حزمة من المعاناة يمر بها الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات من أبناء وبنات أهالي احياء الربيع والسلام جنوب بغداد المسماة سابقا "كويريش" في جنوب بغداد، حيث تفتقد تلك المناطق للمدارس المتوسطة والاعدادية، وتقتصر على بناية واحدة تداوم فيها ثلاث مدارس في اليوم الواحد وصفوفها مكتظة بالطلاب، وأخرى "كرفانية" متهالكة، لا تصلح للتدريس، حاجة الطلبة الى مدارس متوسطة واعدادية دفعهم الى اللجوء لمدارس في مناطق مجاورة تبعد عنهم لمسافات طويلة واخرى في الجانب الآخر من الشارع الرئيسي الرابط بين العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، ما أدى الى وفاة عدد منهم واعاقة إصابة اخرين بحوادث مرورية.
مدرسة كرفانية
ويشير المحامي يوسف العلي لوكالة نون الخبرية الى مشاكل الدراسة والطلبة بالقول ان "في منطقتنا مدرسة ابتدائية مختلطة أنشأت في العام (٢٠١٢) من مجموعة كرفانات، وتداوم فيها مدرستان هما سامراء المختلطة والجيل الواعد، وسبق ان احيلت الى البناء ولكن دون توفير مدرسة بديلة، فاعترض أهالي الطلبة والطالبات لان أبنائهم من الطلبة صغار السن يتطلب عليهم الدوام في ناحية الرشيد او السيدية اللتان تبعدان عن منطقتنا بمسافة تصل من (١٤ - ١٦) كيلومترا، فتركت على هذا الحال منذ (١٢) عاما والكرفانات أصبحت بحالة سيئة ولا تصلح لدوام مدارس ويصل عدد طلاب المدرستين الى حوالي (٩٠٠) طالب وطالبة، وبعض السقوف يكاد يقع ولا يوجد فيها شبابيك، وفي الصيف يتحمل الطلاب الحر اللاهب وفي الشتاء البرد القارص".
واقع تربوي مرير
ويشخص العلي معاناة أبناء منطقته من الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات بقوله ان "في حي السلام بمنطقة (كويريش) بناية مدرسة ابتدائية واحدة فيها دوام لثلاث مدارس هي العطاء والرقيم وبريق الماس، يبدأ دوام اول مدرسة في الساعة الثامنة وينتهي عند الحادية عشرة صباحا، وتليها المدرسة الثانية من الحادية عشرة الى الثانية ظهرا، وبعدها تداوم المدرسة الثانية من الثالثة عصرا الى الخامسة مساءً، ويدرس في الصف الواحد من (٦٠ ــ ٦٥) طالب، ويملئ الصفوف الضجيج، وتركيز الطالب قليل، ومدة الدرس اقل من نصف ساعة، ونسبة الرسوب عالية، والحاجة الى مدارس جديدة ملحة جدا، ورغم المباشرة ببناء مدرستين ضمن العقد الصيني، الا ان العمل فيها بطيء ومنذ عام لم ينبى الا الهيكل الخرساني، والمدرسة الموجودة الآن تعاني من الإهمال فقد تأكل سياجها الخارجي والمجموعة الصحية في حالة يرثى لها وشبه مغلقة، والرطوبة والتشققات بدأت تظهر على سقوفها والنفايات مكدسة فيها، ولا توجد صيانة او ادامة لها، والمياه الآسنة الخارجة من (بالوعات) المساكن المجاورة تحيطها وظهرت امراض لدى بعض الطلبة فيها، والغريب ايضا، ان منطقة (عويريج) المجاورة لنا فيها مدرسة بنايتها قديمة ومتهالكة تحتاج الى ترميم او اعادة بناء، مكونة من (١٢) صف، تداوم فيها اربع مدارس اثنان متوسطة ومثلها اعدادية وهو امر لا يصدق".
حوادث مميتة
واوضح العلي ان "عدم وجود مدارس متوسطة واعدادية في المنطقة دفع الطلاب الى التسجيل في مدارس تقع بمناطق السيدية وابو دشير والمحمودية البعيدة جدا عنا، ما تسبب في حصول حوالي (١٠) حوادث مرورية اودت بحياة (٥) من طلاب وطالبات منطقتنا واعاقة واصابة اخرين، ناهيك عن خطوط نقل الطلاب المكلفة التي تتحملها العائلات، والعناء والتعب الذي يصيبهم، من جراء الذهاب والاياب والازدحامات المرورية على طرق تربط بغداد بالمحافظات الوسطى والجنوبية".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- "ترتيبات" مع الناتو.. هل وجدت بغداد بديلا للتحالف الدولي؟
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- لـ"تطوير المهارات".. إيفاد أعضاء مجلس بغداد إلى وجهات سياحية عالمية