شهد آخر الليل من يوم الاربعاء ووقت الفجر من يوم الخميس زخما بشريا هائلا في العتبتين المقدستين وما بينهما في منطقة بين الحرمين والشوارع المؤدية اليهن، مثل السدرة، والشهداء، وقبلتي الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام)، وكانت الساعات في الليل اول ايام الذروة بعد وصول اعداد غفيرة من زوار المحافظات الجنوبية والوسطى والعاصمة بغداد الذي كانوا يسيرون لايام عدة الى كربلاء المقدسة، وغصت كل الارض باجساد بشرية لم تبالي بعناء المسير وارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت درجة الغليان، فالمواكب ما زالت تقرع طبولها، والدموع والآهات تنطلق من عيون وحناجر المعزين وارض كربلاء فتحت ذراعيها لمن جدد عزاء مصيبة العاشر من المحرم في الاربعين".
تلك الجموع ما ان تصل الى ضريح ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) حتى تجد ابوابه العشرة المتمثلة بأبواب "القبلة"، و"الرجاء"، "قاضي الحاجات"، والشهداء"، والكرامة، و"السلام"، والسدرة"، و"السلطانية"، و"الرأس الشريف"، و "الزينبية"، مفتوحة امامها تستقبلهم بعطر الشهادة ونسمات الهواء الباردة، امواج بشرية تتلاطم سعيا منها لنيل الاجر والثواب من الله وتسجيل اسمائها في سجل الزائرين، طبقا لما ورد عن الائمة المعصومين (عليهم السلام) في اهمية هذه الزيارة ويومها وعظيم شأنها، واشهرها قول الامام الحسن العسكري (عليهم السلام) "من علامات المؤمن زيارة الاربعين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!