على مدى ثلاثة عشر عاما تمكنت الملاكات التدريبية والتعليمة وادارة معهد الامام الحسين (عليه السلام) من تخريج الوجبة (13) من اطفال التوحد ومشكلات النطق والاضطرابات الاخرى، وعدد المتخرجين اليوم يبلغ (18) طفلا سيلتحقون بالمدارس التربوية او رياض الاطفال، واقام المعهد اليوم الاثنين حفلا خاصا لهم.
وقالت مديرة المهد "زينب عبود" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الاطفال الذين اكملوا المدة العلاجية داخل المعهد والبالغ عددهم (18) طفل تخرجوا واصبحوا مهيئين للدخول الى رياض الاطفال او مدارس وارث التابعة للعتبة الحسينية المقدسة التي تضم صفوف تربية خاصة تعطي العناية الخاصة للاطفال الذين يحتاجونها حتى يتأقلموا مع زملائهم في المدارس، بينما هناك اطفال آخرين لا يحتاجونها فينتظمون بالدراسة بشكل طبيعي"، مشيرة الى ان" عدد من الاطفال سيلتحقون بمدارس اخرى مثل الحكومية والاهلية حسب امكانيات عائلاتهم المادية"، مؤكدة ان" هذه هي الدفعة (13) التي تتخرج من المعهد وتلتحق بالحياة الدراسية التربوية، واقمنا لهم اليوم احتفالية خاصة بيوم تخرجهم، وكانوا يعانون من حالات مرضية مختلفة مثل التوحد وزراعة القوقعة لمن يعاني من مشكلة سمعية، او صعوبة في النطق، او مشاكل في الفك".
واضافت ان" للدعم والاهتمام الكبير من لدن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" بهذه الشريحة من الاطفال في معهد الامام الحسين (عليه السلام) لرعاية التوحد ومشكلات النطق اثر بالغ في تقديم مختلف انواع الخدمات لهم"، مبينة ان" المعهد افتتح في العام (2012) وتقسم الرعاية فيه حسب الحالات والمستويات الموجودة، حيث تتوفر في المعهد ثلاث مباني في منطقة "حي الحسين" بمحافظة كربلاء المقدسة، البناية الاولى للمعهد خاصة بالتوحد ومستوياته الشديد، والمتوسط، والبسيط، اما البناية الثانية فخصصت لمرحلة ما قبل الاكاديمي والاكاديمي، والبناية الثالثة مخصصة لعلاج النطق ومستوياته حسب ما قبل اللغة، والتشكيلي، والتعليمي، والتطور، وتعتمد فيه كراسات ومناهج خاصة متوفرة لكل قسم، والنظام المتبع في المعهد هو برنامج (ABLLS) لتعليم المهارات الاساسية للتعلم واللغة، وعند مجيء الطفل الى المعهد بعد خضوعه لاستشارة ومعاينة طبية في اكاديمية السبطين لعلاج التوحد من قبل الدكتور "اسامة عباس الساعدي" او الدكتورة "شذى العوادي"، ويدخل اختبار الذكاء للطفل ((IQ ليخضع لاختبارات الخيال والمعاينة والتشخيص واختبار (Stanford )، ثم يدخل الى الصف الخاص بحالته، ويبقى في المشاهدة داخل الصف لمدة اسبوعين ثم يدخل الطفل الى غرفة التقييم المجهزة حسب برنامج (ABLLS) وبعد تقييمه في استمارة بصرية وورقة موانع للتعلم ومنها توضخ خطة لتأهيله".
واكدت ان" الخطة العلاجية تستمر لمدة ستة اشهر نراقب بها التطورات الحاصلة على حالته ثم يباشر بخطة علاجية ثانية له ليكون التقييم لحالته بعد عام كامل ومدى استجابة الطفل للتدريب مع الآخرين وليس مع المدربة فقط"، منوهة الى ان" اعداد الاطفال في المعهد كانت قليلة في سنوات افتتاحه الاولى واصبحت تزداد في الوقت الحالي، لا سيما حالات الاهمال البيئي وتعرض الطفل للحرمان من الاهل وبالاخص من قبل الام التي نعتبرها الركيزة ويجب عليها استخدام اللغة التعبيرية والتكلم مع ابنائها والتفاعل معهم وعدم تركهم وهم في اشهرهم الاولى من العمر مع جهازي التلفاز او الهاتف النقال فينحرمون من المجال الادراكي والمعرفي او اللغة التعبيرية لانشغال اغلب الاباء بالعمل وتوفير لقمة العيش، وكلما كان عمر الطفل اصغر يمكن العمل على تأهيله وعلاجه كون المعهد يستقبل الاطفال من عمر ثلاث سنوات، وتصعب عمليه تأهيله كلما كبر بالعمر لانه سيسير على طباع وتصرفات يصعب تغييرها، وابسطها معرفة كيفية استخدام المجموعة الصحية، لان الخطوة الاولى للعلاج تبدأ من تعاون العائلة معنا، وحاليا لدينا (118) طفل مسجل للعلاج، كما لدينا جلسات خارجية لحالات اخرى ومنها شديدة وهي مرتان في الاسبوع وتكون بحضور الام، ووقت الجلسة الواحدة (45) دقيقة، وتديرها متدربة خاصة تعمل مع هذا الطفل تحديدا لخصوصية حالته واحتياجه لعناية اكثر من غيره، بينما لدينا متدربتين للعمل مع خمس اطفال في صف واحد، واغلب المتدربات هن حاصلات على شهادات البكالوريوس في علم النفس وتلقين خلال (13) عاما دورات تدريبية مهمة من خبراء من السعودية، واميركا، ولبنان، وسوريا، وما زالت الدورات مستمرة وتتوفر غرف حسية وحركية للاطفال داخل المركز".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!