وجّه الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، مساء السبت، انتقادات حادة إلى الخطة الأمريكية بشأن غزة، مشيراً إلى أن الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مليئة بالأخطار، وتهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، على حد قوله.
وجدّد قاسم تأكيده أن كل ما تشهده المنطقة، وخاصة ما يجري في قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي تسعى تل أبيب لتنفيذه بدعم أمريكي.
وقال قاسم، في تصريحات صحفية، إن "أية خطوة تتخذ حالياً هي جزء من مشروع إسرائيل الكبرى، وأي تراجع قد يبدو في الظاهر تكتيكياً، هو في الحقيقة انتظار لظروف أفضل، وليس تخلياً عن هذا المشروع".
وشدّد قاسم، على أن "يافطة إسرائيل الكبرى يجب أن تكون حاضرة وواضحة أمام أعين الجميع"، مؤكداً أن "ما يحدث اليوم في غزة ليس معزولاً، بل هو حلقة ضمن هذا المشروع الممنهج".
وأضاف قاسم، أن "الخطة الأمريكية بشأن غزة، كما طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مليئة بالأخطار وتهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي".
وزاد: "كل ما يحصل في المنطقة مترابط، ولا يمكن تجزئة ما يجري في غزة عما يحصل في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية وقطر وإيران، لأن الهدف واحد، واللاعب الأساسي هو العدو المجرم إسرائيل، والذي يدعمه الطاغوت الأمريكي برئاسة ترامب".
وانتقد قاسم ما وصفه بـ"الخطة الأمريكية بشأن غزة" التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أنها "تتوافق بالكامل مع المبادئ الخمسة التي أعلنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحرب، ما يجعلها خطة إسرائيلية بثوب أمريكي".
وأشار إلى أن هذه الخطة لا تعكس فقط انحيازاً سياسياً، بل تشكل تهديداً وجودياً لفلسطين والمنطقة بأكملها، مضيفاَ ان "علينا جميعاً أن نواجه هذا الخطر لأن الجميع مستهدف في لبنان وفي كل المنطقة".
وشدد قاسم، على ضرورة أن يواجه كل طرف هذا المشروع من موقعه وبحسب قدراته، موضحاً، "عندما نواجه إسرائيل علينا أن نواجهها كل من موقعه، وبحسب قدرته وخطته على الأقل لحماية نفسه من الخطر قبل أن يصله مباشرة".
وتطرق إلى الوضع الداخلي اللبناني، قائلاً إن "هناك من كان يتوقع تحقيق بعض الأهداف السياسية بعد الاتفاق الذي تم قبل نحو 60 يوماً، لكن الواقع أظهر أن حسابات الخارج تختلف عن الداخل".
وتأتي تصريحات قاسم في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أشهر، والذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تفاقم الوضع الإنساني.
وتعتبر هذه التصريحات امتداداً لموقف حزب الله الذي يرى أن الصراع القائم لا يقتصر على حدود غزة، بل هو جزء من مشروع استراتيجي أوسع تسعى إسرائيل لتحقيقه، مستفيدة من الدعم الأمريكي السياسي والعسكري بحسب مراقبين للشأن السياسي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!