تتوالى تداعيات اغتيال القيادي في كتائب حزب الله ابو باقر الساعدي واثنين من رفاقه، ليلة أمس الأربعاء، اثر قصف بصاروخ أمريكي للعجلة التي كانت تقلهم في منطقة المشتل شرقي العاصمة بغداد، في مشهد مشابه لاغتيال أبو تقوى السعيدي، وقبل ذلك اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
حيث توالت الدعوات من قبل السياسيين العراقيين إلى انهاء تواجد التحالف الدولي وإخراج القوات الأمريكية، وسط تحذيرات من إنزلاق العراق في دائرة الصراع بالمنطقة.
ومنذ بدء حرب غزة في تشرين الأول الماضي، صعدت الفصائل المسلحة في العراق من عملياتها ضد القوات الأمريكية وأوقعت قتلى في صفوفهم، ما دفع واشنطن إلى استهداف مواقع الحشد الشعبي واغتيال قادة فيه.
اذ قال اللواء قوات خاصة يحيى رسول عبد الله الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، إن "القوات الأمريكية تُكرر، وبصورة غير مسؤولة، ارتكاب كل ما من شأنه تقويض التفاهمات والبدء بالحوار الثنائي، إذ أقدمت على تنفيذ عملية اغتيال واضحة المعالم، عبر توجيه ضربة جوية وسط حي سكني من أحياء العاصمة بغداد. بطريقة لا تكترث لحياة المدنيين و للقوانين الدولية".
وأضاف أن "تلك القوات تهدد بذلك السلم الأهلي، وتخرق السيادة العراقية، وتستخف وتجازف بحياة الناس وأبناء شعبنا، والأخطر من ذلك، فإن التحالف الدولي يتجاوز تماماً الأسباب والأغراض التي وُجد من أجلها على أرضنا".
وتابع الناطق باسم السوداني بالقول إن "هذا المسار يدفع الحكومة العراقية أكثر من أي قت مضى، إلى إنهاء مهمة هذا التحالف الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق، ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع، ولا يسع قواتنا المسلحة إلّا أن تضطلع بواجباتها ومهامها الدستورية التي تقتضي حفظ أمن العراقيين وأرض العراق من كل التهديدات".
إلى ذلك ادان الاطار التنسيقي، اليوم الخميس، الاعتداءات المتكررة من قبل القوات الامريكية على سيادة العراق، فيما شدد على ضرورة مواصلة الجهود الحكومية لإنهاء مهام التحالف الدولي.
وذكر الإطار في بيان تلقته وكالة نون الخبرية، "ندين الاعتداءات المتكررة من قبل القوات الامريكية على سيادة العراق وتجاوزه الخطوط الحمراء باستهدافه قوات رسمية مرة ورجالا ساهموا بدحر الارهاب الداعشي وطهروا الاراضي العراقية من دنسهم التكفيري مرة اخرى".
واوضح ان "ما حدث من استهداف للشهيد ابي باقر الساعدي مساء الاربعاء في منطقة مكتظة بالسكان يتنافى ويتقاطع مع المهام المحددة لقوات التحالف والمنحصرة بمحاربة التنظيمات الأرهـابية في مناطق تواجدها بل ونعدّه انتقاما دمويا من قادة واجهوا الارهـاب بقوة".
وحذر، "من أن الاستمرار بذلك سيفتح الباب لهجمات مضادة ولن ينتهي الامر بذلك"، مشددا على "ضرورة مواصلة الجهود الحكومية لانهاء مهام التحالف الدولي، وبذلك ينتهي مسلسل الاعتداءات العدوانية، والحفاظ على سلامة وأمن المواطنين"، فيما قدم الاطار، "التعازي لعائلة الشهيد الساعدي واصدقاءه ومحبيه".
من جهة أخرى، قال المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية في بيان تلقته وكالة نون الخبرية "ندين اغتيال الأخ الحاج الشهيد (وسام محمد صابر – أبو باقر الساعدي) في قلب العاصمة بغداد، رغم أن كتائب حزب الله قد أعلنت في بيان رسمي عن مبادرة حسن نية، إذ أوقفت جميع عملياتها، لتعطي الفرصة للحكومة لكي تقوم بدورها في التهدئة ومنع التصعيد، وفسح المجال للجهد الدبلوماسي والسياسي لإخراج القوات الأجنبية من العراق وبأقل الخسائر، ولكن تمت مقابلة تلك المبادرة بالقتل".
وأضاف أن "السكوت على هذه الجريمة وتمريرها بلا موقف وطني وسياسي وحكومي حازم سيجعلها تتكرر"، لافتاً إلى أن "تحويل العراق الى ساحة تصفيات وصراع مستدام، سيكون على حساب أمنه واستقراره وسيادته التي باتت منتهكة يوميا".
