9-2010م قلقه الشديد إزاء ما يتعرض له المواطنون من حالات اغتيال منظم على أيدي الإرهابيين في الآونة الأخيرة، وأشار إلى إن هذه الاغتيالات ليست جديدة وإنما منذ فترة عندما كان الملف الأمني ملفاً ساخناً كانت تحدث مثل هذه الاغتيالات وبشكل كبير لكن لم يسلط عليها ضوء بشكل يتناسب مع حجمها، أما الآن فإن أرقام ضحايا هذا النوع من الأسلحة باتت مهولة وتناقلتها وسائل الإعلام عن المسؤولين الأمنيين، وهذه الاغتيالات تتم عن طريق كاتم الصوت والاغتيال الصامت الذي قد لا يثير ضجيجا ً ويعمل بشكل يستهدف طاقات معينة وجهات معينة ورموز معينة، مستذكرا ضرورة القضاء على هذه الحالة وتوفير الأمن حفاظا لأرواح الناس وهي نقطة جوهرية في مثل تلك الأجواء التي نمر بها.
وتابع سماحته لعل أبسط الحقوق التي ينتظرها المواطن من المسؤولين أن يعيش في بلده بأمن وأمان فعندما تصل النوبة إلى إن الإنسان يمشي ولا يعلم من أين تأتيه حالات القتل يعيش حالة من القلق، وأكد إن الإخوة عندما يستعرضون هذه المسألة يستعرضونها بشكل يُبقي حالة الخوف، لا يستعرضونها مع حلولها الجذرية التي تشعر المواطن بالاطمئنان، أما أن تبقى الضبابية ويبقى الخوف هذه المسألة غير صحيحة، مع هذا شكر سماحته الاخوة الامنيين على الجهود المبذولة مقابل ما تحدث من أعمال إجرامية .. لكن إبراز هذا الجهد مطلوب بحد ذاته وفي نفس الوقت أن يتناسب مع حجم المشكلة.
وعن أهمية الإعلام وتطلعات المواطن إزاء توفير الأمن في البلاد قال سماحته إن التفجيرات التي تحدث في العاصمة بغداد تحديدا ً لابد أن يوضع لها حل وان لا تكون في حلقة مفرغة وهذه المسألة تحتاج إلى علاجات جذرية .. وأضاف ان المشاكل تنتهي شريطة أن يتوفر أناس مهنيون لهم القدرة على مجابهة العمليات الإجرامية .. أناس لهم الحس الوطني في سبيل أن يحافظوا على جميع شرائح المجتمع من أمثال هؤلاء القتلة الأشرار .. وان تشترك كل الجهات المعنية في العمل على توفير الأمن، ومن ثم توفي وسائر الخدمات الضرورية للعيش الكريم.
وعن انتشار الأجهزة النقالة التي فيها فوائد جمّة بيد أنها لا تخلو من بعض المنغصات التي قد تؤثر على سلوك الفرد المسلم قال ممثل المرجعية الدينية العليا لاشك من إن تلك الأجهزة تختصر المسافة على الشخص وتقضي حوائجه كل هذا جيد .. لكن فيها بعض الجوانب السلبية التي تحتاج إلى تربية وترشيد ومعالجة، تشترك فيها الأسرة والمدرسة والجامعة والسوق والمحيط.
وعقب سماحته عن عمل شركات الهاتف النقال بقوله: أنا هنا لا أتحدث عن أسعار المكالمات أو صرف الرصيد بدون استيفاء المكالمات أو ما شاكل ذلك وإنما أتحدث عن موضوعين، الأول: كثرة الرسائل التي تأتي من الشركة .. وقد يقول البعض هذا أمر طبيعي والشركات تعمل دعاية ... لكن المشكلة الأعقد عندما تأتي رسالة فيها رقم والرقم يطلب أن تتصل به لأنه مشتاق لك جدا ً وهذه الحالة حصلت مع عشرات الإخوة .. المشكلة عندما يتصل ماذا يظهر ؟!! للأسف الشديد تظهر موارد للبغاء تناغم هؤلاء الأشخاص .. لاحظوا الحالة عندما تصل هذه الرسائل إلى امرأة عفيفة إلى رجل إلى شيبة إلى شاب إلى أسرة .. وعندما يتصل يعلم إن المكان الذي اتصل به هو مكان بغاء .. من المسؤول عن هذه القضية ..؟!!
وطالب الشركات المعنية الابتعاد عن هذه الأساليب المقززة والتي تخدش الحياء والآداب وسط الأسر، وكذلك طالب الجهات الأمنية والرقابية أن تقف وقفة مسؤولة حيال ما يجري من تلك الشركات من انتهاكات وتصرفات مشينة بعيدة كل البعد عن الأخلاق والأعراف التي تحافظ على الفضيلة وتحارب الرذيلة بشتى أصنافها.
وعن المعمعة التي دخلت بها الكتل السياسية في تشكيل الحكومة منذ أكثر من ستة أشهر وهي تراوح مكانها من دون حلول جذرية وواقعية ترضي ولو بشكل نسبي جميع الأطراف عقب سماحته عما يجري بقوله: إنه لا جديد عندي في هذه المسألة سوى من باب الطرفة نحن نقول عجلوا بتشكيل الحكومة !! لا نقول أجلوا تشكيل الحكومة !! داعيا الإخوة إلى حل العقبات لتعطينا نتائج طيبة ..
وفي الختام ناشد رؤساء الكتل السياسية قائلا: لقد مللنا وذكرنا كثيرا ً عن مسألة تشكيل الحكومة وتأملنا من الإخوة أن يجعلوا من عيد الفطر المبارك عيدين بتشكيل الحكومة لكن للأسف الشديد لم يحصل ذلك... وطالبهم باختزال الطريق وجعل المشاكل وراء ظهورهم للوصول إلى تشكيل الحكومة وما تعقبه من مراحل الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- وزير النقل يفتتح خط سككي بين بغداد وسامراء بعد أكثر من 21 عاما
- الحكيم يعلق على الاتفاقيات المبرمة مع تركيا ويؤكد: العراق يسير بالطريق الصحيح
- حماس عن مفاوضات وقف النار في غزة: الكرة بملعب إسرائيل