وتابع أنه "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته إزاء هذا الاعتداءات الغاشمة والمتكررة التي لا مناص أنها ستجر المنطقة الى حرب لا نهاية لها".
بدوره، أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، اليوم الخميس، ضرورة تقديم العراق طلباً رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي يطالب فيه بانسحاب فوري للقوات الأجنبية.
وقال الشيخ الخزعلي في تغريدة له على منصة (إكس)، إن "استمرار الاعتداءات الأمريكية على الأرواح العراقية، وانتهاك سيادة بلدنا، هو دليل على الاستهانة والاستهتار الأمريكي بالعراق حكومة وشعباً، وهو من الواضح أنها ليست في وارد التوقف عن هذه الاستهانة والاستهتار، بل هي مستمرة في اعتداءاتها، رغم الخطوات الإيجابية لتي قامت بها الحكومة العراقية الموقرة، والتزام التهدئة من قبل فصائل المقاومة الشريفة".
وأضاف انه "من الواضح أن الاستنكارات والإدانات لم تعد كافية، مما يستدعي ضرورة تقديم العراق طلبا رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي يطالب بانسحاب فوري للقوات الأجنبية، وأن يبدأ العراق بالشروع في تنفيذ إجراءات عملية، لتعزيز قدراته الدفاعية الذاتية ضد أي اعتداء خارجي".
وتابع، "في هذا السياق، يصبح دعم وتضامن الشعب العراقي أساسياً لإنجاح هذه الخطوات الحاسمة، نحو استعادة السيادة الكاملة على الأراضي و الأجواء العراقية، وتحصين الاقتصاد الوطني".
وحمّلت خلية الإعلام الأمني، في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش مسؤولية تداعيات مقتل قياديين اثنين في الحشد الشعبي جراء قصف جوي بطائرة مسيّرة استهدفت عجلة كانت تقلهما شرقي العاصمة بغداد.
في غضون ذلك صرّح مصدر مخول في الخلية، بأن "من أقدم على استهداف عجلة تقل قياديين اثنين في الحشد الشعبي في منطقة المشتل شرقي العاصمة بغداد، هي طائرات أمريكية مسيرة اخترقت الأجواء العراقية".
بدورها أكدت كتائب حزب الله في بيان اليوم الخميس، استشهاد وسام محمد صابر (أبو باقر الساعدي) إثر قصف للقوات الامريكية في بغداد.
وخرجت تظاهرات كبيرة، ليلة أمس الأربعاء، بموقع الاستهداف شرقي بغداد تنديدا بالوجود الأمريكي في العراق، حيث توجهت التظاهرات فيما بعد للمنطقة الخضراء وسط العاصمة، فيما قامت القوات الامنية بإغلاق المنطقة، وسط تشديدات أمنية مكثثفة.
وتبنت القيادة المركزية الأمريكية، مساء أمس الأربعاء، الهجوم الذي استهدف القيادي في كتائب حزب الله (ابو باقر الساعدي)، في منطقة المشتل شرقي العاصمة بغداد، مشيرة الى انه مسؤول عن الهجمات التي تستهدف قواتها في المنطقة.
وقالت القيادة في بيان، إنه "في الساعة 9:30 مساءً في 7 شباط، شنت قوات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ضربة من جانب واحد في العراق ردًا على الهجمات على أفراد الخدمة الأمريكية، مما أسفر عن مقتل قائد كتائب حزب الله المسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، ولا توجد مؤشرات على وقوع أضرار جانبية أو خسائر في صفوف المدنيين في هذا الوقت"، على حد تعبير البيان.
وكانت القيادة المركزية التابعة للجيش الأمريكي قد أفادت، السبت الماضي الثالث من شهر شباط، أن قواتها شنت غارات جوية في العراق وسوريا استهدفت بها مواقع لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له، على حد وصفها.
وأعلنت الحكومة العراقية وعلى لسان الناطق باسمها استشهاد 16 عناصراً من القوات الأمنية واصابة 25 آخرين بجروح نتيجة القصف الذي استهدف مواقع عسكرية وامنية عراقية في محافظة الأنبار غربي البلاد.
أقرأ ايضاً
- بعد الانتخابات.. أزمة قانونية وسياسية تنتظر الإقليم والبوصلة تتجه لـ"الاتحادية"
- تبعد (165) كيلومتر عن دمشق: يد السيستاني الرحيمة تغيث اللبنانيين في حمص السورية(فيديو)
- بعد نشر "وكالة نون الخبرية" لأبرز احتياجاته: مجلس كربلاء يشكل مجموعة لجان لمتابعة الملف التربوي في المحافظة